الأربعاء، 23 مايو 2012

إقالة الرئيس للقيادات الأمنية الموالية لصالح تشير الى انعدام الثقة بهم



 
تمكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس من تجاوز التحدي الكبير الذي خلفته العملية الانتحارية التي استهدفت جنودا أثناء تدريبات لعرض عسكري واودت بحياة نحو مائة منهم أمس الاول في ميدان السبعين بصنعاء.
والتقط هادي الرسالة التي اراد منفذو العملية الانتحارية ومن يقف وراءهم ايصالها اليه والى العالم، فأصر هادي على إقامة العرض العسكري في موعده بمناسبة الذكرى 22 للوحدة اليمنية والتي تحتل اهمية كبيرة هذا العام كونها المرة الاولى التي يحتفل فيها اليمنيون بذكرى الوحدة في غياب الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن المشهد السياسي.
وحضر هادي العرض العسكري بصحبة كافة اعضاء الحكومة والقادة العسكريين والامنيين والسياسيين من مختلف الاتجاهات الحزبية، ورفض إلغاء العرض العسكري او تأجيله مع اتخاذ العديد من الاجراءات والتدابير الامنية لتفادي احتمالات وقوع عمليات مماثلة لما حدث في ساحة العروض العسكرية بميدان السبعين امس الاول.
وجاء في مقدمة هذه الاجراءات الامنية تكليف جهاز الامن السياسي (المخابرات) بحراسة ومراقبة كافة اجراءات الحفل والعرض العسكري بدلا من جهاز الامن القومي الذي يسيطر عليه الموالون لصالح بالاضافة الى تغيير منطقة العرض العسكري من ميدان السبعين لوقوعه في منطقة نفوذ الرئيس السابق صالح إلى ساحة العروض بكلية الطيران الواقعة في منطقة نفوذ القوات العسكرية المؤيدة للثورة الشعبية بقيادة اللواء علي محسن، قائد الفرقة الأولى مدرع.
واعتبر العديد من السياسيين هذا الإجراء بمثابة رسالة سياسية تم توجيهها للمخططين للعملية الانتحارية ولمن يقف وراءهم مفادها أن القيادة السياسية اليمنية برئاسة هادي عازمة على السير قدما نحو التغلب على كل العقبات والمعوقات التي تقف امامها مهما كلفها ذلك من ثمن، وأن المخطط التدميري لمستقبل اليمن بدأ يتكشف وينكشف من يقف وراءه وأن هناك اجماعا محليا وخارجيا على دعم جهود هادي وحكومته من أجل ايصال اليمن الى بر الأمان خلال المرحلة الانتقالية.
وكانت الاجراءات السريعة التي اتخذها هادي عقب وقوع العملية الانتحارية امس الاول بإقالة ثلاثة من قادة الاجهزة الامنية الموالين لصالح بمثابة رسالة ضمنية تحملهم مسؤولية ما حصل وانه لن يتم السكوت على أي استهتار او تهاون حيال المسألة الامنية. وهي المرة الاولى في اليمن التي تتم فيها اقالة مسؤولين على خلفية وقوع حوادث في نطاق عملهم.
وكان هادي قال في خطابه الرئاسي 'ان من ارتكبوا جريمة ميدان السبعين ارادوا قتل فرحة الشعب بعيد الوحدة'، وشدد على 'ان الحرب على الارهاب ستستمر حتى النهاية مهما كانت التضحيات'.
وعلى الرغم من حالة الهدوء النسبي المشوب بالحذر وامتزاج الاجواء الاحتفالية بذكرى الوحدة بالحزن المخيم على الشارع اليمني نتيجة العملية الانتحارية امس الاول الا ان حوادث امنية محدودة تصب في خانة المحاولات المستميتة لإعاقة اقامة العرض العسكري وتعكير الاجواء الأمنية حدثت امس بصنعاء ومنها احباط محاولتي تنفيذ عمليات انتحارية كانت تستهدف عربات نقل الجنود المشاركين في العرض العسكري، حيث تم القاء القبض على شخصين وبحوزتهما أحزمة ناسفة كانا يستقلان دراجات نارية قبيل بلوغ غاياتهما.
في غضون ذلك لقي احد ابناء الطائفة اليهودية اليمنية بصنعاء حتفه على يد مسلح، حيث اطلق عليه النار في سوق القات بمنطقة سعوان المجاورة للسفارة الامريكية بصنعاء.
واحيطت صنعاء امس باجراءات امنية مشددة، حيث انتشرت في اغلب شوارعها قوات امنية كثيفة منذ الصباح الباكر لحماية المدينة من اي محاولات لتعكير الاجواء الاحتفائية فيها وكذلك للحيلولة دون وقوع اي اعمال ارهابية جديدة، ربما تحسبا لأي ردود افعال متوقعة من قبل اي طرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق