السبت، 5 مايو 2012

حي بابا عمرو في حمص الذي دمرته القذائف واصبح مسكونا بالاشباح اعداد محمد عبد الله الشطيبي


حي بابا عمرو في حمص الذي دمرته القذائف واصبح مسكونا بالاشباح
اعداد محمد عبد الله الشطيبي
حي بابا عمرو
في حمص الذي يعتبره النظام السوري
فيما يعتبره معارضو « معقلا للارهابيين »
بات « قلب الثورة » الرئيس بشار الاسد
اليوم حيا مدمرا تسكنه اشباح تتنقل في
صمت بين انقاض المنازل.
لم يعد هذا الحي الواقع في وسط
المدينة اكثر من كومة ركام، بعد ان تعرض
طوال شهرين للقصف وسقط فيه مئات
القتلى بحسب الناشطين. فجدران
المنازل اخترقها الرصاص والشظايا
وثقبتها قذائف الدبابات او الكوات التي
استخدمها القناصة.
وكل يوم منذ استعادة الجيش السيطرة
على الحي في الاول من اذار (مارس) يعبر
السكان الحواجز لاحضار امتعة تخصهم.
وبابا عمرو الذي كان يضم 40 الف نسمة،
لم يعد يقطنه اكثر من عشرات الاشخاص
الذين بقوا في منازلهم المدمرة.
في شارع مقفر، تجر والدة وابناها
وحقيبة خضراء. وتقول ام عدنان ( 55
اخذنا بعض الامتعة. المنزل لم يعد » ( عاما
قابلا للسكن. انا وزوجي مهندسان لكن لا
وظائف في المدينة وبالتالي لا مال لاعادة
تأهيلها، اعتقد اننا سنهاجر
لم ينج اي منزل، حيث انهارت غالبيتها
كبيوت الكرتون بالرغم من بنائها
بالاسمنت.
،« ليسامحهم الله على ما فعلوه بنا »
تقول ام عبده ( 35 عاما) التي جاءت مع
زوجها لاحضار بعض الامتعة مما كان
منزلهما، من دون تحديد من تقصد.
انهار الطابق الثاني في المبنى فسحق
اطلقت » السطح الاسمنتي شقتها. وقالت
الدبابات النار على المباني واحدثنا
فجوة في حائط الحديقة كي نلجأ لدى
الجيران
اضطررنا ايضا للهروب » ومن منزلهم
لان المعارك اقتربت منا كثيرا. لجأنا لمدة
على ما ،« ستة ايام لدى اناس لا نعرفهم
قالت.
وطلب منها زوجها وابنها خفض
صوتها بسبب مرور دورية امنية في
الشارع، فاستجابت. لكن ما ان عادت الى
رواية قصتها ارتفعت نبرتها مجددا.
لم يبق شيء من الدار التي كنت » وقالت
اقطنها مع زوجي واولادنا الثلاثة
عند سؤالها عن وجود مسلحين اشار
الحي الممتد « يحمون » المعارضون انهم
اخذوا » على 2 كلم مربع واكد النظام انهم
كنا » تجنبت الرد. وقالت « السكان رهائن
نعيش بسلام
كان منزلها يقع على خط الجبهة
بمواجهة حي الانشاءات الذي تسيطر
عليه القوات الحكومية. وكان شارع
الكرامة البالغ عرضه عدة امتار يفصل بين
الطرفين.
وفتح المعارضون ممرات بين المنازل.
فتحوا » ( وقال الضابط احمد ( 37 عاما
ممرا طويلا سمح لهم باطلاق النار على
وهو يشير بيده الى « قواتنا ثم الفرار
فجوات في المباني.
دمروا كل شيء » وقال عسكري اخر
ووعد بان « لانهم لا يبالون بالسكان
الحكومة ستعوض على السكان ليعيدوا
بناء منازلهم.
على كل تقاطع نصبت قوى الامن
حاجزا رفعت عليه العلم السوري وصورة
لبشار الاسد. واحيانا يقترب عناصرها
عندما يتحدث صحافي فرانس برس مع
السكان.
غادرت الحي » ( وقال سامر ( 35 عاما
عندما سيطر المسلحون على الحي والان
« بعد بسط الامن عدت لارى ماذا تبقى
مشيرا ان متجره للمعدات الالكترونية
قتل » نهب. وقال ضابط في قوى الامن
200 من جنودنا وجرح 1000 في هذه
المعركة. عثرنا على 100 طن من المتفجرات.
كان علينا التقدم بحذر لانهم فخخوا كل
شيء. استغرق الامر 28 يوما
هنا كان مركز فرز الاسلحة » واضاف
الواردة من لبنان. فعبر تخليص هذا الحي
وضعنا حدا لتهريب الاسلحة لكننا نعلم
انه من المستحيل وقفه كليا__

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق