الثلاثاء، 22 مايو 2012

رئيس رابطة علماء أهل السنة يصف طريقة سلام الولاة على الملك بـ 'المشهدُ المشين المهين'

تجدد النقاش في المغرب حول تقاليد السلام على الملك بتقبيل يده والانحناء امامه

الرباط ـ 'القدس العربي' من محمود معروف: تجدد النقاش في المغرب حول تقاليد السلام على الملك، بتقبيل يده والانحناء امامه، بعد ان وصل البعض الى الانحناء لدرجة الركوع اثناء تعيينه عددا من المحافظين الاسبوع الماضي.
ووصف أحمد الريسوني رئيس رابطة علماء أهل السنة وعضو مؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، طريقة سلام الولاة والعمال (المحافظين) على الملك محمد السادس بمناسبة تعيينهم، بـ 'المشهدُ المشين المهين'، معتبرا أن 'الركوع والسجود لا يجوزان في الإسلام لغير الله تعالى. بل الأدلة الصحيحة دالة أيضا على تحريم القيام لغير الله'.
وكان الريسوني الرئيس السابق لجماعة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي بالحكومة المغربية، يرد على مقال للكاتب المغربي أحمد بن الصديق نشره موقع 'لكم' بعنوان 'ديمقراطية الركوع' تعليقا على صور تظهر طريقة سلام الولاة والعمال على الملك وتصل أحيانا إلى درجة السجود أمامه.
واعلن الكاتب احمد بن الصديق في وقت سابق خلعه بيعة الملك احتجاجا على تزكيته للظلم وحماية الفساد.
وقال الريسوني 'مما يزيد الأمر قبحا وشناعة - في الدين والفطرة والذوق السليم - ذلك المشهدُ المشين المهين الذي يتكرر علينا كل سنة فيما يسمى حفل الولاء، حين يجبر جموع من الناس على الركوع الجماعي للملك وفرسه، بل تركع كل مجموعة عدة ركعات متتاليات، وكأنهم في صلاة وعبادة، نسأل الله العفو والعافية'.
وأضاف الريسوني 'لقد بلغ من حرص الإسلام على إبعاد المسلمين عن كل شبهة للركوع أو السجود لغير الله تعالى، أنه جعل صلاة الجنازة خالية من الركوع والسجود، خلافا لسائر الصلوات، لأن المصلين يكون أمامهم وفي قِبلتهم جثمان الميت. فحتى لا يتوهم أحد أن الركوع والسجود موجهان للميت، تم إخلاء صلاة الجنازة من الركوع والسجود فالركوع والسجود لا يكونان لبشر حي ولا ميت، بل هما - حصريا- للحي الذي لا يموت'.
وتجنبت صحف ومواقع حركة الاصلاح والتوحيد وحزب العدالة والتنمية نشر تصريحات احمد الريسوني وهو ما يوحي بأنهما يريدان الحفاظ على مسافة مع الريسوني حتى لا يحسب هذا الموقف على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران خاصة وأنه غير وارد في اجندتهما موضوع الطقوس في القصر الملكي الذي يعتبره البعض شكليا ويرى فيه البعض الآخر نوعا من البطولة الإعلامية والسياسية.
وكان نقاشا مماثلا عرفه المغرب بعد تولي الملك محمد السادس العرش سنة 1999 حين دعا الكاتب محمد الساسي الذي كان احد قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في صحيفة الحزب الى التوقف عن تقبيل يد الملك وهو ما دفع عبد الرحمن اليوسفي زعيم الحزب ورئيس الحكومة انذاك الى الاعتذار من الملك وطرد الصحافي عبد الرحيم اريري الذي اجرى الحوار مع الساسي.
ولقيت صور لتقبيل شخصيات مغربية ليد ولي العهد مولاي الحسن خلال الاسابيع الماضية تعليقات واسعة انتقلت الى وسائل اعلام عربية، وخصص احد مقدمي البرامج بتلفزيون مصري تعليقا ساخرا على تلك الصور مما اثار استياء بالمغرب.
ويعتبر تقبيل يد الملك والانحناء له من تقاليد السلام على الملك تعبيرا عن الاحترام، الا ان عددا من قادة الاتحاد الاشتراكي اثناء تعيين الملك الحسن الثاني لحكومة اليوسفي في اذار (مارس) 1998 اكتفوا بتقبيل كتفه.
وكان محمد بن سعيد ايت يدر احد قادة المقاومة المغربية ضد الاستعمار والمناضلين من اجل الديمقراطية في البلاد قد رفض 1984 تقبيل يد الملك واكتفى بمصافحته اثناء استقبال الحسن الثاني لوفد مغربي فتبعه ادريس البصري وزير الداخلية القوي انذاك ليبلغه ان للدخول الى القصر تقاليد عليه الالتزام بها لكن بن سعيد تمسك بموقفه.
الا ان الملك محمد السادس ومنذ توليه للعرش لم يبد تشددا في مسألة تقبيل يده والانحناء له، ونقلت صورا ولقطات له بالسلام على شخصيات مغربية بمصافحتها ولاحظت وسائل اعلام مغربية ان التلفزيون المغربي حذف لقطات من احتفالات حضرها ولي العهد تتضمن تقبيل يده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق