الاثنين، 21 مايو 2012

إستيقظ السلفيون وأعلنوا حربهم على (مدرسة المشاغبين) أزواج متعددون على فراش التلفزيون الأردني بسام البدارين



 

 
بعض الأعمال الفنية لا يمكن إلا الإستمتاع بها حتى بعد مشاهدتها للمرة الألف.. هذا ما حصل فعلا معي الأسبوع الماضي حيث سهرت مع المسرحية الشهيرة (مدرسة المشاغبين) بعدما بثتها مجددا محطة مولودي كوميدي وبعد مشاهد عمل فني رفيع المستوى بالأبيض والأسود من هذا النوع إثر النضج وكبر السن والقدرة على المتابعة التفصيلية إكتشفت كم أثرت فينا هذه المسرحية خصوصا وأننا نستخدم عباراتها الكوميدية منذ سنوات وعقود في حياتنا اليومية.
مثلا يمكنني رصد لساني وهو يلوك عبارة (.. بتحطي كلونيا لمين ..) كلما بدت رائحة عطر أي إمرأة فواحة وعبارة (.. أسئط .. أتنيل على عين أمي وأسئط..) كلما حاولت تفكك الإشتباك بين العيال وأمهم بسبب نصف علامه أو علامة ذهبت هدرا في مادة الرياضيات ولي زميلة تردد بمناسبة وبدون مناسبة عبارة (إسبلها وإشرب ميتها) رغم أنها شابة وعندما عرضت المسرحية لأول مرة لم تكن قد ولدت بعد.
.. الأمثلة كثيرة على العبارات التي أصبحت أقرب للشعارات والأمثال الشعبية وحفظناها من مسرحية مدرسة المشاغبين وغيرها من المسرحيات المصرية القديمة من (ده كان صغير يختي) إلى (أنا الزعيم الأباصيري) وأزعم أن هذه الكلمات البسيطة عبرت القارات طوال عقود لأن قيم الإنتاج كانت فنية وإبداعية محضة ولم يتحول بعد كل شيء إلى (بزنس).
وقد شاهدت المذيعة في فضائية المحور وهي تعلق على دعوة التيار السلفي المصري لمنع عرض مسرحية مدرسة المشاغبين عبر طلب تقدمت به كتلة النور السلفية لرئيس مجلس الشورى.. الأخوة السلفيون من حزب النور والذين شاهدنا صور بعضهم وهم يغطون بنوم عميق في الجلسة الأولى لهم هنا يخوضون مجددا حربا بأثر رجعي على مسرحية فنية كان لها أعمق التأثير في حياتنا والذريعة دوما كالتالي: تسيء هذه المسرحية للتربية والتعليم.
أحترم السلفيين ولا أرصد كمواطن عربي أثرا حقيقيا وجوهريا لهم لا في الفن ولا في الثقافة ولا في الإبداع ولا في السينما وكل ما أتوقعه منهم أن يسمحوا لنا بالإستمتاع بمسرحية مبدعة جلست بوقار في قلوبنا ودخلت بيوتنا ولهم أن يقولوا رأيهم بدون إستثمار طاقتهم في شن حملة جهادية منظمة على مسرحية أو على فنان ويوجد قضايا أخرى يمكن التركيز عليها عبر السلفيين الذين أقترح عليهم قيادتنا في القضايا المحورية مثل تحرير فلسطين وتنوير الأمة ودعم المقاومة والتصدي للأطماع الأمريكية في المنطقة.
بالنسبة لمدرسة المشاغبين لا زلت أرى أنها عمل إبداعي خلاق له دور أساسي في الكشف عن عيوب نظامنا التعليمي العربي وتقديري أن عدم وجود فن نابض بالحياة يجرح مشاعرنا المتبلدة ويصدمنا بالحقيقة هو الذي يساهم في تدمير نظامنا التعليمي، الأمر الذي تعمل مسرحية من وزن مدرسة المشاغبين في إتجاهاته المعاكسة تماما.

بي بي سي والسر النووي

مسكينة بي بي سي فقد اعتبرت أنها إكتشفت السر النووي وهي تصور وقائع إنتهاك حقوق الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في فيلمها الشهير الذي أثار عاصفة جدل في عمان.
وشعرت بالأسف على فريق بي بي سي لإنهم لا يعرفون حقائق ووقائع المواطن الأردني فمن غير المعقول أن يوجه اللوم للسلطات فقط في قصة مراكز التربية الخاصة لأن المسألة (ثقافية) بإمتياز وتخص عقليتنا كمواطنين وكأفراد ومجموعات .. لا يؤمن أغلبنا بما تفعله المجتمعات المتحضرة ونحن قوم مهووسون بالنميمة وبالتمسك بتراثياتنا البالية الرقيعة.
في كل مرة أسأل فيها رجل النظام القوي في الأردن فيصل الفايز عن الإصلاح والديمقراطية يرد الرجل بسؤال: بصراحة هل نحن ديمقراطيون في بيوتنا؟..هل نحن ديموقراطيون عندما يتعلق الأمر بنمط تربيتنا لأولادنا؟.. السؤال يبدو منطقيا لكنه ينبغي أن لا يتحول دوما لذريعة تمنعنا من المحاولة على أقل تقدير.
لا أعرف ما إذا كانت بي بي سي المتحسرة على ضرب أو تقييد طفل يحتاج للمساعدة في سلوك غير أخلاقي فعلا تعرف بأن مجتمعنا للأسف يدعم وبقوة من يقتل إمرأة بداعي الشرف وغالبا ما يكون القاتل أصلا في أبعد مسافة عن الشرف في حياته اليومية ولا تعرف بان أمهات بيننا سلمن الخنجر وحرضن الأبناء على قتل شقيقات لهم بداعي (غسل العار) ولا تعرف بأن بعضنا في الحقيقة يضرب المعاقين حركيا من أولاده أو يجوعهم أو لا يتعامل معهم بإحترام.
.. كل هذا الضجيج أثارته بي بي سي دون أن تنتبه لأن بيننا من وافق على تنظيم تظاهرة أعاقت المرور في طريق دولي وحيوي لإجبار وزير التربية والتعليم على السماح بالغش في الإمتحانات، ودون أن تنتبه لأن شنق الكلاب ودهس القطط قد يكون سلوكا لا يثير أي إستهجان في أوساطنا، ودون ان تنتبه الى ان ضرب الزوجة والإبنة والأخت والأطفال سلوك لا يستوجب أي عقاب في مجتمع يلوك الكلام مستهلكا يوميا أطنانا من الشعارات والخطابات الفارغة.
بي بي سي وضعت أصبعها الصغير على بعض وجعنا الداخلي لكن مشكلتنا أعمق مما يحصل في أروقة مراكز التربية الخاصة فالكبار من ذوي الإحتياجات الخاصة دفعوا وضربوا من قبل قوات الدرك عندما خطر في ذهنهم تقليد موجة الربيع العربي والإعتصام على بوابة الديوان الملكي بحثا عن ملاذ ومغيث... إذن حب إيه اللي إنت جاي في بي بي سي تقول عليه.

محاولة لسرقة الربيع

صديقي الكاتب الصحفي المعروف حلمي الأسمر غاضب على المحطات الفضائية العربية الكبيرة التي تزوّر الحقائق وعاتب تحديدا على محطة العربية لأنها تتلاعب بالحقائق حول الوضع الأمني في مصر بعد الثورة والعتاب يشمل الجزيرة التي دعمت ثورة المصريين على نظام الطاغية حسني مبارك لكنها تخلت عن الشعب المصري عندما تجاهلت مظاهر الإستقرار التي يعيشها المصريون خلافا لما تروجه أنظمة الإعلام الرسمي.
والأسمر عاد للتو إلى عمان بعد رحلة إستكشافية تجول خلالها في أربع محافظات مصرية بحث خلالها عن مظاهر الإنفلات الأمني التي يتحدث عنها الناعقون بالخراب عبر الفضائيات لتدمير سمعة الربيع العربي كما يقول مشيرا الى انه دخل الأحياء الشعبية العملاقة في القاهرة والفيوم وزار الواجهات السياحية في مرسى مطروح وإستخدم الطرق الخارجية ليلا ونهارا وقابل نحو ثلاثين شخصا من أبناء عمومته المقيمون في القاهرة وإستفسر منهم وإكتشف بأن الدولة المصرية موجودة وبقوة وبأن الأوضاع الأمنية لم تنهر أو إستقرت تماما كما قال.
ملاحظات الأسمر تشمل الإقرار بأن موجات التدين تجتاح مصر التي تتغير وبأن الراقصات يعملن سرا ودون تحرش بهن وبأن المصري ما زال صاحب نكتة لاذعة وبأن النساء المتبرجات على الطريقة المصرية لم يعد من الممكن مشاهدتهن بكثافة في الشارع وبأن موسيقى الأغاني الصاخبة لم تعد تسمع لكن مصر كما كانت مدهشة ولذيذة ومثيرة والأهم آمنة وفقا للأسمر الذي رفض الإعتراف بأن أقباط مصر يتحشدون لدعم المرشح عمرو موسى خوفا من الأخوان المسلمين ملاحظا بأنه إستمع بنفسه للمصري القبطي المقيم في إسرائيل عندما إتصل بمذيعة أحد برامج قناة الحياة ليبلغها بانه سيصوت لأبو الفتوح.
والفكرة بإختصار هنا أن تخصيص بعض الفضائيات للحديث عن الإنفلاتات الأمنية بعد الثورة في مصر له هدف محدد وهو إعادة الواقع العربي برمته إلى ما قبل الربيع العربي والتشكيك بجدوى التغيير الديمقراطي على أمل أن تفلت بقية الأنظمة العربية الرسمية التي لم تصلها موجات الربيع.. هنا حصريا أتفق مع الزميل الأسمر فالنظام العربي يبدو مهووسا بالإفلات من قبضة الربيع العربي.

إفتح يا سمسم

وضعت إدارة التلفزيون الأردني خطة للنهوض بالأغنية الوطنية .. خبر سار بكل الأحوال فأغاني الوطن بحاجة للنهوض فعلا لكن السؤال هو: هل يوجد من ينهض أو يتولى إدارة النهوض وسط أكوام الفشل الإبداعي التي تجتاح مؤسسة الإعلام الرسمي الأردنية؟
بعد برنامج بي بي سي عن إنتهاكات حقوق الأطفال المعاقين في عمان شاهدت صباح السبت كاميرا برنامج (صباح الخير يا عرب) في إم بي سي تتجول في مشارح طبية بالمستشفيات المحلية وتتحدث عن مشكلاتها التي تمس بكرامة الموتى، وفي الأثناء لم نشاهد برنامجا مماثلا على شاشة الحكومة.
طبعا يوجد شعراء وكتاب كلمات مدهشة وموسيقيون أفذاذ فرضوا أنفسهم على العالم مباشرة بعدما طردتهم مؤسسة التلفزيون في الماضي ومنعتهم حتى من تجاوز الأبواب المحروسة جيدا رغم شعوري كمواطن أردني بأن كلفة حراسة مؤسسة التلفزيون والإذاعة يمكن إستثمارها لصالح مشاريع أخرى أكثر إنتاجية فلا توجد عمليا داخل حرم هذه المؤسسات أي ثروة قومية او فنية او إبداعية تستحق الحراسة وزمن الإنقلابات والبيان رقم واحد والسيطرة على مقرات المؤسسات المتلفزة ولى بلا رجعة ولم تكن المملكة الأردنية الهاشمية أصلا معنية به في أي يوم من الأيام.
لذلك تبدو تكاليف الحراسة مكرسة للحفاظ على هيبة مفترضة لا يوازيها إنتاج إبداعي حقيقي فأخبار الأردن الهامة جدا لا زالت تسمع في إذاعة مونتي كارلو أو محطة بي بي سي والتقارير المتلفزة عن ما يحصل في الأردن يشاهدها المواطن الأردني عبر الجزيرة وشقيقاتها وكل إيقاعات الأخبار يتابعها القارئ الأردني في المواقع الإلكترونية المستقلة بعدما أصبحت الوظيفة اليتيمة للصحافة اليومية الورقية هي نشر إعلانات العزاء أو نشر مقالات مؤجرة على طريقة الشقق المفروشة لكتاب طارئون يتصرفون كالدببة فيحطمون كل الجرار تحت شهية الدفاع عن الحكومة والمواقف الرسمية والأمنية.
وقد تلمست الأمر مباشرة الأسبوع الماضي عندما طرحت قضية سحب الجنسيات وفك الإرتباط فقد تلقيت شخصيا إتصالات من تلفزيون فلسطين وإذاعة مونتي كارلو وتلقى أصدقاء إستفسارات من بي بي سي وفضائية العالم وفضائية أبو ظبي وتطور الأمر ليصبح حديث الناس في الشارع والبرلمان وكل مكان إلا تلفزيون الحكومة كان غائبا تماما عن العرس فحتى الزملاء المبدعون المهنيون في المؤسسة يعملون بلا سقف ولا موارد ووسط نخبة من الموظفين البيروقراطيين مفروضة عليهم وفقا لنظام المحاصصة العشائري والمناطقي ويصلح في حالة الغيورين على المهنة منهم مقولة (كأنه تزوج من أربعة) فشاشة الحكومة يوجد لها آباء متعددون وأزواج متعددون والمطلوب منها كل ليلة (ملاطفة) أحدهم وعمليا لا يوجد أكثر من الجهات المرجعية التي يضطر أي زميل إعلامي أردني للتعامل معها حتى ينتج قصة تلفزيونية.
لذلك لا يوجد ما يستحق مظاهر الحراسة فلا أحد ينتبه أصلا لوجود تلفزيون حكومي إلا نحو ثلاثة الاف موظف يدخلون يوميا من البوابات ويخرجون ولا أحد يعرف ما الذي يفعلونه لثماني ساعات في الداخل فحزمة البرامج لا تتضمن ولو برنامج حواري واحد يعتد به والقضايا الأردنية والمحلية بإمتياز يغطيها الإعلام العربي والأجنبي والأغاني والأناشيد المبثوثة ليلا نهارا تنتحل صفة (وطنية) وغالبيتها من طراز (ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل..).. لذلك نشد على يد زميلنا المبدع المدير الجديد للتلفزيون رمضان الرواشده ونقول : نرجوك إفعلها وأقنعنا ولو مرة واحدة بأن شيئا ما يتغير فعلا على شاشتنا.
فوق ذلك برزت مؤخرا قرينة إضافية على ان الشباب في تلفزيون الحكومة لا يفعلون شيئا حقيقيا فقد فهمنا من صحيفة خبرني الإلكترونية مثلا بأن كلفة ماكياج المذيعات لشهر واحد إقتربت من 45 ألف دولار رفض المدير المالي دفعها لصالون حلاقة الستات المتعهد للمسألة .. الغريب أن المبلغ يوحي بأن أطنانا من الدهانات والأصباغ إستخدمت لإظهار تأنق فتيات الشاشة الذهبية وخلال نفس الشهر أنا شخصيا شاهدت ثلاث مذيعات فقط لا غير، الأولى تلعثمت عشرات المرات وهي تستنطق أحد كبار المسؤولين، والثانية تقرأ الأخبار على طريقة برنامج (إفتح يا سمسم) حيث التلقين سيد الموقف، والثالثة تطل علينا في الصباح الباكر ببرامج حية تتحدث مثلا عن نقص البيض في الأسواق فيما تشتعل محافظات الجنوب بالحراك والهتافات الساخنة .. أين أنفقت إذا مصاريف الماكياج الستاتي ؟.. هل يتعهد تلفزيون الحكومة مثلا بمكيجة الأعراس في المناطق المجاورة دعما للمجهود الوطني في مساندة وتوسيع الفرح؟

إتهام للجزيرة

إبن مدينة معان الجنوبية الأردنية مدير مكتب الجزيرة في عمان الزميل ياسر أبو هلاله تجرأ الأسبوع الماضي على إعداد تقرير يتعلق بأوضاع 150 فلسطينيا من حملة الوثائق السورية شاء حظهم العاثر أن يهربوا للأردن خوفا من الدمار والقتل الذي تمارسه عصابات الرئيس بشار الأسد خصوصا في محيط مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا.
هؤلاء حشروا في عمارة متهالكة شمالي الأردن ولا يسمح لهم بالتجول حتى لعدة أمتار بقصد زيارة البقالة المقابلة لعمارتهم التي تحولت إلى سجن وما يقوله مدير مكتب الجزيرة عمليا هو سؤال ضمني للسلطات عن الفارق الديموغرافي الذي سيحدثه هؤلاء لو منحوا فرصة البقاء لعدة أيام بين أقاربهم في عمان وبصفة مؤقتة.
المهم موقف إبن معان لم يعجب البعض في مؤسسة القرار فسارع مجلس السياسات .. تخيلوا الأمر يحتاج لمجلس السياسات القومي الذي قرر عدم السماح للاجئين الفلسطينيين بدخول البلاد لكن أهليا إختلف الأمر فأحد دعاة الوطنية رد على أبو هلاله مطالبا بأن تستضيف جزيرة الغاز - يقصد قطر - هؤلاء ما دامت الجزيرة متحسرة عليهم .. حصل ذلك رغم أن أبو هلاله تحدث كمواطن أردني صاحب رأي وموقف في المسألة.
المضحك أن الزميل أبو هلاله إتصل بي ليبلغني بالخبر غير السار بالنسبة له: أخي بسام للأسف الشديد لقد وضعوني معك في نفس علبة الإتهام.. ردي كان كالتالي: مرحبا أبو زمل في قائمة المتهمين فأنا وأنت نخطط معا لبيع الأردن والتوطين والوطن البديل والأهم نخطط معا لحرمان بعض (المستوزرين) من الظهور على المنابر بإسم الشعب الأردني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق