الثلاثاء، 15 مايو 2012

الحج وشروطه وأنواعه ومناسكه وآدابه…إعداد. نعمان عبد الله الشطيبي



الحج وشروطه وأنواعه ومناسكه وآدابه…




صفة الحج

إذا كان ضحى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم الحاج \" المتمتع \" من مكانه الذي هو نازل فيه، فيغتسل ويتنظف ويتطيب، ويلبس ملابس الإحرام، ويفعل ما فعله عند إحرامه بالعمرة، ثم يُهِلُّ بالحج قائلاً: \" لبيك حجَّاً، لبيك اللهم لبيك ..إلخ \"، أما القارن والمفرد فإنهما لا يزالان على إحرامهما الأول لم يحلاَّ منه.
ثم يخرج إلى منى فيصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يصلي الرباعية ركعتين قصراً في وقتها من غير جمع، لفعله - صلى الله عليه وسلم - ، والمبيت في منى هذه الليلة سنة وليس بواجب.
فإذا طلعت شمس يوم التاسع - وهو يوم عرفة - سار الحاج من منى إلى عرفة، فينزل بنمرة إلى الزوال إن تيسر له ذلك، فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر ركعتين، ركعتين، بأذان واحد وإقامتين يجمع بينهما جمع تقديم،كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم يقف داخل حدود عرفة حتى غروب الشمس ، ويتفرغ للدعاء والتضرع والذكر وقراءة القرآن ، ويحرص على اغتنام الوقت، ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة رافعاً يديه مستقبل القبلة، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، كما ثبت ذلك عنه عليه الصلاة والسلام .

فإذا غربت الشمس دفع الحاج إلى مزدلفة بسكينة ووقار وهو يكثر من التلبية، فيصلى بها المغرب والعشاء، المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين ، بأذان واحد وإقامتين ، ثم ينام حتى الفجر .

فإذا صلى الصبح ، أتى المشعر الحرام إن تيسر له ذلك ، فدعا الله تعالى ووحدّه وكبره إلى أن يسفر الصبح جداً ، فإن لم يتيسر دعا في مكانه الذي هو فيه . والمشعر الحرام: جبل في المزدلفة أُزيل وبني مكانه مسجد.

وقبل أن تطلع الشمس يدفع الحاج إلى منى وهو يلبي ، وإن كان من أصحاب الأعذار كالنساء والضعفة فلا حرج أن يدفع في النصف الأخير من الليل ، ويأخذ معه سبع حصيات لرمي جمرة العقبة يلتقطها من مزدلفة أو من الطريق، وله أن يلتقطها من أي موضع، فإذا وصل جمرة العقبة الكبرى وهي القريبة من مكة قطع التلبية عندها ورماها بسبع حصيات متعاقبات، رافعاً يديه مكبراً مع كل حصاة.
فإذا فرغ من الرمي ذبح هديه إن كان متمتعًا أو قارنًا، ثم يحلق الرجل رأسه أو يقصره، والحلق أفضل، والمرأة عليها التقصير دون الحلق، فتأخذ من جميع أطراف شعرها قدر أُنملة .
فإذا فعل الحاج ذلك فإنه يكون قد تحلل التحلل الأول ، فيحل له فعل جميع محظورات الإحرام إلا النساء .
وبعد التحلل الأول يتوجه الحاج إلى مكة ليطوف بالبيت طواف الإفاضة ، وهو ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به ، ويكون طوافه كالطواف الذي ذُكِر في صفة العمرة ولكن من غير رمل ولا اضطباع، ثم يصلي ركعتين خلف المقام كما تقدم في العمرة .

وبعد الطواف إن كان الحاج متمتعاً ، سعى بين الصفا والمروة لأن سعيه الأول كان لعمرته ، وهذا سعي الحج ، وأما القارن والمفرد فليس عليهما إلا سعي واحد ، فإن كان قد سعاه بعد طواف القدوم كفاه ذلك عن السعي بعد طواف الإفاضة ، وإن لم يكن قد سعى من قبل ، لزمه أن يسعى للحج بعد طواف الإفاضة .

فإذا طاف وسعى، فإنه يكون قد تحلل التحلل الثاني، فيحل له كل شيء حَرُم عليه بالإحرام حتى النساء.
والأفضل أن يأتي بأعمال يوم النحر مرتبة على النحو السابق، فيرمي جمرة العقبة أولاً، ثم يذبح هديه إن كان متمتعًا أو قارنًا، ثم يحلق أو يقصر، ثم يطوف طواف الإفاضة ويسعى بعده إن كان عليه سعي، فإن قَدَّم بعض هذه الأمور على بعض أجزأه ذلك ولا حرج عليه، فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سُئِل عن شيء في هذا اليوم قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال : افعل ولا حرج .

وإذا لم يتيسر للحاج الطواف يوم العيد ، جاز له أن يؤخره إلى أيام التشريق .

وبعد طوافه بالبيت يرجع الحاج إلى منى للمبيت ورمى الجمار ، فيبيت بها ليلة الحادي عشر والثاني عشر إن أراد التعجل ، وإن تأخر حتى يبيت ليلة الثالث عشر فهو أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأنه أكثر عملاً ، والمبيت بمنى واجب من واجبات الحج لا يجوز تركه إلا لعذر ، كإذنه - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس أن يبيت بمكة لسقاية الحجاج .

ويجب على الحاج أن يرمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق ، مبتدءاً بالجمرة الصغرى وهي أبعد الجمرات عن مكة، ثم الوسطى فالكبرى، يرمي كل جمرة بسبع حصيات متعاقبات رافعاً يده مكبِّراً مع كل حصاة .
ويسن له أن يقف مستقبل القبلة ويدعو طويلاً بعد رمي الجمرتين الصغرى والوسطى، أما الكبرى فلا يقف بعد رميها.

وينبغي على الحاج أن يباشر الرمي بنفسه ، ولا يوكل غيره إلا لعذر شرعي، كأن يكون مريضا أو ضعيفاً لا يقوى على الرمي ، أو تكون المرأة حاملاً ، أما الأقوياء من الرجال والنساء فلا يجوز لهم التوكيل في الرمي .

والرمي في أيام التشريق يكون بعد زوال الشمس، لأن النبي - صلى الله عليه وسم لم يرمِ إلا بعد الزوال.
فإذا رمى الجمار في اليوم الحادي عشر والثاني عشر فهو بالخيار إن شاء بقي في منى إلى اليوم الثالث عشر ، وإن شاء نفر منها لقوله تعالى: { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى }(البقرة 203)، لكن إذا أراد التعجل فعليه أن يخرج من منى قبل غروب شمس يوم الثاني عشر، فإن غربت عليه الشمس وهو لم يخرج من منى باختياره، فيلزمه التأخر حتى يبيت تلك الليلة، ويرمي الجمار في اليوم الثالث عشر بعد الزوال، وإن كان التأخر بغير اختياره كأن يكون قد تأهب للخروج وارتحل وركب ولكنه تأخر بسبب الزحام ونحوه فلا يلزمه أن يبقى لليوم التالي.

فإذا انتهى الحاج من أعمال أيام التشريق ، وأراد الخروج من مكة إلى بلده فلا يخرج حتى يطوف بالبيت طواف الوداع، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: ( لا ينفِرنَّ أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ) رواه مسلم ، إلا أنه خفف عن الحائض والنفساء فلا يجب عليهما طواف الوداع.

وبهذا تكون أعمال الحج قد انتهت، نسأل الله لنا ولك القبول والتوفيق، والحمد لله رب العالمين .





Quantcast

مـــا هــــو الــحــــج :ـ

 
هو الركن الخامس من أركان الإسلام الأساسية، ويمتاز بأنه جامع لما تضمنته الأركان الأخرى.
ومعناه في اللغة: القصد إلى مُعظم.
ومعناه في الاصطلاح الشرعي: زيارة أماكن مخصوصة في أوقات مخصوصة بأفعال مخصوصة.

فضيلة الحج:

 

عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
(من حج لله فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).

  

شروط وجوب فريضة الحج:

 

  • الإسلام
  • العقل
  • الاستطاعة
  • الحرية
  • البلوغ

وجوه الاستطاعة:


 

  • سلامة البدن
  • أمن الطريق
  • عدم الحبس
  • وجود المحرم أو الزوج للمرأة
  • عدم العدة للمرأة

شروط صحة أداء الحج:


  • الإسلام
  • الإحرام
  • الزمان (ميقات الإحرام الزماني)
  • المكان (ميقات الإحرام المكاني)
  • التمييز
  • العقل
  • مباشرة الأفعال بنفسه إلا بعذر
  • عدم الجماع

صفة القِران

1- يحرم الحاج بالعمرة والحج معا، فيقول : لبيك حجا وعمرة ، فإذا دخل مكة طاف طواف القدوم ، ثم إن أحب تقديم سعي الحج ، فله أن يقدمه هنا ، فيسعى سعي الحج بعد طواف القدوم ، ويبقى على إحرامه حتى يتحلل منه يوم النحر . 2-  في اليوم الثامن، يخرج إلى منى ليبقى فيها إلى يوم التاسع. 3- في صبيحة يوم التاسع، يخرج من منى إلى عرفة، ويبقى في حدودها ذاكرا لله تعالى داعيا إياه، حتى غروب شمس ذلك اليوم . 4-  بعد غروب شمس يوم عرفة، يتوجّه إلى مزدلفة، فيصلّي فيها المغرب والعشاء، ويبقى فيها إلى الفجر. 5- قبل أن تطلع عليه شمس يوم العاشر ، يدفع من مزدلفة إلى منى ، - إلا أن يكون من أهل الأعذار فيجوز له أن يدفع في النصف الأخير من الليل -، ليرمي جمرة العقبة الكبرى، ويذبح هديه – هدي القِران - ، ويحلق أو يقصّر ، فيكون قد تحلل التحلل الأصغر . 6- يتوجه إلى مكة ، فيطوف طواف الإفاضة ، ويسعى بين الصفا والمروة  - إلا إذا كان قد سعى بعد طواف القدوم فليس عليه هنا إلا طواف الإفاضة -، وبعد الانتهاء من ذلك يحلّ له كل ما حرم عليه حتى النساء . 7- إن لم يتمكن من طواف الإفاضة ، جاز له أن يؤخره إلى أيام التشريق . 8- بعد التحلل يوم العاشر، يتوجه إلى منى للمبيت ورمى الجمار ، فيبيت بها ليلة الحادي عشر والثاني عشر إن أراد التعجل ، ويزيد عليها ليلة الثالث عشر إن أراد التأخر . 9- وفي أيام التشريق ، يرمي الجمرات الثلاث ، بعد زوال شمس كل يوم ، مبتدئا بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى . 10- إذا انتهى الحاج من أعمال أيام التشريق ، طاف طواف الوداع وجوبا – عدا الحائض والنفساء فإنه لا يجب عليهما- ، وبهذا تكون أعمال حج القران قد انتهت .

وجوه أداء الحج:


وهي ثلاثة:
1- الإفراد: و هو نية الحج فقط.
2- التمتع: و هو نية العمرة أولاً (أي يحرم بالعمرة من ميقات بلده و يفرغ منها ثم يحرم للحج من مكة).

وسمي متمتعاً لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بين العمرة و الحج.

3- القِران: و هو نية الحج و العمرة معاً (أي يحرم للحج و العمرة معاً).

قال الله تعالى: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة ٌذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)

صفة التمتع

1- يحرم بالعمرة في أشهر الحج ، ويأتي بعمرة كاملة من طواف وسعي وحلق أو تقصير للشعر ، حتى يفرغ من العمرة ويتحلل منها . 2- إذا كان ضحى يوم التروية – اليوم الثامن - ، يحرم المتمتع من مكانه الذي هو نازل فيه ، فيُهِلُّ بالحج قائلاً : " لبيك حجَّاً ، لبيك اللهم لبيك ........ إلخ " ، ويخرج إلى منى ليبقى فيها إلى يوم التاسع . 3- في صبيحة يوم التاسع ، يخرج من منى إلى عرفة ، ويبقى في حدودها ذاكرا لله تعالى داعيا إياه ، حتى غروب شمس ذلك اليوم . 4- بعد غروب شمس يوم عرفة، يتوجّه إلى مزدلفة، فيصلّي فيها المغرب والعشاء، ويبقى فيها إلى الفجر. 5- قبل أن تطلع عليه شمس يوم العاشر، يدفع من مزدلفة إلى منى، - إلا أن يكون من أهل الأعذار فيجوز له أن يدفع في النصف الأخير من الليل - ، ليرمي جمرة العقبة الكبرى ، ويذبح هديه ، ويحلق أو يقصّر ، فيكون قد تحلل التحلل الأصغر . 6- يتوجه إلى مكة ، فيطوف طواف الإفاضة ، ويسعى بين الصفا والمروة ، وحينها يحلّ له كل ما حرم عليه حتى النساء . 7- إن لم يتمكن من طواف الإفاضة ، جاز له أن يؤخره إلى أيام التشريق . 8- بعد التحلل يوم العاشر، يتوجه إلى منى للمبيت ورمي الجمار ، فيبيت بها ليلة الحادي عشر والثاني عشر إن أراد التعجل ، ويزيد عليها ليلة الثالث عشر إن أراد التأخر . 9-  وفي أيام التشريق ، يرمي الجمرات الثلاث ، بعد زوال شمس كل يوم ، مبتدئا بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى . 10- إذا انتهى الحاج من أعمال أيام التشريق ، طاف طواف الوداع وجوبا – عدا الحائض والنفساء فإنه لا يجب عليهما- ، وبهذا تكون أعمال حج التمتع قد انتهت  .

مستحبات السفر وأدعيته:


  • من السنة على المسافر أن يودع الأهل و الأصدقاء والمعارف.

  • يقول المسافر لمن يودعهم (استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه).

  • يقول المقيم للمسافر (استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، في حفظ الله وكنفه زودك الله التقوى وغفر ذنبك ووجهك للخير حيثما توجهت).

  • قبل الانطلاق يستحب أن يصلي ركعتي السفر، يقرأ في الأولى (قل يا أيها الكافرون….) وفي الثانية (قل هو الله أحد….) بعد الفاتحة.

  • بعد الانتهاء من الصلاة يقرأ آية الكرسي.

  • عند الخروج من بيته يقول:

    (بسم الله، توكلت على الله، لا حول و لا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذُ بكَ أن أَضِلَّ أو أُضلَّ أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُُظلَمَ، أو أَجهَلَ أو ُيجهَلَ عَلَيَّ).

  • بعد الركوب يكبر ثلاث مرات (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) ثم يقول: (سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم هون علينا سفرنا هذا و اطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل).

  • ثم يقرأ آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين.

 

مناسك الحج :


1-
الخروج من البيت بنية الحج.
2-
الإحرام عند حدود الميقات.
3-












دخول مكة بعد الاستحمام أو الوضوء.
4-
دخول الحرم وطواف الكعبة بالطريقة المقررة.
5-
السعي بعد الطواف بين الصفا والمروة.
6-
التوجه إلى منى بعد طواف القدوم في الثامن من ذي الحجة.
7-
التوجه إلى عرفات في التاسع من ذي الحجة وجمع صلاتي الظهر والعصر بها.

8 -
التوجه إلى المزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة وجمع صلاتي المغرب والعشاء بها، وقضاء الليل بها.
9 -
الذهاب إلى منى في العاشر من ذي الحجة ورمي الجمرات (جمرة العقبة).

10
-نحر الأضاحي وحلق الرأس.
11
-الذهاب إلى مكة لطواف الزيارة في العاشر من ذي الحجة بعد حلق الرأس والعودة إلى منى، وكذلك السعي بين الصفا والمروة إن فاتك السعي في الثامن من ذي الحجة.
12
-القيام بمنى في الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة ورمي الجمرات على الجمرات الثلاث بالترتيب.
13
-وقد اكتمل حجك هنا ويمكنك العودة إلى مكة والطواف حول الكعبة والارتواء من ماء زمزم لشكر الله تعالى على هذه النعمة.

  

أنواع الحج:

 

الحاج المفرد

ومعناه أن يحرم قاصدُ الحج ومن الميقات بنية الحج فقط ثم يلبي بعد ذلك, وبهذا يبقى محرماً حتى يقف بعرفة, ويرمي جمرة العقبة, ثم يتحلل من إحرامه.
قال الله تعالى:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ).

الحاج المتمتع

التمتع معناه أن يحرم بالعمرة من ميقات بلده ويفرغ منها ثم يحرم للحج من مكة
وسمي متمتعاً لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بين العمرة والحج من الثياب, والطيب, والنساء…

قال الله تعالى:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).

 

الحاج القارن

القِران هو نية الحج و العمرة معاً (أي يحرم للحج و العمرة معاً) من الميقات ثم يؤدي مناسك العمرة ويبقى محرماً في مكة حتى الثامن من ذي الحجة موعد الحج فيؤدي مناسكه ثم يتحلل من إحرامه.
و القِران سمي كذلك لأنه قرن أي جمع بين الحج والعمرة في أشهر الحج في سفر واحد وبنية واحدة.
قال الله تعالى:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).

  

زيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام  

حكم الزيارة وفضلها:


اتفق العلماء على أن زيارته الشريفة من أعظم القربات وأحسن الطاعات. وينوي الزائر كذلك زيارة مسجده, فقد أخبر أن الصلاة فيه خير من ألف في غيره إلا المسجد الحرام.
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى).

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(من زار قبري وجبت له شفاعتي).

  

آداب الزيارة:

 

  •  ينبغي للزائر عندما يتوجه إلى المدينة المنورة أن يكثر من الصلاة والسلام على النبي ويسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته وأن يتقبلها منه ويقول: (اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني في زيارة نبيك (صلى الله عليه وسلم) ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول).

  •   ويستحب أن يغتسل قبل دخوله المدينة المنورة ويلبس أنظف ثيابه.

  •  فإذا وصل إلى باب مسجده (صلى الله عليه وسلم) فليقدم رجله اليمنى بالدخول واليسرى في الخروج.

  •  يدخل فيقصد الروضة الكريمة (ما بين المنبر والقبر وفرشها لونه أخضر وفرش المسجد كله أحمر) فيصلي تحية المسجد ثم يأتي القبر الشريف ويقف قبالة وجهه الشريف (صلى الله عليه وسلم) على نحو أربعة أذرع من جدار القبر الشريف تأدباً ثم يسلم بدون أن يرفع صوته عالياً بل يكون بين السر والجهر، تأدباً معه (صلى الله عليه وسلم).

  •   ويقول الزائر بحضور قلب وغض طرف وصوت وسكون جوارح وإطراق:
    (السلام عليك يا رسول الله, السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا حبيب الله, السلام عليك يا خيرة خلق الله, السلام عليك يا صفوة الله, السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين, السلام عليك يا قائد الغر المحجلين, السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين, السلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين, السلام عليك وعلى أصحابك أجمعين, السلام عليك وعلى سائر عباد الله الصالحين, جزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته, وصلى الله عليك كلما ذكرك الذاكرون, وغفل عن ذكرك الغافلون. أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أنك عبده ورسوله, وأمينه وخيرته من خلقه, وأشهد أنك قد بلغت الرسالة, وأديت الأمانة, ونصحت الأمة, وجاهدت في الله حق حهاده).

  •   (ومن ضاق وقته عن ذلك أو عن حفظه فليقل بعض هذه الصيغة المذكورة).

  •  وإن كان أحد أوصاه بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقول: (السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان).

  • ثم يتأخر عن يمينه قدر ذراع فيسلم على سيدنا أبي بكر رضي الله عنه فيقول: (السلام عليك يا خليفة رسول الله، السلام عليك يا صاحب رسول الله في الغار، السلام عليك يا رفيقه في الأسفار، السلام عليك يا أمينه على الأسرار، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، اللهم ارض عنه وارض عنا به).

  •  ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع فيسلم على سيدنا عمر رضي الله عنه فيقول:
    (السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا من أيد الله به الدين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، اللهم ارض عنه وارض عنا به).

  •  ثم يعود إلى الروضة الشريفة ويكثر فيها من الصلاة والدعاء.

 

زيارة البقيع وشهداء أُحد ومسجد قُباء:

 

  •   يستحب الخروج إلى البقيع كل يوم وخاصة نهار الجمعة وذلك بعد السلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا وصل إليها قال:
    (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل البقيع، اللهم اغفر لنا ولهم) وينبغي للزائر أن يزور مسجد قباء للصلاة فيه فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي قباء را كباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين والأفضل أن يكون في يوم السبت لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يأتيه كل سبت.

  •  كما يستحب أن يزور شهداء أُحد يوم الخميس خاصة سيد الشهداء حمزة عم الرسول (صلى الله عليه وسلم).

 

  الصلاة في المدينة:

 

  •  يستحب أن يصلي الصلاة كلها في المسجد النبوي الشريف, عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
    (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).

 

الخروج من المدينة والسفر:

 

  •  يستحب للزائر إذا أراد الخروج والسفر أن يودع المسجد النبوي بركعتين ويدعو بما أحب ثم يأتي الحضرة الشريفة فيسلم كما سلم أولاً ويدعو بإلحاح و تضرع ويودع النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول: (اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك (صلى الله عليه وسلم) ويسر لي العود إلى الحرمين سبيلاً سهلة بمنك وفضلك وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة وردنا سالمين غانمين إلى أوطاننا آمنين.
    ويقول: (غير مودع يا رسول الله).

 

آداب رجوع الحاج و المعتمر إلى بلده

 

 السنة أن يكبر على كل مرتفع ثلاث تكبيرات ثم يقول:
(آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده).

و يرسل الخبر إلى أهله بقدومه ولا يبغتهم فإنه منهي عنه.
فإذا أشرف على بلده قال:
(اللهم إني أسألك خيرها, و خير أهلها, و خير ما فيها, و أعوذ بك من شرها, و شر أهلها و شر ما فيها اللهم اجعل لنا بها قرراً و رزقاً, اللهم ارزقنا جناها, و أعذنا من وباها, و حببنا إلى أهلها, و حبب صالحي أهلها إلينا).

فإذا دخل بلدته بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين في غير وقت الكراهة ثم يدخل منزله ويصلي فيه ركعتين ويحمد الله تعالى ويشكره على توفيقه.

ويستحب لمن يسلم على القادم من الحج أن يقول:
(قبل الله حجك وغفر ذنبك وأخلف نفقتك) ويقول الحاج: (غفر الله لنا ولكم).

وينبغي أن يكون الحاج بعد رجوعه خيراً مما كان فهذا من علامات قبول الحج وأن يكون خيره آخذاً في ازدياد.

حج المرأة الحائض والنفساء

 

  1. إذا حاضت المرأة أو نفست و هي محرمة جاز لها أن تقوم بجميع مناسكها عدا الطواف و السعي و يسقط عنها بعد ذلك طواف القدوم إذا وقفت بعرفات و تنتظر حتى تطهر و بعد ذلك تطوف طواف الإفاضة و الوداع و تسعى سعي الحج هذا إذا كانت مفردة، أما إذا كانت متمتعة أو قارنة فإنها تؤدي أعمال الحج المفرد و يسقط عنها التمتع و القِران، إذا لم تطهر قبل الوقوف بعرفات أما إذا طهرت فإنها تأتي بأعمال القارن و المتمتع.

  2. إذا وقفت بعرفات و هي طاهر وجب عليها طواف الإفاضة قبل أن تحيض حتى لا تؤخر طواف الإفاضة إلى ما بعد طهرها.

  3. إذا طافت طواف الإفاضة ثم حاضت يسقط عنها طواف الوداع إن غادرت مكة قبل أن تطهر.

ما تختص به المرأة فقط
تختص المرأة باثني عشر شيئاً وهي:

  1. يجوز لها لبس المخيط في الإحرام على أن لا يكون مصبوغاً ِبوَرس أو زعفران أو عٌصفٌر.

  2. يجوز لها لبس الخفين والقفازين عند الحنفية ومنع غيرهم القفازين.

  3. يجب عليها أن تغطي رأسها.

  4. لا ترفع صوتها بالتلبية.

  5. لا ترمل في الطواف.

  6. لا تضطبع ولا تسرع في السعي بين الميلين الأخضرين.

  7. لا تحلق رأسها بل تقصره.

  8. لا تستلم الحجر بوجود جمع رجال بل تشير إليه.

  9. لا يلزمها جزاء لترك طواف الوداع إذا كانت حائضاً.

10.  لا يلزمها جزاء لتأخير طواف الزيارة أيام النحر عندما يكون الترك أو التأخير بسبب الحيض أوالنفاس.

11.  أن تطوف في حاشية المطاف.

12.  أن لا تقف قرب جبل الرحمة وهذان الأمران كي لا تزاحم الرجال.

 

نصائح عامة:

  1. تجنب الاقتراض لأداء الحج لأنه خطأ، لأن الحج لا يجب إلا على من استطاع إليه سبيلاً.

  2. حاول جهدك في تعلم المناسك لئلا تعرض نفسك إلى ما يفسد عملك أو ينقص أجرك وأنت لا تدري.

  3. حاول جهدك أن تتمسك بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حسب طاقتك وظروفك.

  4. اعلم أخي الحاج أن تقليد المذاهب لا بد منه في الحج لذلك لا تحاول أن تحمل نفسك فوق طاقتها (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).

  5. حاول جهدك أن تتجنب مراقبة الناس وركز على أفعالك وطريقة عبادتك, وذلك لأنك قد ترى أشياء قد تستغرب فعلها من بعض المسلمين وذلك بسبب جهلهم, وتحلَّ بالهدوء والصبر لأن ذلك من عظيم الخلق.

  6. تجنب ارتكاب المعاصي وابعد نفسك عن الجدال والشجار.

  7. تجنب مزاحمة الناس وإيذاءهم في الطواف والسعي وسائر العبادات.

  8. تجنب الاصطدام والاحتكاك بالنساء في الأماكن التي يكون فيها الازدحام شديداً (كالطواف والسعي وفي عرفات).

  9. لا تسأل نفسك أو غيرك عن سبب عمل بعض العبادات وحاول أن تسلم نفسك لله تعالى.

10.  عليك بالود واللطف مع أهل الحرمين, وإياك والشدة والعنف معهم فإن أهل مكة جيران بيت الله, وأهل المدينة جيران رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

 

نصائح في الطواف:

 

 

  1. اعلم أخي الحاج أن الطواف هو تحية الحرم, وهو صلاة ولكن أباح الله فيه الكلام، لذلك يشترط له الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر و ستر العورة.

  2. تجنب تطويل الوقوف عند الحجر للإشارة لأن ذلك قد يؤدي إلى زحام شديد.

  3. تجنب المزاحمة لتقبيل الحجر الأسود لأن تقبيله سنة وعدم إيذاء نفسك والناس واجب، والواجب أبدى من السنة والله أعلم.

  4. يستحب أن يكون الحاج في طوافه خاضعاً متخشعاً حاضر القلب.

  5. الموالاة (المتابعة) بين الأشواط في الطواف سنة مؤكدة.

  6. تجنب في الطواف فرقعة الأصابع وتشبيكها, كما يكره الأكل والشرب والكلام بغير الذكر والدعاء.

  7. يكره الطواف مع مدافعة البول أو الغائط أو الريح.

  8. الانتباه إلى جعل الطواف من وراء الحطيم وليس من داخله، لأنه عندئذ يكون الحاج قد طاف ببعض الكعبة و بذلك يبطل الشوط الذي طافه.

  9. تجنب رفع الصوت في الطواف لأن رفعه قد يشوش على بعض الطائفين.

10.  تجنب الرمل في كل الأشواط لأن الرمل سنة في الأشواط الثلاثة الأولى للطواف الذي بعده سعي فقط.

11.  يسن الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى والاضطباع في كل الأشواط التي بعدها سعي.

12.  لا يسن للنساء الرمل في الطواف ولا الهرولة في السعي.

13.  تجنب الاضطباع عند الصلوات.

14.  تجنب التمسح بمقام سيدنا إبراهيم وتقبيله وهذه بدعة مخالفة للسنة وكذلك التمسح بجدران الكعبة والله أعلم.

15.  تجنب الإصرار على الصلاة خلف مقام سيدنا إبراهيم بعد الطواف حين يكون هناك زحام شديد, ويجوز في أي مكان من الحرم.

16.  تتجنب النساء إظهار شعرها أمام الرجال عند التحلل (عند التقصير).

 

نصائح في يوم عرفة: 

 

  1. أحرص على الجهر بالتلبية في المسير إلى عرفة.

  2. تجنب الكسل والفتور في يوم عرفة وتضييع الوقت وانشغل بالدعاء والذكر يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (خير الدعاء، دعاء يوم عرفة).

  3. تنبه إلى استقبال الكعبة عند الدعاء إن أمكن.

  4. احرص على الوقوف في حدود عرفة وليس خارجها.

  5. يجب أن ينتبه الحاج داخل مسجد نمرة أن المسجد ثلاثة أرباعه في عرفات والربع الباقي خارج عرفة لذلك تنبه إلى ذلك وإلا فاتك الوقوف في عرفات فيفوتك الحج.

  6. تجنب الوقوف على جبل الرحمة لأن ذلك سوف يؤدي إلى الزحام وإيذاء الناس.

  7. احرص على النزول من عرفة بعد مغيب الشمس, فبذلك تجمع بين الليل والنهار, فإذا نزلت قبل الغروب فعليك دم.

  8. إياك وسوء الظن بالله أي بأن تشك بأن الله لم يغفر لك, لأنه يكون عندئذ أول ذنب ترتكبه.

 

نصائح في مِنى:

 

  1. يجب التأكد من سقوط الحصى في المرمى وعدم الرمي كيفما اتفق.

  2. تجنب رمي الحصى جمعاً دفعة واحدة لأنه لا تحسب للحاج عندئذ إلا حصاة واحدة.

  3. تجنب الرمي عكس الترتيب بل يجب أن تبدأ من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.

  4. تجنب الرمي بعدد أقل أو أكثر من الحصى على سبيل التعمد إلا إذا كنت قد شككت في العدد.

  5. لا تهمل الدعاء بعد الجمرة الصغرى والوسطى لأنه خلاف السنة وتفويت لخير عظيم.

  6. لا تدْعُ بعد الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) لأنه خلاف السنة.

 

نصائح في المدينة المنورة:

 

  1. الالتزام بالسنة النبوية بشكل جيد وتوقيرها توقيراً شديداً.

  2. عندما يُوصى الحاج بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أحد فلا يقل السلام عليك يا رسول الله من (الشيخ، الحاج، المهندس أو الدكتور فلان) بل يذكر اسمه المجرد فقط، لأنه ليس هناك أية مراتب أمام سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم).

  3. الحرص على الصلاة في الروضة الشريفة (لأنها روضة من رياض الجنة)

  4. عدم التمسح وتقبيل جدار القبر.

  5. المشي في المدينة المنورة بسكينة ووقار وأدب شديد (فإنك تمشي على خطى النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة).

  6. عدم الضحك والتكلم بصوت عالٍ, حيث أن رفع الصوت عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبط الأعمال الصالحة.

  7. عدم التدخين، إذا كنت من المدخنين فاعمل جهدك أن تقطعه في تلك الأراضي المقدسة لأنه يعتبر من الفسوق وخاصة في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويعتبر أيضاً من قلة الأدب مع حضرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)

 


أتمنى أن أكون قد وُفقت في طرحي لهذا الموضوع سائلاً المولى عز وجل أن يُقدرناعلى أداء هذه الفريضة المباركة بإذنه تعالــــــى .

صفة العمرة

يسن لمريد العمرة إذا وصل الميقات أن يغتسل ويتنظف، ويتطيب في بدنه ورأسه ولحيته ، والاغتسال للإحرام مسنون للرجال والنساء حتى الحائض والنفساء .
ثم يلبس الرجل ملابس الإحرام وهما الإزار والرداء بعد أن يتجرد من كل ما خيط على هيئة البدن كالقميص والسراويل ونحو ذلك ، وأما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب الساترة من غير زينة أو تبرج ، وتجتنب لبس النقاب والقفازين حال إحرامها، ولكنها تغطي وجهها بحضرة الرجال الأجانب وذلك بإسدال الخمار عليه .
فإن كان الوقت وقت فريضة صلاَّها، وإلا صلَّى نافلة ناويًا بها ما يناسب الحال كالضحى أو سنة الوضوء أو نحو ذلك.
فإذا فرغ من الصلاة أحرم بالعمرة قائلاً : \" لبيك عمرة \" ثم يشرع بعدها في التلبية قائلاً : \" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك \" يرفع الرجل بها صوته، وأما المرأة فتخفض صوتها بالقدر الذي يُسْمِع من بجانبها من النساء .
وبذلك يكون المعتمر قد دخل في النسك فيحرم عليه فعل شيء من محظورات الإحرام حتى ينهي نسكه ويتحلل من إحرامه .
وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية لأنها الشعار القولي للنسك، وخصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان، مثل أن يعلو مرتفعاً أو ينزل منخفضاً، أو يقبل الليل أو النهار، ويستمر في التلبية إلى أن يشرع في الطواف .
فإذا قارب مكة سن له أن يغتسل لدخولها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك، كما يسن له أن يدخل مكة من أعلاها وهي منطقة كداء \" الثنية العليا\"، وأن يخرج من أسفلها وهي كُدَى \"الثنية السفلى\" فقد ثبت ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - .
فإذا وصل المسجد الحرام قدَّم رجله اليمنى عند الدخول قائلاً: \" بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك \" كما يفعل عند دخول سائر المساجد .
ثم يتقدم نحو الحجر الأسود ليبتدئ طوافه منه، وقبل الشروع في الطواف يسن له أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر وهو ما يعرف بالاضطباع .

فإذا وصل إلى الحجر الأسود فإنه يستلمه بيده اليمنى ويقبله إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر تقبيله استلمه بيده وقبَّل يده، فإن لم يتيسر فإنه يشير من بعيد من غير تقبيل، ويقول عند استلامه الحجر \" بسم الله والله أكبر \".
ثم يبدأ الطواف فإذا وصل إلى الركن اليماني - وهو الركن الذي يسبق الحجر الأسود - فيسن له استلامه من غير تقبيل، فإن لم يتيسر استلامه فلا يشير إليه من بعيد.
ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }(البقرة:201)، ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وليس هناك دعاء أو ذكر مخصص لكل شوط.
ويطوف بالبيت سبعة أشواط مبتدءا بالحجر الأسود ومنتهياً به فاعلاً في كل شوط ما فعله في الشوط الأول .
والسنة في هذا الطواف أن يسرع المشي مع مقاربة الخطى وذلك في الثلاثة الأشواط الأولى، وهو المعروف بالرمل، ويمشي في بقية الأشواط مشياً عادياً، وهذا الحكم خاص بالرجال دون النساء .
فإذا أنهى سبعة أشواط فإنه يستر كتفيه بالرداء ، ثم يتقدم إلى مقام إبراهيم ويقرأ قوله تعالى:{ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } (البقرة 125 )، فيصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر، وإلا ففي أي مكان من المسجد، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة { قل يا أيها الكافرون } وفي الثانية { قل هو الله أحد } .
ثم يتوجه بعد ذلك إلى المسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعائر الله }(البقرة: 158) ، ويقول : \" أبدأ بما بدأ الله به \" .
ثم يصعد على الصفا - إن تيسر له - حتى يرى الكعبة ، فيستقبلها ، ويرفع يديه ، فيحمد الله ويكبره ويوحده ويقول : \" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده \" يكرر ذلك ثلاث مرات ، ويدعو بينها بما شاء .
ثم ينزل من الصفا متوَجِّهاً إلى المروة، فإذا وصل إلى العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع من غير أذية لأحد، فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة، وعليه أن يشتغل بالذكر والدعاء والثناء على الله وإن قرأ القرآن فلا بأس، والسعي الشديد بين العلمين الأخضرين من خصائص الرجال دون النساء .
فإذا وصل إلى المروة صعد عليها وفعل ما فعله على الصفا، من غير أن يقرأ قوله تعالى: { إن الصفا والمروة .. } الآية, وبذلك يكون قد أنهى شوطاً من أشواط السعي .
ثم ينزل من المروة متجهاً إلى الصفا ماشياً في موضع المشي مسرعاً في موضع الإسراع حتى يصل إلى الصفا فيفعل مثل ما فعل أول مرة دون قراءة الآية ، وهكذا حتى يتم سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط , ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط حتى ينتهي بالمروة .

فإذا أتم السعي فإنه يحلق رأسه أو يقصره إن كان رجلاً، والحلق أفضل، وينبغي أن يعمّ حلقه أو تقصيره شعره كله، لا أن يكتفي بقطع خصلة من شعره، وأما المرأة فإنها تقصر ولا تحلق ، فتأخذ من جميع أطراف شعرها قدر أنُملة - والأنملة هي رأس الأصبع -.
وبهذا تتم أعمال العمرة ، ويكون المعتمر بذلك قد تحلل من إحرامه ، فيحل له ما كان محرما عليه من قبل بسبب الإحرام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق