الاثنين، 7 مايو 2012

كرت أحمر للرئيس.للمخرجة والاعلامية الفلسطينية روان الضامن. نعمان عبد الله الشطيبي


للمخرجة والاعلامية الفلسطينية روان الضامن: « كرت أحمر للرئيس »
عبد الحليم قنديل الصحافي الذي رفض ان يتراجع
القاهرة
بثت قناة الجزيرة حلقة خاصة هذا الأسبوع
وتتناول الحلقة ،« كرت أحمر للرئيس » بعنوان
مسيرة حملة د. عبد الحليم قنديل ضد مبارك
وعائلته ونظامه من صيف عام 2000 . وقد
أثارت الحلقة موضوع أثر الكلمة الصحفية
في الحياة السياسية والعامة، وأعماق تنبؤ
الصحفي ورئيس التحرير من خلال رصد
أوجاع اﻟﻤﺠتمع لمستقبل الأمة. الحلقة من إعداد
وإخراج الإعلامية روان الضامن صاحبة
،« رائدات « و « أصحاب البلاد « و « سلاسل النكبة »
الطريق إلى « و « السلام المر » والأفلام التسجيلية
وهي متوفرة على اليوتيوب على ،« 25 يناير
الرابط:
h t t p ://www.youtube.com/
watch?v=Njpo1w4d4VE
يذكر لعبد الحليم قنديل، أنه بدأ لأول مرة
في مصر، وضع الرئيس في عين العاصفة، في
سابقة استثنائية آنذاك، وذلك تزامنا مع حدوث
التوريث في سوريا. فتبدأ الحلقة بصور توريث
حسب ما « كوميديا سوداء » بشار الأسد في
يصفها قنديل، بعد انعقاد سريع ﻟﻤﺠلس الشعب
فور وفاة الأسد الأب، وإقراره بالإجماع خفض
حاجز السن ليلائم الوريث الجديد.
آنذاك تنبه قنديل أن التوريث ممكن في
على مصر، « العين » الجمهوريات العربية وأن
الناصرية، « العربي » فبدأ حملته في صحيفة
« لوجه الوطن » بعمود أسبوعي تحت عنوان
حثّ فيه المصريين على التظاهر قائلا: تظاهروا
تصحّوا. وتعرض الحلقة مقتطفات من كتابات
قنديل في الاعوام 2001 و 2002 التي وصف
فيها النظام المصري بالجثة المتحللة التي تنتظر
مراسم الدفن.
لكن مظاهر الغضب المصري تفجرت مع النكبة
الثانية، احتلال العراق، في مارس 2003 ، هنا
رصد قنديل اعتصام التحرير الأول بعد سبعينات
القرن الماضي، وأن صواريخ كروز التي وقعت
فوق رأس بغداد، كانت تقع في الواقع في وجدان
المصريين فوق آخر فرصة هروب لهم، لأن ملايين
من المصريين عاشت في العراق في ثمانينات
القرن الماضي، لذلك تدفق إلى ميدان التحرير مع
غزو بغداد، أكثر من 20 ألف مصري وهتفوا ضد
احتلال العراق وبوش، وكذلك ضد مبارك وجمال
مبارك الذي بدأ يظهر بقوة على المسرح السياسي
. بعد 2002
صورا « كرت أحمر للرئيس » وتعرض حلقة
توثيقية نادرة لاعتصام المصريين في ميدان
التحرير في ليلتي 20 و 21 مارس 2003 ، يوم قال
احتلوا » مبارك للعادلي كلمة نابية جدا ثم أردف
الصور أشبه بما حدث في .« منك ميدان التحرير
. ثورة يناير 2011
ولأن حملة صحيفة العربي الناصرية على
مدى أربع سنوات كانت عاصفة، بدعم من رئيس
التحرير المشترك عبد الله السناوي، ورئيس
إدارة صحيفة العربي المرحوم ضياء الدين
داوود، غضب بيت الرئاسة المصري من عدم
توقف الحملة واستدامتها رغم التهديد ومنع
الطبع أحيانا أو تأخيره.
السيدة سوزان مبارك بشكل خاص، خاصة
بالضاد) ) « شجرة الضر « بعد أن وصفها قنديل ب
كما أغلب التحليلات التي وصلت لقنديل، أنها
أوعزت لمقربين منها بخطفه ورميه عاريا في
.« عشان تبطل تتكلم عن الكبار » صحراء المقطم
لكن العقاب تحول إلى حملة تضامن غير مسبوقة
مع صحفي أعطته حصانة جعلت إن أصابه
حسب قوله. « زكام... يبقى السبب النظام »
ومع التحاق قنديل بالركب المؤسس لحركة
كفاية، وأول مظاهرة لهم أمام دار القضاء العالي
عايزة ثورة » 2004 وهتاف مئات قليلة /12/ في 12
رفع قنديل سقف كلامه الذي ارتبط ،« يا بلادي
ضد » بالفعل فأصدر كتابه الأول صيف 2005
متبعا إياه بحملة أشرس في صحيفة « الرئيس
الناصرية، توجها بأشهر عنوان « الكرامة »
سقوط » لصحيفة الكرامة في مارس 2007 وهو
فبعد اعتداء الأمن .« مبارك في ميدان التحرير
على المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري في
ميدان التحرير، الأب الروحي لحركة كفاية، وقمع
الأمن لمظاهرة سلمية، تنبأ قنديل بسقوط مبارك
فعلا، فكتب: سقوط مبارك في ميدان التحرير،
ولم يكن هو أو أحد يعلم أن ذات المكان، ميدان
التحرير، سيسقط فعلا بعدها بسنوات قليلة
رئيس مصر، مبارك.
ترصد الحلقة التي توثق أحداثها بالصور
وعلى لسان الضيف الرئيس قنديل، وفي الأماكن
الحقيقية التي حدثت بها، كيف كان لتدافع
الأحداث في مصر والعالم العربي أثر موضوعي
في رفع سقف الحرية في الكلمة من أجل أن
تكون للكلمة وقع الرصاصة، وكيف كان لقصف
إسرائيل للبنان في 2006 ثم 2008 تعرية النظام
المصري أمام شعبه، ولإضراب 6 أبريل 2008 حين
رغم أن ،« هي الثورة في هذا العام » هتف الناس
الكتابة عن تلك الأحداث أدت إلى إقصاء قنديل
من رئاسة تحرير صحيفة الكرامة صيف 2007
ثم إقصائه من رئاسة تحرير صحيفة الأمة أوائل
2009 ، ليبقى ممنوعا من الكتابة والعمل في أي
صحيفة في مصر منذ مارس 2009 وإلى أن أعادته
الثورة إلى رئاسة تحرير الأمة.
وفي الفترات التي أقصي فيها، خاصة في المرة
الأخيرة، بعد 2009 ، كان لصدر صفحات القدس
العربي اللندنية (الممنوعة من دخول مصر في ظل
حكم مبارك) الصدر الرحب في كتابة قنديل فكتب
« محاكمة جمال مبارك « و « إذا حكم الجيش مصر »
وغيرها من العناوين الحارقة. وأصدر آنذاك في
وهو ) « كرت أحمر للرئيس » أغسطس 2009 كتاب
نفس عنوان الحلقة)، ليرى بأم عينيه في ثورة
يناير 2011 كيف فعلا أخرج الشعب المصري كرتا
أحمرا للرئيس وأخرجه خارج الملعب ووضعه
في أقفاص اتهام (تنبأ بها فعلا بالنص قنديل في
.( عمود له في 2008
هذه الحلقة الوثائقية من إنتاج الجزيرة،
وثيقة لتاريخ رجل وقف مع الحق دون أن
يتنازل. هجر العمل في الطب الذي درسه من
أجل الصحافة، أقصي وهمش وجوع وعذب،
لكنه صمد لأنه أحس بالوجع المصري يعصف
ببلد نشر نعييه في العالمين، ورآه ينطلق من قلب
حالات العصر والاعتصام والتصدي، فعبر كل
أسبوع عن مخاض بلد كبير بحجم مصر يتفاعل
مع قضاياه العربية ويؤثر بها، فقط، حين يكون
قويا. إنها حلقة تعطي الأمل لكل كاتب يسن قلمه
للدفاع عما يؤمن به، وينصف المثقف الحقيقي
الذي عارض النظام مبكرا وانشق عنه، ولم
يركب موجة الثورة بعد حدوثها ليتسلق على
ظهور الآخرين. إنني ألوم على الجزيرة والعربية
والقنوات الفضائية العربية الأخرى عدم توثيقها
لمسيرة الشرفاء من الوطنيين والكتاب الأحقاء،
فعدد كبير لم يوثق لهم، ومنهم على سبيل المثال
لا الحصر الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر الذي
وقف مع ثورات الشعوب قبل أن تثور، وآمن
بالعمل ضد القمع والسلطوية واﻟﻤﺨبرين وأمير
اﻟﻤﺨبرين.__

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق