فاحت
رائحة قيام القوات الامنية والشرطة المشرفة على السجون والتابعة لنوري
المالكي باغتصاب السجينات العراقيات من دون رحمة وبشكل دوري وممنهج. مما
يعكس سفالة ونذالة هذة القوات التي تمثل في غالبيتها منتسبين جيء بهم من
المليشيات التابعة للاحزاب الدينية التي تدعي الاسلام زورا وبهتانا. فقد
أكدت منظمات نسوية وجود حالات اغتصاب في السجون العراقية، منتقدة بشدة عدم
سماح السلطات لها بزيارة تلك السجون، فيما شكل البرلمان لجنة تحقيق مستقلة
من «لجنتي حقوق الإنسان والأسرة والطفولة»، ويفترض أن تباشر أعمالها
الأسبوع المقبل.وكانت منظمة «حمورابي لحقوق الإنسان» أعلنت في تقرير أن بعض
السجينات أبلغت إليها «تعرضهن للاغتصاب والتعذيب خلال مرحلة التحقيق
وبعدها». وسارعت وزارة العدل الخميس الماضي إلى نفي مسؤوليتها عن «أي
انتهاك». وأعلنت في بيان أنها «غير مسؤولة عن تعرض سجينات للتعذيب
والاغتصاب للحصول على الاعترافات»، لافتة إلى أن «عمليات التحقيق معهن تجري
في سجون تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية».وقالت سكرتيرة منظمة «الأمل»
هناء ادور في تصريح لصحيفة «الحياة» إن «وضع السجينات مأسوي وهناك مؤشرات
كثيرة إلى أن حالات الاغتصاب أصبحت قاعدة وليست استثناء».وأضافت أن «وزارة
العدل وإدارة السجون التفتت أخيراً إلى ضرورة وضع كادر نسوي ليكون المسؤول
عن المتهمات سواء أثناء التحقيق أو بعد الإدانة»، معتبرة أن «هذا الأمر لن
يكون كافياً، لأن بعض الشرطيات المسؤولات عن السجون قد يمارسن دور
السمسرة».وأضافت أن «المطلوب ان تكون السجون مفتوحة أمام منظمات المجتمع
المدني لتقدم خدمات تأهيلية إلى السجينات ولتراقب وضعن». وزادت: «حتى عند
زيارة منظمة حمورابي للسجون كان معه ممثلون عن وزارة حقوق الإنسان، وتم
اعطاؤها وقتاً قصيراً لا يسمح بالوقوف على حالة السجينات». وأضافت:»لن نقوم
بزيارة استعراضية للسجون ولا نريد زيارة من اجل الزيارة، بل يجب ان يسمح
لنا بلقاء السجينات على انفراد وان يتم منحنا الوقت الكافي لدراسة حالهن
وتقديم برامج تأهيلية لهن».بدورها، طالبت رئيسة منظمة «نساء من اجل السلام»
شذا ناجي بـ «فتح سجون النساء امام المنظمات الدولية والمحلية»، ونفت ان
«تكون زارت السجون او لديها إحصاءات أو معلومات عن حالات الاغتصاب
والتعذيب»، وأضافت: «إننا نسمع عن مثل هذه الأمور عبر تسريبات
إعلامية».وأبلغت رئيسة «لجنة الأسرة والطفولة النيابية» انتصار علي خضير في
تصريح لذات الصحيفة أن «البرلمان شكل لجنة تحقيق مشتركة من لجنتي حقوق
الإنسان والأسرة والطفولة»، مبينة أنها «ستباشر عملها الأسبوع المقبل
وستقوم بزيارات مفاجئة لسجون ومعتقلات النساء».وزادت أن «لجنة الأسرة
والطفولة حصلت على أمر من هيئة رئاسة البرلمان بزيارة السجون بصورة مفاجئة
ومن دون أخذ موافقات وزارة العدل أو وزارتي الداخلية والدفاع». وأكدت ان
«اللجنة ستجتمع على انفراد مع كل سجينة للوقوف على حقيقية الأمر لان هذا
الموضوع مناف للأخلاق العراقية والعربية ولا يمكن السكوت عنه أو السماح به
بل يجب تقديم من قام به إلى العدالة ليأخذ جزاءه العادل».وأقرت خضير بـ
«صعوبة مهمة اللجنة لأن الخشية من الفضيحة وتقاليد مجتمعنا تمنع الكثير من
النزيلات من الاعتراف بتعرضهن للاغتصاب».وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»
اتهمت الحكومة في أيار (مايو) الماضي بـ «إعادة العراق إلى الحكم الشمولي
وتعذيب المعتقلين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق