الخميس، 21 مارس 2013

«الديمقراطية» هي الحل لمكافحة الفساد وليس «الإصلاح»،

لسنا نبالغ إن قلنا إننا نتعرض إلى حرب «مفاهيم» حيث أن بث مفاهيم معينه في مجتمعاتنا بصورة متعمدة ومدروسة تؤدي إلى تحقيق أهداف معينة، ومن هذه المفاهيم أن «الديمقراطية» هي الحل لمكافحة الفساد وليس «الإصلاح»، كما أن المطلب هو «التغيير» وليس «التطوير» !

ومن هذه المفاهيم أيضا أن التظاهر حق مشروع لكل من يرى أن له حقا، ومن المعلوم أن ليس معظم الناس صالحين لذلك فمن الطبيعي أن تظهر شريحة عريضة في المجتمع تطالب بمصالح خاصة وربما فاسدة عبر التظاهر، وبذلك لا يستطيع الاعتراض عليهم من أقر بأن التظاهر حق للجميع. من الأفكار التي تم بثها مؤخرا وبصورة مدروسة هي الفكر «الأناركي» الذي يرى أن «السلطة غير مرغوب بها في العلاقات الإنسانية» لذلك يحاربون أي سلطة أو يحاولون تحجيم دورها وهو ما يحصل في مصر حاليا، حيث طالبت بعض الحركات مثل حركة 6 أبريل بأن يسقط حكم مبارك ثم طالبت بإسقاط حكم العسكر وهي تطالب اليوم بإسقاط حكم مرسي!

 كما أن استشراء فكرة «حق التظاهر» في المجتمع المصري صعبت على النظام الحاكم القدرة على إدارة الدولة، حيث من الطبيعي أن يكون هناك معترضون من الشعب على أي قرار، والمشكلة الأكبر تكمن في أن هذه الاعتراضات عشوائية وغير مدروسة وتولدها في الغالب العاطفة وليس العقل، وينميها في المجتمع «الإعلام» الذي يزينها حتى تترسخ. تم في مصر بث مفاهيم وترسيخها في المجتمع حول فساد القضاء وتخوين أجهزة الأمن ورجال الأمن ومن يتعاون معهم بالإضافة إلى حق التظاهر للجميع، مما هدم دعامات أساسية لاستقرار أي مجتمع وهذا ما عزز الفوضى في مصر وجعل من الصعب أن تستقر وأن تحكم بحزم، وهذه المفاهيم ذاتها يتم بثها في المجتمعات الخليجية وإذا ما ترسخت فسيحدث ما لا تحمد عقباه.

نحن نواجه حربا سلاحها «الفكر» عبر قلب مفاهيم مجتمعية وترسيخها بصورة تهدم المجتمع، والمطالبات الحالية تستهدف «الحكم» ولكن بسلاح «المجتمع»، والحقيقة أن الإصلاح في أي مجتمع لا يتم من خلال الحكم وإنما من خلال المجتمع، وقد بعث الله تعالى الرسل جميعا للدعوة في المجتمعات وإصلاحها وإذا ما انصلح المجتمع أصبح النبي المرسل قائدا لهذا المجتمع، والله تعالى ليس بعاجز أن يرسل الأنبياء من الملوك والحكام، ولكنه سبحانه أرسلهم من عامة البشر ليبدأ الإصلاح من أدنى شرائح المجتمع، وقد عرضت قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصبح ملكا عليهم فقالوا له (إن أردت ملكا ملكناك) ولكنه رفض صلى الله عليه وسلم وفضل الدعوة بين عامة الناس حتى أصلح مجتمعا وصنع من خلاله دولة بلغت حدودها الآفاق.

من الطبيعي أن تستهدف دولنا من أطراف خارجية لها أطماع سياسية، ولكن الأهم هو ماذا أعدت دولنا تجاه هذه الأطماع ؟ وكيف تخطط لمواجهتها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق