وفي حديث:
(أنا رحمة مهداة )..
ولم تكن رحمته صلى الله عليه وسلم قاصرة على البشر ..
بل حتى على الحيوانات ..
عند أبي داوود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمررنا بشجرة
فيها فرخا حُمَر – طائر صغير كالعصفور – فأخذناهما ، فجاءت الحُمَرَة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وهي تفرش – تضرب بجناحيها في الأرض –
فقال :
من فجع هذه بفرخيها ؟..
قال قلنا : نحن يا رسول الله ..
قال :
( ردوهما رحمة بها ) ..
قال :
( ردوهما رحمة بها ولها )..
فرددناهما إلى مواضعهما ..
الله أكبر ..
اشتكت له أم الفراخ ..
اشتكت له ، ورفعت له شكوى الظلم والجور ..
لأنه حامل لواء العدل ..
وسماه الله :
{ رَؤُوفٌ رَّحِيم } ..
عجباً لهم ..
عجباً لهم ..
كيف عميت أبصارهم عن ..
تأمل هذه المشاهد ..
وقراءة هذه الأخبار ..
من حياة سيد الأبرار ..
يقول زيد بن أرقم : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في
بعض سكك المدينه ، فمررنا بخباء لإعرابي فإذا ظبيه – غزاله – مشدوده إلى
الخباء ، فقالت : يا رسول الله إن هذا الإعرابي اصطادني ولي خُشفان في
البريه – يعني ولد الغزال – ولي خُشفان وقد تعقد اللبن في أخلافي فلا هو
يذبحني فأستريح ، ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية ..
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن تركتك أترجعين ؟!.
قالت: نعم وإلا عذبني الله عذاب العشار ..
فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تلبث أن جاءت
تلمَّظ ..
فشدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخباء فجاء
الإعرابي ومعه قربة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتبيعنيها ؟..
قال : هي لك يا رسول الله ..
فأطلقها صلى الله عليه وسلم ..
يقول زيد بن أرقم : فأنا والله رأيتها تسيح في البريه
وتقول :
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ..
وللخبر طرق أخرى عن أنس وأم سلمه وغيرهما ..
قاتلهم الله ..
صوروه ورسموه في أبشع المناظر والصور ..
قاتلهم الله ..
صوروه ورسموه في أبشع المناظر والصور ..
ما دروا أنه أحلى من القمر ..
اسمع أوصاف أغلى وأحلى البشر ..
عن جابر بن سمره رضي الله عنه قال : رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم في ليلة إضْحِيان - ليلة مقمرة لا غيم فيها – وعليه حُلّة حمراء
، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر ، فلهو كان في عيني أحلى من القمر ..
يقول كعب رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر..
وتقول الرُبيّع بنت معوذ لمحمد بن عمار بن ياسر ، تقول له
لو رأيته – يعني لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم - لقلت الشمس في
أبراجها طالعه..
لو رأيته – يعني لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم - لقلت
الشمس طالعة في أبراجها ..
ويقول أنس رضي الله عنه واصفاً حبيبه صلى الله عليه وسلم :
كان ربعة من القوم ، متوسط الطول ، إلى الطول أقرب ، ليس بالطويل ولا
بالقصير ، أزهر اللون أمهر - أي أبيض مشرَّب بحمرة - .
ويقول جابر رضي الله عنه : كنت إذا نظرت إليه صلى الله
عليه وسلم قلت أكحل العينين ، وليس بأكحل ، مشَّرب العينين بحمرة ..
ويقول علي رضي الله عنه واصفاً إياه صلى الله عليه وسلم
يقول : كان في الوجه تدوير ، أبيض مُشرَّب ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار
..
ما أحلاه وما أجمله ..
يقول أهل العلم إن كان يوسف عليه السلام أُعطي نصف الجمال
فإنَّ نبينا صلى الله عليه وسلم قد أُعطي الجمال كله ..
عن الحسن بن علي عن خاله قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم واسع الجبين ، أزجّ الجواجب - أي مُقوَّس الحواجب - سوابغ في
غير قَرَن – أي حاجب تام طويل بلا اتصال بين الحاجبين ، وبين الحاجبين
عِرْق يُدِرّه الغضب – أي يمتلأ ذلك العرق دماً إذا غضب - ..
وما كان يغضب لنفسه قط ..
وما كان يغضب لنفسه قط ..
إنما يغضب لحدود الله إذا انتهكت ..
يقول الحسن مواصلاً وصفه لجده صلى الله عليه وسلم : كان
صلى الله عليه وسلم أقنى العِرْنين - أي طويل الأنف - له نور يعلوه ، سهل
الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ..
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أفلج الثنيتين ، وكان إذا تكلم رُؤي كالنور بين ثناياه ..
وذكر علي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان ضخم
الرأس واللحية ..
اسمع ..
يا من تحلق لحيتك ..
ولا تريد أن تتشبه بنبيك صلى الله عليه وسلم ..
وهو الذي قال :
أطلقوا اللحى ..
أسدلوا اللحى..
أكرموا اللحى ..
أوفوا اللحى ..
لا تتشبهوا باليهود والنصارى ..
وكان شعر رأسه كما قال أنس رضي الله عنه : بين الشعرين لا
سبط ولا جعد ، بين أذنيه وعاتقه يضرب منكبيه ، وليس في رأسه ولحيته عشرون
شعرة بيضاء ..
يالله ..
تأمله الصحابة تأملاً ، وملأوا أعينهم منه وما كانوا
يشبعون من رؤيته ..
دخل صلى الله عليه وسلم يوماً على أحد أصحابه فوجده
مهموماً مغموماً فقال له : ماذا دهاك ، وما الذي أهمك ؟!..
فأخذ المحب يبث أشواقه ، فقال : يا رسول الله لقد أهمني
أمر عظيم ، وهو أننا نكون معك ، ونشتاق لك ، ويزيد شوقنا لك ونحن بين يديك
.. فكيف إذا مت أو متنا وفارقناك !!..
كيف إذا كنا من أهل الجنة وكنت أنت من أعلاها منزلة ، كيف
نراك ؟!!..
بل كيف لو كنا من أهل النار وحُرمنا رؤياك ؟!!..
فبشره الحبيب صلى الله عليه وسلم قائلاً :
( المرء مع من أحب ) ..
فهل نحبه حقاً ؟؟؟!!!...
هل نحبه حقاً ؟؟؟!!!...
كما قال لنا صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الإيمان :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ..
نفسه ..
ووالديه ..
وولده ..
وماله ..
والناس أجمعين ) ..
تأملت ..
والله ما طلعت شمس ولا غربت
ولا جلست إلى قوم أحدثهم
إلا وحبك مقرون بأنفاسي
إلا وأنت حديثي بين جلّاسي
اسمع يا مشتاق ..
مزيد من الأوصاف للمختار ..
عند مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال :
كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ ،
إذا مشى تكفأ ، وما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كفِّ رسول الله عليه
وسلم ، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب رائحه من رائحته صلى الله عليه وسلم
..
ومع عرقه صلى الله عليه وسلم لأم سُليم رضي الله عنها خبر
من أجمل الأخبار ..
يقول أنس رضي الله عنه : دخل علينا النبي صلى الله عليه
وسلم فَقَال – أي نام لوقت القيلوله - فعرق وكان كثير العرق ، وجاءت أمي
بقاروره ، فجعلت تُسلت العرق فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
( يا أم سُليم ما هذا الذي تصنعين ؟!).
قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب ..
قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب ..
أي والله ..
لا يخرج من ذلك الجسد الطاهر إلا أطيب الطيب ..
في صحيح الأخبار أنه صلى الله عليه وسلم في يوم بدر صفَّ
الصفوف وكان بيده قِدْح – أي سهم – يُعدِّل به القوم فمرَّ بسوَّاد بن غزيه
وهو متقدِّم في الصف ، فطعنه في بطنه بالقِدْح وقال :
استوِ يا سوَّاد ..
فقال سوَّاد : يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق
والعدل فأَقِدْني من نفسك – أي اجعلني أقتص منك -..
فقال له صلى الله عليه وسلم :
لك ما أردت..اقتص لنفسك ..
وعرض نفسه له ، فقال له : يا رسول الله لكنَّ بطني كان
مكشوفاً فلا بدَّ أن تكشف بطنك ..
فكشف له النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال :
اقتص لنفسك يا سوَّاد..
الله أكبر ..
القائد الأعلى وقائد القوات المسلحه يعرض نفسه للقصاص
لجندي من جنوده وأمام مرأى ومسمع جميع الجنود ..
فكشف له النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال :
اقتص لنفسك يا سوَّاد ..
فما كان من الجندي إلا أن اعتنق بطن النبي صلى الله عليه
وسلم ، وأخذ يمرغ وجهه ولحيته في بطنه ، فقال له صلى الله عليه وسلم :
ما حملك على هذا يا سوَّاد ؟!..
فقال : يا رسول الله حضر ما ترى – يعني حرب وقتال – ولا
ندري نحيا أو نموت ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك ..
فدعا له صلى الله عليه وسلم بخير ..
عباد الله ..
استكمالاً لوصفه صلى الله عليه وسلم لا بدَّ من ذكر خاتم
النبوة الذي في ظهره ، فقد جاء عند مسلم من حديث جابر يقول فيه : و رأيت
الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمامه يشبه جسده ..
وفي وصف آخر عند أحمد من حديث عبد الله بن سرجس قال :
ورأيت خاتم النبوة في نغض كتفيه الأيسر كأنه جُمع فيه خيلان سود كأنها
الثآليل ..
وفي وصف آخر :شامة سوداء تضرب إلى الصفره حولها شعرات
متراكبات كأنها عرق فرس ..
قالوا والحكمه في الخاتم أنه ..
آيه وعلامه ذكرها الله في كتب اليهود والنصارى ..
وقالوا أيضاً أنه لما كان قلبه صلى الله عليه وسلم مُلأ
حكمة وإيماناً – كما في الصحيح - خُتم عليه كما يُختم على الوعاء المملوء
مسكاً أو دُرَّاً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق