الملف السوري
يزداد سخونة، فبعد طرد وابعاد سفراء ودبلوماسيين سوريين من قبل الحكومات
الغربية احتجاجا على مجزرة الحولة التي راح ضحيتها 108 اشخاص نصفهم من
الاطفال، يجري بذل جهود مكثفة لعقد اجتماع عاجل لتكتل اصدقاء سورية في
اسطنبول في الايام القليلة المقبلة.
وجاء العثور على 13 جثة مقيدة الايدي ومصابة باعيرة نارية في الرأس شرق سورية بعد ايام من المجزرة المذكورة ليضيف وقودا للضغوط الاوروبية والامريكية التي تريد اتخاذ المزيد من الخطوات لتشديد جهود عزل النظام وربما بحث امكانية التدخل العسكري.
رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي يتزعم هذه الجهود، وادلى يوم امس الاول بتصريحات قوية ضد النظام السوري، واكد ان النظام سيدفع ثمنا غاليا لمجزرة الحولة التي اتهمه بارتكابها، وقال ان دماء الضحايا لن تذهب هدرا.
التحرك الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية يبحث في الوقت الراهن عدة خيارات، ابرزها اقامة مناطق آمنة مثلما اقترحت الحكومة البلجيكية تتمركز فيها المعارضة، ويلجأ اليها المنشقون عن الجيش السوري، او التدخل العسكري على الطريقة الليبية، مثلما يطالب برنارد هنري ليفي الفيلسوف الفرنسي الصهيوني في رسالة بعث بها الى الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند.
مؤتمر اسطنبول لاصدقاء سورية قد يتبنى هذين الخيارين او احدهما، مستغلا حالة الغضب التي تسود اوساط الرأي العام العالمي على ارضية عمليات القتل والذبح المروعة لضحايا مجزرة الحولة.
الاعلام الغربي نشر تقارير مطولة وتفصيلية عن هذه المجزرة بعضها مصور، وطالبت افتتاحيات بعض الصحف بضرورة التدخل عسكريا لوقف هذه المجازر او بالاحرى الحيلولة دون تكرارها مستقبلا بشتى الطرق والوسائل.
الولايات المتحدة الامريكية تلتقي مع الصين وروسيا في معارضة هذا التدخل ولكن لاسباب مختلفة ابرزها خوفها من حالة الفوضى التي يمكن ان تنتج في حال اسقاط النظام واقدام جماعات اسلامية متشددة على ملء الفراغ.
مناورات 'الاسد المتأهب' التي انتهت قبل ايام واجريت في الاردن قرب الحدود السورية بمشاركة 19 دولة و11 الف جندي، هدفت بالدرجة الاولى الى التدخل بشكل سريع في سورية لمنع وقوع اسلحة كيماوية وبيولوجية في ايدي منظمات وجماعات 'ارهابية' حسب التسريبات الاردنية شبه الرسمية.
من الواضح ان النظام السوري لا يأبه كثيرا بمثل هذه الضغوط الدولية لاطمئنانه الى الدعمين الروسي والصيني، وقدرته على التأقلم حتى الان ولاكثر من عام مع الاوضاع المتفجرة على الارض في سورية.
مراقبون كثيرون لاحظوا ان سفيرا او دبلوماسيا واحدا من الذين ابعدتهم الحكومات الغربية لم ينشق او يطلب اللجوء السياسي في الغرب، وفسر هؤلاء ذلك على انه دليل على استمرار تماسك النظام، ولكن مراقبين آخرين لهم رأي آخر يقول ان عدم الانشقاق في بعض الحالات عائد الى خوف هؤلاء من اعمال انتقامية تستهدف عائلاتهم في حال انشقاقهم، وهو تفسير وجيه قد يرد عليه البعض بالقول ان ضباطا كبارا لهم عائلات في سورية ومع ذلك لم يترددوا في الانشقاق على النظام.
لا احد يستطيع ان يتنبأ اين يمكن ان تصل اليه الامور في سورية، لكن ما يمكن التنبؤ به هو ان احتمالات التسوية السياسية التي تتمحور حول مبادرة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية تضعف بشكل متسارع بسبب اتساع دائرة القتل رغم وجود المراقبين الدوليين.
Twier: @abdelbariatwan
وجاء العثور على 13 جثة مقيدة الايدي ومصابة باعيرة نارية في الرأس شرق سورية بعد ايام من المجزرة المذكورة ليضيف وقودا للضغوط الاوروبية والامريكية التي تريد اتخاذ المزيد من الخطوات لتشديد جهود عزل النظام وربما بحث امكانية التدخل العسكري.
رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي يتزعم هذه الجهود، وادلى يوم امس الاول بتصريحات قوية ضد النظام السوري، واكد ان النظام سيدفع ثمنا غاليا لمجزرة الحولة التي اتهمه بارتكابها، وقال ان دماء الضحايا لن تذهب هدرا.
التحرك الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية يبحث في الوقت الراهن عدة خيارات، ابرزها اقامة مناطق آمنة مثلما اقترحت الحكومة البلجيكية تتمركز فيها المعارضة، ويلجأ اليها المنشقون عن الجيش السوري، او التدخل العسكري على الطريقة الليبية، مثلما يطالب برنارد هنري ليفي الفيلسوف الفرنسي الصهيوني في رسالة بعث بها الى الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند.
مؤتمر اسطنبول لاصدقاء سورية قد يتبنى هذين الخيارين او احدهما، مستغلا حالة الغضب التي تسود اوساط الرأي العام العالمي على ارضية عمليات القتل والذبح المروعة لضحايا مجزرة الحولة.
الاعلام الغربي نشر تقارير مطولة وتفصيلية عن هذه المجزرة بعضها مصور، وطالبت افتتاحيات بعض الصحف بضرورة التدخل عسكريا لوقف هذه المجازر او بالاحرى الحيلولة دون تكرارها مستقبلا بشتى الطرق والوسائل.
الولايات المتحدة الامريكية تلتقي مع الصين وروسيا في معارضة هذا التدخل ولكن لاسباب مختلفة ابرزها خوفها من حالة الفوضى التي يمكن ان تنتج في حال اسقاط النظام واقدام جماعات اسلامية متشددة على ملء الفراغ.
مناورات 'الاسد المتأهب' التي انتهت قبل ايام واجريت في الاردن قرب الحدود السورية بمشاركة 19 دولة و11 الف جندي، هدفت بالدرجة الاولى الى التدخل بشكل سريع في سورية لمنع وقوع اسلحة كيماوية وبيولوجية في ايدي منظمات وجماعات 'ارهابية' حسب التسريبات الاردنية شبه الرسمية.
من الواضح ان النظام السوري لا يأبه كثيرا بمثل هذه الضغوط الدولية لاطمئنانه الى الدعمين الروسي والصيني، وقدرته على التأقلم حتى الان ولاكثر من عام مع الاوضاع المتفجرة على الارض في سورية.
مراقبون كثيرون لاحظوا ان سفيرا او دبلوماسيا واحدا من الذين ابعدتهم الحكومات الغربية لم ينشق او يطلب اللجوء السياسي في الغرب، وفسر هؤلاء ذلك على انه دليل على استمرار تماسك النظام، ولكن مراقبين آخرين لهم رأي آخر يقول ان عدم الانشقاق في بعض الحالات عائد الى خوف هؤلاء من اعمال انتقامية تستهدف عائلاتهم في حال انشقاقهم، وهو تفسير وجيه قد يرد عليه البعض بالقول ان ضباطا كبارا لهم عائلات في سورية ومع ذلك لم يترددوا في الانشقاق على النظام.
لا احد يستطيع ان يتنبأ اين يمكن ان تصل اليه الامور في سورية، لكن ما يمكن التنبؤ به هو ان احتمالات التسوية السياسية التي تتمحور حول مبادرة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية تضعف بشكل متسارع بسبب اتساع دائرة القتل رغم وجود المراقبين الدوليين.
Twier: @abdelbariatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق