أبرز ما في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد كان
خطاب الرئيس محمد مرسي الذي ألقاه أمام مجلس الشورى الذي سيتولى سلطة
التشريع إلى أن يتم انتخاب مجلس الشعب القادم، هذا أبرز ما حدث، وثاني
موضوع يليه في الأهمية هو عملية التدمير التي تحدث للدعاة السلفيين، بكشف
خطبهم المليئة بالألفاظ البذيئة والمواقف المتناقضة ويقوم بها الإعلامي
باسم يوسف في برنامجه - البرنامج - مساء كل يوم جمعة الساعة الحادية عشرة
مساء على قناة 'سي بي سي'، لدرجة ان زميلنا في 'اليوم السابع' محمد صلاح
العزب قال يوم الأربعاء عن أحدهم: 'هل شاهدت الشيخ أبو إسلام أحمد عبدالله
في برنامجه 'حزب الله' على قناة الأمة وهو يهاجم باسم يوسف؟ هل ضحكت عليه
وهو يصفه بسافل يوسف، ويقول له انت كنت 'موطي تحت المكتب وعورتك ورا'
و'مبسوط بيه'؟ هل أنصت له وهو يقول له: انت شكلك أمرد وفي الإسلام لازم
تلبس نقاب، أقسم بالله على ذلك لأنك واد حليوة، حط صورتك جنب ليلى علوي أو
إلهام شاهين أو أي واحدة من الممثلات هتلاقي نفسك أحلى منهم؟ هل أسعدتك
كلماته وهو يقول له: كل اللي تتخيله هعمله معاك، قلة أدب ووساخة، أنا أجيد
هذا، أقدر أخليك 'مرة' و'نجس' وأضحك عليك خلق ربنا وأخليك مسخرة أكثر مما
أنت مسخرة واشتغل عليا واشتغل عليك واللي يتعب يتسلخ وشه'، المهم ما رأي
حضرتك في ما قاله الشيخ؟'.
وفي اليوم التالي - الخميس - دعمه زميلنا الرسام الكبير أنور بمشهد رسمه في 'الصباح' قال انه رآه بنفسه عن بلطجي يقول:
- يالا، ياض يا بن، ياللي أمك،، يا زز واثنان من السلفيين أحدهما صاحب محطة تليفزيونية، وزميله يقترح عليه: - تيجي نجيبه يعمل برنامج عندنا.
وإلى بعض مما عندنا، وغداً إن شاء الله، قيام مرشد الإخوان بالسطو على سعر أمير الشعراء أحمد شوقي ونسبته إلى نفسه.
خطاب الرئيس يعكس
الخوف من الاقتصاد والمعارضة
والى خطاب الرئيس مرسي فأي تحليل هادىء له سوف يكتشف بسهولة مدى الارتباط الواسع، وامتلائه بالتناقضات، وبسيطرة الرعب من اثار الأزمة الاقتصادية، واشتداد عود المعارضة متمثلة في جبهة الانقاذ، ومن اقتراب موعد الذكرى الثانية لثورة يناير، ودعوة الجبهة للاحتشاد فيها، فمثلا بدأ الرئيس خطابه بالقول: 'الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، ان الإنسان لظلوم كفار'.
ولا اعرف ان كان يقصد طمأنة الشعب على مستقبل البلاد الاقتصادي وكثرة موارد البلاد، وأن من يرى غير ذلك كافر، لأنه لا يحصي ولا يعد نعم الله، خاصة وانه اكد ان من يروجون لإفلاس مصر هم المفلسون، وهذا الهروب الى الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، لاقناع الناس بنسيان الكارثة الاقتصادية وعجز الإخوان عن حلها، بربطها بالدين، نجده في احاديث المرشد وغيره.
ايضا، فان الرئيس هدد في ثنايا خطابه باتخاذ اجراءات ضد الإعلام بقوله: 'أؤكد على تعزيز سلطان القضاء وضمان استقلاله، وكذلك فان الدولة العصرية لا يمكن أبدا ان تقوم بدون إعلام حر بعيد عن سطوة السلطة وسطوة جماعات المصالح والتمويل الفاسد'.
أما عن استقلال القضاء فيكفي ما تعرض ويتعرض له القضاء من تدمير ممنهج على يد الجماعة لتحويله الى قضاء إخواني، وقوله عن سطوة التمويل الفاسد على الإعلام الخاص يعني اتهاما مباشرا منه يستوجب اتخاذ اجراءات.
كما يلفت الانتباه قول الرئيس: 'ولأولوية النهوض بالاقتصاد المصري قررت إنشاء مجلس للتنمية الاقتصادية كمؤسسة فاعلة تابعة لرئاسة الجمهورية تدعم طموحات المصريين في انجاز تقدم حقيقي يشعر به المواطن في حياته اليومية'.
أي انه سينشىء هيئة تلغي وجود وعمل الوزارات، وأخيرا، قوله: 'ادعو كل الأحزاب مجددا للانضمام إلى الحوار الوطني الذي أرعاه بنفسي'.
الرئيس يكرر ذلك متناسياًَ أن قادة المعارضة من كفار قريش رفضوا دعوته، ثم رفضوا دعوة المرشد للحوار.
ويكرر ذلك في الوقت الذي يتم فيه إحالة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى للنيابة للتحقيق معهم في اتهامات بالدعوة لقلب نظام الحكم، أي الإطاحة بالرئيس، وإمكانية سجنهم، فلماذا يدعوهم للحوار وهم يتآمرون لإسقاطه؟
'التحرير': الرئيس مرسي
ممثل متواضع الامكانيات
هذا وقد سارع زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'التحرير' امس بوصف الخطاب بقوله: 'لا يجيد الدكتور مرسي التمثيل، أو لعله ممثل متواضع الامكانيات، فوقف بجوار نسيبه أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى يخطب في أعضاء المجلس كأنه مجلس بجد وهو الذي شارك في انتخابه ستة في المائة من الناخبين وقام مرسي بتعيين ثلث أعضائه، فكيف يكون مجلساً تشريعياً إلا إذا كان مجلساً للتشريع الهزلي للقوانين المكتوبة والمطلوبة والجولة من مكتب الارشاد، يخطب مرسي كأنه صاحب القرار بينما نعرف ان جماعة الإخوان هي التي تحرك قراراته وتفرض قوانينه، لقد غاب فعلا عن جلسة الشورى الحاكم الفعلي للبلد، خيرت الشاطر'.
رئيس تحرير 'الأهرام' يشن
هجوما غير مسبوق على الرئيس
هذا، وقد وقع حدث ملفت للانتباه يكشف عن وجود صراعات أما داخل الجماعة، والرئاسة والجيش والمخابرات والرئاسة والجماعة، فيوم الجمعة شن رئيس تحرير 'الأهرام' الذي عينه الإخوان زميلنا عبدالناصر سلامة هجوما غير مسبوق على الرئيس بقوله ان عليه ان يجيب في خطابه الذي سيلقيه أمام الشورى عن اسئلة أخفق في تضمينها خطابه يوم الأربعاء، وقال بالنص: 'ننتظر خطابا من زعيم امة وليس خطاب، خطيب جماعة وخاصة ان المشهد الحالي لن يقبل بأقل من الزعامة في مواجهة الفوضى والسقوط ومؤامرات الداخل والخارج'.
وأخذ عبدالناصر يحرض ضد الإعلام الخاص ويطالب بقرارات حاسمة ضده، ولا أحد يعرف الجهة أو الشخصية التي يعكس موقفها، هل هو خيرت الشاطر؟ أم الجيش والمخابرات؟ ذلك ان مواقفه تشبه بندول الساعة مرة يتحرك مع الجيش والمخابرات ضد الإخوان وأخرى مع مكتب الارشاد.
انتقاد مواقف البرادعي والقرضاوي داخل مصر
وفي اليوم التالي - السبت - ألقى بقنبلته الثانية عندما شن هجوما غير مسبوق على البرادعي، والشيخ يوسف القرضاوي بسبب ما جاء في خطبته بالجامع الأزهر، وكان واضحا ان زج باسم البرادعي حتى يبرر الهجوم على القرضاوي إذ قال بالنص: 'حاول بعض من بلغوا من العمر أرذله القفز على المشهد وفي مقدمتهم الدكتور محمد البرادعي القادم من الغرب والدكتور يوسف القرضاوي المقيم بالخليج وقد بدا واضحا ان عامل السن قد أتى أكله في الاثنين معا فهاهو الأول قد تمخضت قرائحه عن استثمار ذكرى 25 يناير في الدعوة إلى مليونية لإسقاط الدستور الذي أقره الشعب في استفتاء رسمي والثاني تزعم بالأمس مظاهرة بالجامع الأزهر لإسقاط النظام الحاكم في سورية - الأول لم يعر اهتماما لإرادة الشعب، والثاني يجعل من مصر - لحساب دولة خليجية بالطبع - رأس حربة للتدخل في شؤون دولة أخرى تشهد انتفاضة طائفية واضحة، وليست ثورة شعبية بأي حال من الاحوال تشغله الطائفية السنية والشيعية والعلوية، ناهيك عن الفتنة الخليجية خاصة، الأول فشل حتى الآن في غسل مخ الشعب المصري، أجهزة الدولة الرسمية التي أثق في أن لديها الكثير من ملفات التآمر والتمويل الأجنبي، وهو الأمر الذي يحتم إعادة النظر في هذه الأوضاع قبل فوات الأوان وإلا فاننا نعيش في وطن يدار بالبركة على اعتبار ان الشيبة منا هم البركة وأن هلاوسهم قد تمنحنا البركة في زمن عزت فيه البركة، إلا أنني سوف أظل أؤكد انهما يجب يصمتا'.
تلميح لخلاف بين مكتب
المرشد والشيخ القرضاوي
وفي الحقيقة فلا أحد يعرف لحساب من شن هذا الهجوم، هل لحساب مكتب الارشاد والرئيس ردا على قول القرضاوي في خطبته: 'ليست هناك ملائكة، الحكومة تخطىء والرئيس يخطىء والإخوان يخطئون والأحزاب تخطىء، يجب ان نعترف بالأخطاء، ومن الجيد أن يعترف الرئيس ببعض الأخطاء'.
والملاحظ ان الصحف القومية تجنبت معظمها الإشارة الى هذه الفقرة، أي أن مكتب الارشاد والرئيس أرادا أن يقولا للقرضاوي قف مكانك، لست أنت المرشد العام؟ ولكن من جهة أخرى فان الهجوم على القرضاوي باعتباره ينفذ مخطط قطر في سورية ومصر، ضد توجه الجماعة والرئاسة معا، ويصب لصالح الجيش والمخابرات، خاصة القول ان اجهزة الدولة الرسمية لديها الكثير من ملفات التآمر والتمويل الأجنبي، وهو ما يمس الإخوان بالضرورة، هذا على الرغم من ان الإخوان والرئيس هم الذين خصصوا يوم جمعة كل شهر ليلقي القرضاوي الخطبة في الأزهر، برعاية وزير الأوقاف الإخواني الدكتور الشيخ طلعت عفيفي.
هل ينسجم موقف القرضاوي
من سورية مع موقف مصر؟
أما بالنسبة للهجوم على القرضاوي لتزعمه مظاهرة لإسقاط النظام في سورية، لحساب فتنة طائفية، فانه يتوافق مع الموقف الرسمي المصري الذي عبر عنه في ذات الوقت وزير الخارجية محمد كامل عمرو وكان في زيارة للعاصمة الروسية موسكو، والإعلان عن رفض أي تدخل خارجي، والعمل للتوصل الى حل سياسي، وهو ما كرره الرئيس في خطابه بالقول: 'الوقوف ضد أي تدخل عسكري يزيد من أزمات الشعب السوري الذي يتحرك بكل قوة وعزيمته لينال حريته والسعي لحل سياسي بدعم وتوافق عربي وإقليمي وعالمي يضمن فتح الطريق أمام الشعب السوري لاستبدال النظام الحالي وانتخاب قيادته التي تعبر عنه'.
هل بدل الاخوان اولوياتهم في الحكم؟
والى الإخوان المسلمين ومعاركهم، ولدينا اليوم أربع، ثلاث منها يوجه أصحابها اللوم والنقد للجماعة، والرابعة تقول عجباً، الأول هو صاحبنا الإخواني محمد الباسط، الذي قال في 'الحرية والعدالة' يوم الخميس قبل الماضي وهو يقدم رجلاً ويؤخر الثانية خوفاً من إثارة غاضب قياداته: 'حينما نبحث عن سيرة أحد الأفراد الإخوان في محل سكنه وجيرانه ومحيطه تجدهم يحنون عليه أيما ثناء فلما يأتي ذكر الإخوان في حدث من أحداث البلاد تجد من كان يهاجم الجماعة بشدة، ترى ما السبب في هذا التناقض حول حركة إسلامية عريقة في التاريخ الحديث؟ ولعل السبب أن حركة الإخوان تجهر بمعاداتها للمعتدين وتقف لهم بالمرصاد دون مهادنة وتبرز أفكارها أمامهم دون تنازلات، اقتراب الاخوان من تحقيق نجاحات لتجربتهم التي استبدلت نظاماً يسعى إلى تحقيق العدل والتنمية المنشودة بآخر استبدادي.
لكن مهما كانت من محاولات شيطنة الجماعة فإنها ستبلغ مداها وتصل ذروتها لكن لن تصل إلى شيء، والسبب مضي الجماعة في طريقها وعدم التفاتها للأصوات الناقمة عليها وسعيها الحثيث لتنفيذ مشروعها الحضاري وعدم التفاتها للأصوات الناقمة عليها وسعيها الحثيث لتنفيذ مشروعها الحضاري لإنقاذ البشرية من البؤس الذي أصابها ولا تعير أي اهتمام إلا لحكم الشعب عليها.
لكن آمل أن يتفادى الإخوان بعض الأخطاء التي يقعون فيها وكذلك إعادة النظر في سبل تطوير هذه الحركة العريقة بضخ دماء جديدة في العمل الدعوي وتوظيف الطاقات المعطلة داخلها، وهم كثر لكن لكثرة الخطوب التي تتزاحم عليها تحول دون التركيز في إحداث التوازن المطلوب داخل الجماعة'.
خيارات السياسيين لم
ترق لأحلام الجمهور الإسلامي
والهجوم الثاني كان في نفس اليوم في 'المصريون' وشنه الإخواني الذي خرج من الجماعة من مدة بسبب سيطرة أنصار سيد قطب عليها، وهو مصطفى كمشيش وقوله: 'خيارات الإسلاميين السياسية لم ترق لأحلام الجمهور الإسلامي، حين كان يتطلع إلى نموذج ونمط فريد يشار إليه بالبنان، أن هذا هو نموذجنا الإسلامي الذي حلمنا به وبشرنا به طويلا، فقد بدت خياراتهم متسقة مع محددات السياسة الأمريكية في ما يتعلق بالثلاثية المقدسة لديهم علاقات جيدة مع أمريكا - استمرار معاهدة السلام - استمرار الاقتصاد اليميني 'اقتصاد السوق'- الاستثمارات الأجنبية - القروض الدولية - دولة رجال الأعمال' وبدت أقوال بعض الإسلاميين مفتقدة لروح التواضع وفضيلة المراجعة، غابت الشورى فارتبكت المسيرة وتعثرت خطوات كثيرة، فتراجعت الشعبية وامتد شغب بعض الناس الى الدين نفسه'.
ابن شقيق رئيس حزب الإخوان
يخرج منه ويهاجم الجماعة
أما الثالث، فكان إسلام الكتاتني ابن شقيق رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني وقد نشرت له 'الوطن' يوم الخميس قبل الماضي ايضا حديثا أجرته معه زميلتنا منى مدكور، وقال فيه عن هجوم ميليشيا الجماعة على المعتصمين أمام قصر الاتحادية: 'لأنهم رأوا الدم يراق وصمتوا كما اتهموا الناس بالبلطجة ونفترض أن كل من مات في أحداث 'الاتحادية' كما يدعون من الإخوان بما في ذلك الصحافي الحسيني أبو ضيف على الرغم من موقفه المعروف بمناهضة الإخوان!
ماذا فعلتم بعد ذلك خرجتم لتلوموا الضحية هل هذا عقل؟ وأسأل 'مرسي': هل تنام قرير العين مرتاحاً، بل على العكس عاندت أكثر وصممت على الإعلان الدستوري ثم خرجت بإعلان آخر على وزن 'أحمد والحاج أحمد' ولا يمكنني أن أنسى للجماعة انسحابها في أحداث محمد محمود ويوم سحل البنت المصرية في الميدان، المنافسة على الرئاسة جاءت في إطار خطة التمكين والدفع بمرسي تحديداً لأنه مطيع ويسمع الكلام وملتزم بخط الجماعة ولا يحيد عنه أبداً، وكان هو الاختيار الأفضل لـ'الجماعة' والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح كان حلاً مطروحا قبل أن ينشق عن 'الجماعة' لكنه كان معروفا بأنه مجادل، مكتب الارشاد به ستة عشر عضوا وهو الهيئة العليا للجماعة، وهناك مجلس شورى الجماعة به مائة وثمانون عضوا وللأمانة تحدث العديد من المشاورات لكن في النهاية يصدر قرار واحد يبلغ به محمد مرسي وعليه أن ينفذه، الدكتور محمود عزت هو الرجل الأخطر والرجل الحديدي داخل 'الجماعة'.
الشيخ محمد عبدالله الخطيب
ينوح على الإخوان
المهم، ان هذه الشهادات من أناس لا يزالون على إخوانيتهم بالإضافة إلى كمال الهلباوي وصديقنا وعضو مكتب الارشاد السابق مختار نوح، لا يشير إليها الإخوان وهم يردون على مهاجميهم، ويصورون انفسهم في صورة الأنبياء والصحابة والشهداء المظلومين، وقد سمعت بكاء شديدا يوم الأحد قبل الماضي صادرا من الصفحة الأخيرة من 'الحرية والعدالة'، وقبل أن أرى صوره صاحبه، عرفته من صوته بسبب خبرته به وكان كما توقعت الشيخ محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب الارشاد السابق الذي قال وهو ينوح على الإخوان الذين قتلوا أمام قصر الاتحادية: 'إن تاريخ أعداء الإنسانية مع الإسلام تاريخ طويل بشع استعمل الأعداء فيه كل وسائل الخسة والغدر واستهانوا فيه بكل القيم، وقد تمرد هؤلاء الأعداء على حملة الوحي، ولقد تحمل الأنبياء والرسل والدعاة الى الله ما لم تتحمله الجبال، كيد، مكر، خسة، وإجرام ولقد تمادوا في ذلك حتى تجاوزوا كل الحدود، لقد حوى التاريخ ألوانا من التطاول والعدوان وصد المؤمنين عن عقيدتهم فهاهم أصحاب الأخدود الذين تمسكوا بإيمانهم ورفضوا الاستجابة لغيره، هؤلاء المؤمنون يكبون في الاخدود الذي شقه الظالمون وأوقدوا فيه النيران على مرآى ومسمع من الطواغيت قساة القلوب، أيها المتكبرون في كل زمان ومكان، أيها المتآمرون أيها الكاذبون المصرون على الكذب في كل عصر ومصر إن الله يراكم فلا تستطيعون الاختفاء عنه وإن ملائكته تدون عليكم هذا الإجرام والفسوق واعلموا أن الذين افتريتم عليهم وأتيتموهم والحقتم بهم الأذى فهم هناك قال تعالى 'إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر' 'القمر: 54، 55' إيه أيها الشهداء هنيئاً لكم فقد فزتم وربح البيع ووصلتم الى جنة عرضها السماوات والأرض، وماذا يطلب المسلم أكثر من هذا الفوز وأعظم من هذا الرضوان، إيه يا أباء الشهداء ويا أمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأبناءهم، لقد ضمنتهم الجنة بإذن الله عز وجل فلا حزن بعد اليوم بل روح وريحان وجنة نعيم، اعلموا يا من بطشتم بعباد الله تعالى الأبرار وسلطهم عليهم المرتزقة والأشرار من عبيدكم الذين أضللتموهم، وانتظروا أنتم وهم الوعيد الذي يناسبكم، لقد كان شهداؤنا الأبرار مصابيح في جامعاتهم وفي وظائفهم ومع غيرهم من عباد الله عز وجل وكانوا من الذين يقومون الليل يقطعونه تسبيحاً وقرآناً ويجاهدون النهار يعلنونه خيراً وإحساناً، اللهم تقبلهم في الصالحين واربط على قلوب أهلهم وذويهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر اللهم لنا ولهم، اللهم آمين والله أكبر ولله الحمد'.
ونحن ندعو لهم معه، وكذلك ندعو لمن قتلتهم ميليشيا الجماعة، فكلهم ابناؤنا، ولكن دمهم سيظل عالقا بثياب قادة الجماعة الذين ارسلوهم، للاعتداء على مسالمين حول القصر الجمهوري بحجة حماية رئيسهم الذي كان بإمكانه أن يصدر أوامره للحرس الجمهوري بالإحاطة بالقصر، كما فعل فيما بعد، ودمهم سيظل عالقاً بالذين طلبوا منهم أن يقوموا باختطاف وتعذيب المعارضين وراء أسوار القصر الجمهوري، ورآهم العالم على الهواء مباشرة، ولا أظن أن قادة الجماعة سوف يفلتون من محاسبة قواعدهم فيما بعد، كل هذه الجريمة التي ارتكبوها في حق شبابهم، ثم يتوسلون الآن الى معارضيهم ليقبلوا التحاور معهم، مرة أخرى، كل الأسى والحزن لشباب الجماعة ولغيرهم، ودماؤهم وأرواحهم ستظل تطارد القادة الذين ارسلوهم للاتحادية.
للرئيس مرسي: سننسى معك كل مآسينا
وإلى الرئيس والمعارك الدائرة حوله وبسببه هجوما عليه ودفاعا عنه، ومن الذين دافعوا يوم الخميس كان القارىء علاء عبداللطيف، في قصيدة له نشرتها 'الحرية والعدالة' يوم الخميس في صفحتها - صوتك واصل - التي يشرف عليها زميلنا محمود النجار، وكان عنوانها - إلى الدكتور محمد مرسي، ومن أبياتها:
اليوم عرفناك عالماً رجلاً
ورئيساً نمد إليك أيادينا
سننسى زمانا قد ظلمنا
سننسى معك كل مآسينا
مهما عانيننا لن نخذيك أبداً
فنحن سفينتك وعهدك مراسينا
فامض سيدي قدما
تبارك الذي ولاك فينا'.
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر!
وللمزيد من إضفاء الطابع الديني على الرئيس نشرت 'الأهرام' يوم السبت في صفحتها الثالثة تحقيقاً لزميلنا محمد فؤاد جاء فيه: 'في أجواء روحانية هادئة أدى الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية صلاة الجمعة امس في مسجد القدس بالتجمع الخامس، حيث ظهرت على وجهه علامات التأثر والبكاء خلال الخطبة والصلاة من شدة التأثر بالآيات التي كان يتلوها الخطيب والتي تحذر من النفاق في الأمة، وقد تأثر الرئيس بشدة عندما قرأ الإمام 'ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر' وقال الشيخ أشرف عقب انتهاء الصلاد ان الرئيس أثنى على الخطبة وقال ان مسؤولية الخطابة كبيرة ودعا الله أن يعين الدعاة على تلك المسؤولية.
وقال الرئيس للإمام إن الخطبة تصدت لكثير من صفات الفساد التي ظهرت في المجتمع وقال ان هناك آيات من القرآن الكريم تدعو إلى تحريك عجلة الانتاج تاليا: 'ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات' الآ من سورة الأعراف، وقال إن الرئيس شدد على أهمية كلمة البركات في الآية الكريمة'.
المجتمع لا يهمه الدستور
ولكن يبحث عن لقمة العيش
وفي حقيقة الأمر، فانه من الصعوبة معرفة سبب بكاء الرئيس، هل هو تذكرة النفاق في الأمة والمنافقين أم تذكر الموت؟ فقد نشرت 'الأهرام' يوم الأربعاء قبل الماضي، حديثا مع الدكتور عبدالله الأشعل الأمين العام المنتدب للمجلس القومي لحقوق الإنسان، أجراه معه زميلنا عصام الدين راضي، قال فيه: 'لا أزال حتى الآن معارضاً لما يستحق المعارضة، وأنا ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الدكتور محمد مرسي في 21 نوفمبر الماضي وأتمنى نجاح الرئيس في مهمته وأنا من أشد المنتقدين للرئيس بسبب وجود شخصيات لا تتمتع بكفاءة مطلوبة بجواره ولو كتب لي القدر وأصبحت رئيساً للجمهورية لما سمحت لأحد بالاقتراب من قصر الاتحادية والاعتراض يكون في إطار معين، وكنت سأحتضن الجميع وكنت سأنفذ انجازات منذ اليوم الأول، فهذا المجتمع لا يهمه الدستور ولكن يبحث عن لقمة العيش وليس من الصعب أن يفعل الرئيس هذا، ولكن عليه اختيار من يحب العمل وحكومة قوية، وأي منصب احصل عليه في هذه الدولة، حتى منصب رئيس الجمهورية فهو حق لي يتناسب مع كفاءتي، وإذا قبلت العمل داخل المجلس، فهذه رسالة وليس تعويضا، ويوم 25 من الشهر الجاري سيتم عقد اجتماع، وإذا طلبوا مني قبول المنصب سأقبل على الرغم من أن هذا أقل مما استحق، وإذا كان البعض يقول ان هذا المنصب بسبب دعمي للرئيس فكان من المفترض تعييني فوراً وزير خارجية عن حق وصدق'.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ما هذه النرجسية وذلك الغرور، بصراحة لو كنت في مكانه لطلبت من الرئيس أن يسلفني منصبه لشهر أو على الأقل اسبوع، لأجرب فيه نفسي، وليقول الناس عني، الرئيس أهو، الرئيس أهو، ثم أعيده غليه، وإذا لم يوافق فليعطيني على الأقل منصب وزير الخارجية حتى أغيظ به عدوي عمرو موسى.
ما الحكمة في تحدي المعارضة للرئيس والدستور؟
ويوم السبت قال الأشعل في جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة': 'ما الحكمة في تحدي المعارضة للرئيس والدستور؟ اعتقد أنهم يريدون إبعاد التيار الإسلامي من الحياة العامة وهذا أمر مستحيل، كما انهم يعمدون إلى شل الرئيس حتى يسجلوا عليه فشله في الانجاز، فضلا عن انهم يخططون لضرب مصر عن طريق تشجيع الجوعى والفقراء على الثورة حتى تحل الفوضى ويتم احتلال مصر من خلال أذناب الخارج فيها'. بصراحة، لو كنت مكان مرشد الإخوان أو الرئيس لأصدرت أمراً سلطانيا للمساعدين، امنحوه منصب وزير البصاصين، أي المخابرات أو الداخلية؟ ما هذا المستوى؟ الذي يقبل الإنسان أن ينهي حياته به؟
أبو هشيمة ابن الصعيد وهيفاء وهبي
وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه لا يلوون عمل شيء، فمثلا شن زميلنا جمال سلطان صاحب ورئيس مجلس إدارة وتحرير 'المصريون' هجوما ضد رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة يوم الخميس وقال عنه: 'أبو هشيمة ابن الصعيد يعرف جيدا صدى زواجه من الراقصة هيفاء وهبي في أوساط الرأي العام المصري، وأبو هشيمة يعرف ما يعرفه الجميع من أن هيفاء تقدم في الإعلام المصري والعربي والدولي بوصفها رمزاً فنياً للإثارة الجنسية، وهذا أمر يخصه أو كان يخصه، لكن لا معنى لكي يعطينا كل عدة أيام دروساً في الأخلاق، ولأمر ما، حرص على شراء بعض الصحف والقنوات الفضائية التي يظهر من خلالها كل فترة ليتحدث عن امجاده وأفضاله على مصر، والتي تنحصر تقريبا في زواجه من بنت الملك فلان أو الأمير علان ثم يسارع جنابه لنفي هذه الأخبار المغرضة، وتلك لعبة سخيفة وقديمة لم يعد الإعلام المحترم يمارسها إلا للممثلين درجة ثالثة الذين يريدون تسويق أنفسهم أو البحث عن دور'.
من حكم أبو هشيمة السياسية
وجمال يشير إلى الحديث الذي أذاعته قناة النهار، يوم الثلاثاء لأبو هشيمة وأجراه معه زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع'، وأبو هشيمة، يمتلك فيها وفي النهار حصة من الاسهم الحاكمة، وقد أعادت الجريدة في نفس اليوم - الخميس - نشر الحديث - ومن حكم أبو هشيمة السياسية قوله: 'الايجابي في الاستفتاء أن الصوت المصري أصبح له قيمة بغض النظر عن نعم أو لا، والرئيس دعا لمبادرة للتوافق والحوار حول نقاط الاختلاف حول الدستور ووعد بعرضها على مجلس الشعب الذي أثق انه سيكون وطنياً، الإعلام المصري قوي ويمكنه التأثير إذا اتخذ المسلك الايجابي في مناقشة المشكلات وعدم إشعال الأوضاع، والطوابير التي شهدناها في الاستفتاء جديدة علينا، ونحن في سنة أولى ديمقراطية وكنا نتمنى مشاركة أكبر'.
وقال ايضا: 'طلاقي من الفنانة هيفاء وهبي تم بشكل راق، تزوجنا على سنة الله ورسوله لمدة ست سنوات وتم الطلاق في العلن وكل ما أشيع حول هذا الموضوع خاطيء تماما ولا اساس له من الصحة إلا ما نشرته هيفاء على حسابها الشخصي على الانترنت وأن السبب في الطلاق هو اختلاف وجهات النظر فقط، واحترمها، وسأظل احترمها طول العمر'.
ملابسات مهاجمة مقر الوفد ما زالت غامضة
وفي نفس اليوم - الخميس - تعرض جمال وشقيقه محمود الى هجوم عنيف في 'الوفد' في تحقيق على نصف صفحة أعده زميلنا محمد شعبان، ردا على قول جمال ومحمود والجريدة أن الهجوم الذي تعرض له مقر وصحيفة حزب الوفد مدبر من الوفد لإلصاق التهمة بحازم أبو إسماعيل وأنصاره ومما قال شعبان عنهما: 'ظهرت 'المصريون' في توقيت غامض بتمويل غير معلوم وتخصصت منذ اليوم الاول للهجوم على الثوار والحركات الثورية وتناسى الرجل أن موقعه الذي حمل نفس الاسم امتدح عصر مبارك وما كان يحدث فيه رغم انه فتح نافذة الموقع لجماعة الإخوان إلا أن نصيب الحزب الوطني كان كبيرا ايضا بالمقارنة بنفاق الحزب المنحل، والآن يعود 'سلطان' وأخوه على جثث شهداء الثورة ليمتطيا جواد الصحيفة المستقلة ولكنهما سقطا من فوق بعد العدد الأول الذي أظهر انحيازه الفاضح للإسلاميين المتشددين الممولين ويعلن انه لا ينتمي على أي فصيل سياسي ويتقمص دور المناضل وهو في الحقيقة تطوع للدفاع عن الإخوان وممارساتهم وخصص مساحات لدعاة الفطر المتشدد ليهاجموا المعارضة لعله يتذوق من عسل السلطة ما يريد، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات كانت مواقف جمال سلطان متشددة فهو كان يدعو إلى الإسلام المتشدد وألف عدة كتب في السعودية في هذا الإطار ووجدت رواجاً هائلاً وهو ما وضعه في خانة المفكرين الإسلاميين وأحدثت علامة فارقة في تاريخ الرجل الذي عرف معنى الثورة من خلال كتب التشدد، ووجد لنفسه داعمين لفكره في السعودية وبعض دول الخليج، فشل هو وأخوه محمود سلطان في أن يحقق الانتشار الذي كان يريده من الجريدة رغم الدعم الإخواني لها، لماذا لم يجب جمال سلطان عن شائعات ترددت عن تلقيه تمويلا من دول خليجية كبرى وأن هناك أحد رجال الأعمال الإسلاميين اشترى الحصة الأكبر في جريدته وهو الذي يمولها الآن بل انه الذي سيمول قناة المصريين الفضائية التي ينوي سلطان إطلاقها قريباً'.
الغيطاني يناصر هيكل ضد عصام العريان
ايضاً، خاض زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني يوم الخميس معركة في 'الوطن' ضد صديقنا وعضو مكتب الارشاد الدكتور عصام العريان بسبب هجومه على استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، فقال عنه: 'يعطيني الانطباع أنه ارتضى لنفسه مكانة تشبه 'بتاع' الميكروباص لا يقود لكنه يجمع الأجرة ويعلق على المسار اتجنب الخوض في التشبيهات ولا أريد قط الانزلاق الى السباب الذي أصبح ظاهرة في النقاش بين من يفترض أنهم النخبة، السباب وسيلة العاجز وفي الأغلب يمتد الى صاحبه إذا كان مجحفاً أو متجاوزاً، أغرب ما سمعته من العريان معايرة الاستاذ بسنه هل من المعقول أن يصدر ذلك عن إنسان عاقل ومسلم في الوقت نفسه؟ هل أذنب الاستاذ في بلوغه التسعين؟ هل آتي مخالفة للنواميس الطبيعية لأنه احتفظ بلياقته الذهنية والفكرية؟ هل أذنب أم أن هذا ما قدره الله له؟ لكن يبدو أن القيادي في الجماعة له رؤية أخرى أياً ما كانت فلا يمكن في افضل الأحوال إلا اعتبارها سقطة أخلاقية وإنسانية من الأفضل ان يحاوره فيما قاله وأن يجادله بالتي هي أحسن، إنه السباب الأعجب والأغرب والجدير بالتأمل في التكوين الذي أفرز مثل هذا المستوى الغريب الذي لا يمكن ان يصدر عن إنسان عاقل فما البال بوصف انه قيادي في جماعة تتخذ من الإسلام غطاء؟'.
المهم، انه يوم السبت ذكر زميلنا جمال سلطان ان أحمد أبو هشيمة اتصل به وأوضح له موقفه، وقال جمال: 'ربنا يوفقك يا أستاذ أحمد وحقك علينا'.
وفي اليوم التالي - الخميس - دعمه زميلنا الرسام الكبير أنور بمشهد رسمه في 'الصباح' قال انه رآه بنفسه عن بلطجي يقول:
- يالا، ياض يا بن، ياللي أمك،، يا زز واثنان من السلفيين أحدهما صاحب محطة تليفزيونية، وزميله يقترح عليه: - تيجي نجيبه يعمل برنامج عندنا.
وإلى بعض مما عندنا، وغداً إن شاء الله، قيام مرشد الإخوان بالسطو على سعر أمير الشعراء أحمد شوقي ونسبته إلى نفسه.
خطاب الرئيس يعكس
الخوف من الاقتصاد والمعارضة
والى خطاب الرئيس مرسي فأي تحليل هادىء له سوف يكتشف بسهولة مدى الارتباط الواسع، وامتلائه بالتناقضات، وبسيطرة الرعب من اثار الأزمة الاقتصادية، واشتداد عود المعارضة متمثلة في جبهة الانقاذ، ومن اقتراب موعد الذكرى الثانية لثورة يناير، ودعوة الجبهة للاحتشاد فيها، فمثلا بدأ الرئيس خطابه بالقول: 'الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، ان الإنسان لظلوم كفار'.
ولا اعرف ان كان يقصد طمأنة الشعب على مستقبل البلاد الاقتصادي وكثرة موارد البلاد، وأن من يرى غير ذلك كافر، لأنه لا يحصي ولا يعد نعم الله، خاصة وانه اكد ان من يروجون لإفلاس مصر هم المفلسون، وهذا الهروب الى الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، لاقناع الناس بنسيان الكارثة الاقتصادية وعجز الإخوان عن حلها، بربطها بالدين، نجده في احاديث المرشد وغيره.
ايضا، فان الرئيس هدد في ثنايا خطابه باتخاذ اجراءات ضد الإعلام بقوله: 'أؤكد على تعزيز سلطان القضاء وضمان استقلاله، وكذلك فان الدولة العصرية لا يمكن أبدا ان تقوم بدون إعلام حر بعيد عن سطوة السلطة وسطوة جماعات المصالح والتمويل الفاسد'.
أما عن استقلال القضاء فيكفي ما تعرض ويتعرض له القضاء من تدمير ممنهج على يد الجماعة لتحويله الى قضاء إخواني، وقوله عن سطوة التمويل الفاسد على الإعلام الخاص يعني اتهاما مباشرا منه يستوجب اتخاذ اجراءات.
كما يلفت الانتباه قول الرئيس: 'ولأولوية النهوض بالاقتصاد المصري قررت إنشاء مجلس للتنمية الاقتصادية كمؤسسة فاعلة تابعة لرئاسة الجمهورية تدعم طموحات المصريين في انجاز تقدم حقيقي يشعر به المواطن في حياته اليومية'.
أي انه سينشىء هيئة تلغي وجود وعمل الوزارات، وأخيرا، قوله: 'ادعو كل الأحزاب مجددا للانضمام إلى الحوار الوطني الذي أرعاه بنفسي'.
الرئيس يكرر ذلك متناسياًَ أن قادة المعارضة من كفار قريش رفضوا دعوته، ثم رفضوا دعوة المرشد للحوار.
ويكرر ذلك في الوقت الذي يتم فيه إحالة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى للنيابة للتحقيق معهم في اتهامات بالدعوة لقلب نظام الحكم، أي الإطاحة بالرئيس، وإمكانية سجنهم، فلماذا يدعوهم للحوار وهم يتآمرون لإسقاطه؟
'التحرير': الرئيس مرسي
ممثل متواضع الامكانيات
هذا وقد سارع زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'التحرير' امس بوصف الخطاب بقوله: 'لا يجيد الدكتور مرسي التمثيل، أو لعله ممثل متواضع الامكانيات، فوقف بجوار نسيبه أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى يخطب في أعضاء المجلس كأنه مجلس بجد وهو الذي شارك في انتخابه ستة في المائة من الناخبين وقام مرسي بتعيين ثلث أعضائه، فكيف يكون مجلساً تشريعياً إلا إذا كان مجلساً للتشريع الهزلي للقوانين المكتوبة والمطلوبة والجولة من مكتب الارشاد، يخطب مرسي كأنه صاحب القرار بينما نعرف ان جماعة الإخوان هي التي تحرك قراراته وتفرض قوانينه، لقد غاب فعلا عن جلسة الشورى الحاكم الفعلي للبلد، خيرت الشاطر'.
رئيس تحرير 'الأهرام' يشن
هجوما غير مسبوق على الرئيس
هذا، وقد وقع حدث ملفت للانتباه يكشف عن وجود صراعات أما داخل الجماعة، والرئاسة والجيش والمخابرات والرئاسة والجماعة، فيوم الجمعة شن رئيس تحرير 'الأهرام' الذي عينه الإخوان زميلنا عبدالناصر سلامة هجوما غير مسبوق على الرئيس بقوله ان عليه ان يجيب في خطابه الذي سيلقيه أمام الشورى عن اسئلة أخفق في تضمينها خطابه يوم الأربعاء، وقال بالنص: 'ننتظر خطابا من زعيم امة وليس خطاب، خطيب جماعة وخاصة ان المشهد الحالي لن يقبل بأقل من الزعامة في مواجهة الفوضى والسقوط ومؤامرات الداخل والخارج'.
وأخذ عبدالناصر يحرض ضد الإعلام الخاص ويطالب بقرارات حاسمة ضده، ولا أحد يعرف الجهة أو الشخصية التي يعكس موقفها، هل هو خيرت الشاطر؟ أم الجيش والمخابرات؟ ذلك ان مواقفه تشبه بندول الساعة مرة يتحرك مع الجيش والمخابرات ضد الإخوان وأخرى مع مكتب الارشاد.
انتقاد مواقف البرادعي والقرضاوي داخل مصر
وفي اليوم التالي - السبت - ألقى بقنبلته الثانية عندما شن هجوما غير مسبوق على البرادعي، والشيخ يوسف القرضاوي بسبب ما جاء في خطبته بالجامع الأزهر، وكان واضحا ان زج باسم البرادعي حتى يبرر الهجوم على القرضاوي إذ قال بالنص: 'حاول بعض من بلغوا من العمر أرذله القفز على المشهد وفي مقدمتهم الدكتور محمد البرادعي القادم من الغرب والدكتور يوسف القرضاوي المقيم بالخليج وقد بدا واضحا ان عامل السن قد أتى أكله في الاثنين معا فهاهو الأول قد تمخضت قرائحه عن استثمار ذكرى 25 يناير في الدعوة إلى مليونية لإسقاط الدستور الذي أقره الشعب في استفتاء رسمي والثاني تزعم بالأمس مظاهرة بالجامع الأزهر لإسقاط النظام الحاكم في سورية - الأول لم يعر اهتماما لإرادة الشعب، والثاني يجعل من مصر - لحساب دولة خليجية بالطبع - رأس حربة للتدخل في شؤون دولة أخرى تشهد انتفاضة طائفية واضحة، وليست ثورة شعبية بأي حال من الاحوال تشغله الطائفية السنية والشيعية والعلوية، ناهيك عن الفتنة الخليجية خاصة، الأول فشل حتى الآن في غسل مخ الشعب المصري، أجهزة الدولة الرسمية التي أثق في أن لديها الكثير من ملفات التآمر والتمويل الأجنبي، وهو الأمر الذي يحتم إعادة النظر في هذه الأوضاع قبل فوات الأوان وإلا فاننا نعيش في وطن يدار بالبركة على اعتبار ان الشيبة منا هم البركة وأن هلاوسهم قد تمنحنا البركة في زمن عزت فيه البركة، إلا أنني سوف أظل أؤكد انهما يجب يصمتا'.
تلميح لخلاف بين مكتب
المرشد والشيخ القرضاوي
وفي الحقيقة فلا أحد يعرف لحساب من شن هذا الهجوم، هل لحساب مكتب الارشاد والرئيس ردا على قول القرضاوي في خطبته: 'ليست هناك ملائكة، الحكومة تخطىء والرئيس يخطىء والإخوان يخطئون والأحزاب تخطىء، يجب ان نعترف بالأخطاء، ومن الجيد أن يعترف الرئيس ببعض الأخطاء'.
والملاحظ ان الصحف القومية تجنبت معظمها الإشارة الى هذه الفقرة، أي أن مكتب الارشاد والرئيس أرادا أن يقولا للقرضاوي قف مكانك، لست أنت المرشد العام؟ ولكن من جهة أخرى فان الهجوم على القرضاوي باعتباره ينفذ مخطط قطر في سورية ومصر، ضد توجه الجماعة والرئاسة معا، ويصب لصالح الجيش والمخابرات، خاصة القول ان اجهزة الدولة الرسمية لديها الكثير من ملفات التآمر والتمويل الأجنبي، وهو ما يمس الإخوان بالضرورة، هذا على الرغم من ان الإخوان والرئيس هم الذين خصصوا يوم جمعة كل شهر ليلقي القرضاوي الخطبة في الأزهر، برعاية وزير الأوقاف الإخواني الدكتور الشيخ طلعت عفيفي.
هل ينسجم موقف القرضاوي
من سورية مع موقف مصر؟
أما بالنسبة للهجوم على القرضاوي لتزعمه مظاهرة لإسقاط النظام في سورية، لحساب فتنة طائفية، فانه يتوافق مع الموقف الرسمي المصري الذي عبر عنه في ذات الوقت وزير الخارجية محمد كامل عمرو وكان في زيارة للعاصمة الروسية موسكو، والإعلان عن رفض أي تدخل خارجي، والعمل للتوصل الى حل سياسي، وهو ما كرره الرئيس في خطابه بالقول: 'الوقوف ضد أي تدخل عسكري يزيد من أزمات الشعب السوري الذي يتحرك بكل قوة وعزيمته لينال حريته والسعي لحل سياسي بدعم وتوافق عربي وإقليمي وعالمي يضمن فتح الطريق أمام الشعب السوري لاستبدال النظام الحالي وانتخاب قيادته التي تعبر عنه'.
هل بدل الاخوان اولوياتهم في الحكم؟
والى الإخوان المسلمين ومعاركهم، ولدينا اليوم أربع، ثلاث منها يوجه أصحابها اللوم والنقد للجماعة، والرابعة تقول عجباً، الأول هو صاحبنا الإخواني محمد الباسط، الذي قال في 'الحرية والعدالة' يوم الخميس قبل الماضي وهو يقدم رجلاً ويؤخر الثانية خوفاً من إثارة غاضب قياداته: 'حينما نبحث عن سيرة أحد الأفراد الإخوان في محل سكنه وجيرانه ومحيطه تجدهم يحنون عليه أيما ثناء فلما يأتي ذكر الإخوان في حدث من أحداث البلاد تجد من كان يهاجم الجماعة بشدة، ترى ما السبب في هذا التناقض حول حركة إسلامية عريقة في التاريخ الحديث؟ ولعل السبب أن حركة الإخوان تجهر بمعاداتها للمعتدين وتقف لهم بالمرصاد دون مهادنة وتبرز أفكارها أمامهم دون تنازلات، اقتراب الاخوان من تحقيق نجاحات لتجربتهم التي استبدلت نظاماً يسعى إلى تحقيق العدل والتنمية المنشودة بآخر استبدادي.
لكن مهما كانت من محاولات شيطنة الجماعة فإنها ستبلغ مداها وتصل ذروتها لكن لن تصل إلى شيء، والسبب مضي الجماعة في طريقها وعدم التفاتها للأصوات الناقمة عليها وسعيها الحثيث لتنفيذ مشروعها الحضاري وعدم التفاتها للأصوات الناقمة عليها وسعيها الحثيث لتنفيذ مشروعها الحضاري لإنقاذ البشرية من البؤس الذي أصابها ولا تعير أي اهتمام إلا لحكم الشعب عليها.
لكن آمل أن يتفادى الإخوان بعض الأخطاء التي يقعون فيها وكذلك إعادة النظر في سبل تطوير هذه الحركة العريقة بضخ دماء جديدة في العمل الدعوي وتوظيف الطاقات المعطلة داخلها، وهم كثر لكن لكثرة الخطوب التي تتزاحم عليها تحول دون التركيز في إحداث التوازن المطلوب داخل الجماعة'.
خيارات السياسيين لم
ترق لأحلام الجمهور الإسلامي
والهجوم الثاني كان في نفس اليوم في 'المصريون' وشنه الإخواني الذي خرج من الجماعة من مدة بسبب سيطرة أنصار سيد قطب عليها، وهو مصطفى كمشيش وقوله: 'خيارات الإسلاميين السياسية لم ترق لأحلام الجمهور الإسلامي، حين كان يتطلع إلى نموذج ونمط فريد يشار إليه بالبنان، أن هذا هو نموذجنا الإسلامي الذي حلمنا به وبشرنا به طويلا، فقد بدت خياراتهم متسقة مع محددات السياسة الأمريكية في ما يتعلق بالثلاثية المقدسة لديهم علاقات جيدة مع أمريكا - استمرار معاهدة السلام - استمرار الاقتصاد اليميني 'اقتصاد السوق'- الاستثمارات الأجنبية - القروض الدولية - دولة رجال الأعمال' وبدت أقوال بعض الإسلاميين مفتقدة لروح التواضع وفضيلة المراجعة، غابت الشورى فارتبكت المسيرة وتعثرت خطوات كثيرة، فتراجعت الشعبية وامتد شغب بعض الناس الى الدين نفسه'.
ابن شقيق رئيس حزب الإخوان
يخرج منه ويهاجم الجماعة
أما الثالث، فكان إسلام الكتاتني ابن شقيق رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني وقد نشرت له 'الوطن' يوم الخميس قبل الماضي ايضا حديثا أجرته معه زميلتنا منى مدكور، وقال فيه عن هجوم ميليشيا الجماعة على المعتصمين أمام قصر الاتحادية: 'لأنهم رأوا الدم يراق وصمتوا كما اتهموا الناس بالبلطجة ونفترض أن كل من مات في أحداث 'الاتحادية' كما يدعون من الإخوان بما في ذلك الصحافي الحسيني أبو ضيف على الرغم من موقفه المعروف بمناهضة الإخوان!
ماذا فعلتم بعد ذلك خرجتم لتلوموا الضحية هل هذا عقل؟ وأسأل 'مرسي': هل تنام قرير العين مرتاحاً، بل على العكس عاندت أكثر وصممت على الإعلان الدستوري ثم خرجت بإعلان آخر على وزن 'أحمد والحاج أحمد' ولا يمكنني أن أنسى للجماعة انسحابها في أحداث محمد محمود ويوم سحل البنت المصرية في الميدان، المنافسة على الرئاسة جاءت في إطار خطة التمكين والدفع بمرسي تحديداً لأنه مطيع ويسمع الكلام وملتزم بخط الجماعة ولا يحيد عنه أبداً، وكان هو الاختيار الأفضل لـ'الجماعة' والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح كان حلاً مطروحا قبل أن ينشق عن 'الجماعة' لكنه كان معروفا بأنه مجادل، مكتب الارشاد به ستة عشر عضوا وهو الهيئة العليا للجماعة، وهناك مجلس شورى الجماعة به مائة وثمانون عضوا وللأمانة تحدث العديد من المشاورات لكن في النهاية يصدر قرار واحد يبلغ به محمد مرسي وعليه أن ينفذه، الدكتور محمود عزت هو الرجل الأخطر والرجل الحديدي داخل 'الجماعة'.
الشيخ محمد عبدالله الخطيب
ينوح على الإخوان
المهم، ان هذه الشهادات من أناس لا يزالون على إخوانيتهم بالإضافة إلى كمال الهلباوي وصديقنا وعضو مكتب الارشاد السابق مختار نوح، لا يشير إليها الإخوان وهم يردون على مهاجميهم، ويصورون انفسهم في صورة الأنبياء والصحابة والشهداء المظلومين، وقد سمعت بكاء شديدا يوم الأحد قبل الماضي صادرا من الصفحة الأخيرة من 'الحرية والعدالة'، وقبل أن أرى صوره صاحبه، عرفته من صوته بسبب خبرته به وكان كما توقعت الشيخ محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب الارشاد السابق الذي قال وهو ينوح على الإخوان الذين قتلوا أمام قصر الاتحادية: 'إن تاريخ أعداء الإنسانية مع الإسلام تاريخ طويل بشع استعمل الأعداء فيه كل وسائل الخسة والغدر واستهانوا فيه بكل القيم، وقد تمرد هؤلاء الأعداء على حملة الوحي، ولقد تحمل الأنبياء والرسل والدعاة الى الله ما لم تتحمله الجبال، كيد، مكر، خسة، وإجرام ولقد تمادوا في ذلك حتى تجاوزوا كل الحدود، لقد حوى التاريخ ألوانا من التطاول والعدوان وصد المؤمنين عن عقيدتهم فهاهم أصحاب الأخدود الذين تمسكوا بإيمانهم ورفضوا الاستجابة لغيره، هؤلاء المؤمنون يكبون في الاخدود الذي شقه الظالمون وأوقدوا فيه النيران على مرآى ومسمع من الطواغيت قساة القلوب، أيها المتكبرون في كل زمان ومكان، أيها المتآمرون أيها الكاذبون المصرون على الكذب في كل عصر ومصر إن الله يراكم فلا تستطيعون الاختفاء عنه وإن ملائكته تدون عليكم هذا الإجرام والفسوق واعلموا أن الذين افتريتم عليهم وأتيتموهم والحقتم بهم الأذى فهم هناك قال تعالى 'إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر' 'القمر: 54، 55' إيه أيها الشهداء هنيئاً لكم فقد فزتم وربح البيع ووصلتم الى جنة عرضها السماوات والأرض، وماذا يطلب المسلم أكثر من هذا الفوز وأعظم من هذا الرضوان، إيه يا أباء الشهداء ويا أمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأبناءهم، لقد ضمنتهم الجنة بإذن الله عز وجل فلا حزن بعد اليوم بل روح وريحان وجنة نعيم، اعلموا يا من بطشتم بعباد الله تعالى الأبرار وسلطهم عليهم المرتزقة والأشرار من عبيدكم الذين أضللتموهم، وانتظروا أنتم وهم الوعيد الذي يناسبكم، لقد كان شهداؤنا الأبرار مصابيح في جامعاتهم وفي وظائفهم ومع غيرهم من عباد الله عز وجل وكانوا من الذين يقومون الليل يقطعونه تسبيحاً وقرآناً ويجاهدون النهار يعلنونه خيراً وإحساناً، اللهم تقبلهم في الصالحين واربط على قلوب أهلهم وذويهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر اللهم لنا ولهم، اللهم آمين والله أكبر ولله الحمد'.
ونحن ندعو لهم معه، وكذلك ندعو لمن قتلتهم ميليشيا الجماعة، فكلهم ابناؤنا، ولكن دمهم سيظل عالقا بثياب قادة الجماعة الذين ارسلوهم، للاعتداء على مسالمين حول القصر الجمهوري بحجة حماية رئيسهم الذي كان بإمكانه أن يصدر أوامره للحرس الجمهوري بالإحاطة بالقصر، كما فعل فيما بعد، ودمهم سيظل عالقاً بالذين طلبوا منهم أن يقوموا باختطاف وتعذيب المعارضين وراء أسوار القصر الجمهوري، ورآهم العالم على الهواء مباشرة، ولا أظن أن قادة الجماعة سوف يفلتون من محاسبة قواعدهم فيما بعد، كل هذه الجريمة التي ارتكبوها في حق شبابهم، ثم يتوسلون الآن الى معارضيهم ليقبلوا التحاور معهم، مرة أخرى، كل الأسى والحزن لشباب الجماعة ولغيرهم، ودماؤهم وأرواحهم ستظل تطارد القادة الذين ارسلوهم للاتحادية.
للرئيس مرسي: سننسى معك كل مآسينا
وإلى الرئيس والمعارك الدائرة حوله وبسببه هجوما عليه ودفاعا عنه، ومن الذين دافعوا يوم الخميس كان القارىء علاء عبداللطيف، في قصيدة له نشرتها 'الحرية والعدالة' يوم الخميس في صفحتها - صوتك واصل - التي يشرف عليها زميلنا محمود النجار، وكان عنوانها - إلى الدكتور محمد مرسي، ومن أبياتها:
اليوم عرفناك عالماً رجلاً
ورئيساً نمد إليك أيادينا
سننسى زمانا قد ظلمنا
سننسى معك كل مآسينا
مهما عانيننا لن نخذيك أبداً
فنحن سفينتك وعهدك مراسينا
فامض سيدي قدما
تبارك الذي ولاك فينا'.
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر!
وللمزيد من إضفاء الطابع الديني على الرئيس نشرت 'الأهرام' يوم السبت في صفحتها الثالثة تحقيقاً لزميلنا محمد فؤاد جاء فيه: 'في أجواء روحانية هادئة أدى الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية صلاة الجمعة امس في مسجد القدس بالتجمع الخامس، حيث ظهرت على وجهه علامات التأثر والبكاء خلال الخطبة والصلاة من شدة التأثر بالآيات التي كان يتلوها الخطيب والتي تحذر من النفاق في الأمة، وقد تأثر الرئيس بشدة عندما قرأ الإمام 'ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر' وقال الشيخ أشرف عقب انتهاء الصلاد ان الرئيس أثنى على الخطبة وقال ان مسؤولية الخطابة كبيرة ودعا الله أن يعين الدعاة على تلك المسؤولية.
وقال الرئيس للإمام إن الخطبة تصدت لكثير من صفات الفساد التي ظهرت في المجتمع وقال ان هناك آيات من القرآن الكريم تدعو إلى تحريك عجلة الانتاج تاليا: 'ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات' الآ من سورة الأعراف، وقال إن الرئيس شدد على أهمية كلمة البركات في الآية الكريمة'.
المجتمع لا يهمه الدستور
ولكن يبحث عن لقمة العيش
وفي حقيقة الأمر، فانه من الصعوبة معرفة سبب بكاء الرئيس، هل هو تذكرة النفاق في الأمة والمنافقين أم تذكر الموت؟ فقد نشرت 'الأهرام' يوم الأربعاء قبل الماضي، حديثا مع الدكتور عبدالله الأشعل الأمين العام المنتدب للمجلس القومي لحقوق الإنسان، أجراه معه زميلنا عصام الدين راضي، قال فيه: 'لا أزال حتى الآن معارضاً لما يستحق المعارضة، وأنا ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الدكتور محمد مرسي في 21 نوفمبر الماضي وأتمنى نجاح الرئيس في مهمته وأنا من أشد المنتقدين للرئيس بسبب وجود شخصيات لا تتمتع بكفاءة مطلوبة بجواره ولو كتب لي القدر وأصبحت رئيساً للجمهورية لما سمحت لأحد بالاقتراب من قصر الاتحادية والاعتراض يكون في إطار معين، وكنت سأحتضن الجميع وكنت سأنفذ انجازات منذ اليوم الأول، فهذا المجتمع لا يهمه الدستور ولكن يبحث عن لقمة العيش وليس من الصعب أن يفعل الرئيس هذا، ولكن عليه اختيار من يحب العمل وحكومة قوية، وأي منصب احصل عليه في هذه الدولة، حتى منصب رئيس الجمهورية فهو حق لي يتناسب مع كفاءتي، وإذا قبلت العمل داخل المجلس، فهذه رسالة وليس تعويضا، ويوم 25 من الشهر الجاري سيتم عقد اجتماع، وإذا طلبوا مني قبول المنصب سأقبل على الرغم من أن هذا أقل مما استحق، وإذا كان البعض يقول ان هذا المنصب بسبب دعمي للرئيس فكان من المفترض تعييني فوراً وزير خارجية عن حق وصدق'.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ما هذه النرجسية وذلك الغرور، بصراحة لو كنت في مكانه لطلبت من الرئيس أن يسلفني منصبه لشهر أو على الأقل اسبوع، لأجرب فيه نفسي، وليقول الناس عني، الرئيس أهو، الرئيس أهو، ثم أعيده غليه، وإذا لم يوافق فليعطيني على الأقل منصب وزير الخارجية حتى أغيظ به عدوي عمرو موسى.
ما الحكمة في تحدي المعارضة للرئيس والدستور؟
ويوم السبت قال الأشعل في جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة': 'ما الحكمة في تحدي المعارضة للرئيس والدستور؟ اعتقد أنهم يريدون إبعاد التيار الإسلامي من الحياة العامة وهذا أمر مستحيل، كما انهم يعمدون إلى شل الرئيس حتى يسجلوا عليه فشله في الانجاز، فضلا عن انهم يخططون لضرب مصر عن طريق تشجيع الجوعى والفقراء على الثورة حتى تحل الفوضى ويتم احتلال مصر من خلال أذناب الخارج فيها'. بصراحة، لو كنت مكان مرشد الإخوان أو الرئيس لأصدرت أمراً سلطانيا للمساعدين، امنحوه منصب وزير البصاصين، أي المخابرات أو الداخلية؟ ما هذا المستوى؟ الذي يقبل الإنسان أن ينهي حياته به؟
أبو هشيمة ابن الصعيد وهيفاء وهبي
وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه لا يلوون عمل شيء، فمثلا شن زميلنا جمال سلطان صاحب ورئيس مجلس إدارة وتحرير 'المصريون' هجوما ضد رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة يوم الخميس وقال عنه: 'أبو هشيمة ابن الصعيد يعرف جيدا صدى زواجه من الراقصة هيفاء وهبي في أوساط الرأي العام المصري، وأبو هشيمة يعرف ما يعرفه الجميع من أن هيفاء تقدم في الإعلام المصري والعربي والدولي بوصفها رمزاً فنياً للإثارة الجنسية، وهذا أمر يخصه أو كان يخصه، لكن لا معنى لكي يعطينا كل عدة أيام دروساً في الأخلاق، ولأمر ما، حرص على شراء بعض الصحف والقنوات الفضائية التي يظهر من خلالها كل فترة ليتحدث عن امجاده وأفضاله على مصر، والتي تنحصر تقريبا في زواجه من بنت الملك فلان أو الأمير علان ثم يسارع جنابه لنفي هذه الأخبار المغرضة، وتلك لعبة سخيفة وقديمة لم يعد الإعلام المحترم يمارسها إلا للممثلين درجة ثالثة الذين يريدون تسويق أنفسهم أو البحث عن دور'.
من حكم أبو هشيمة السياسية
وجمال يشير إلى الحديث الذي أذاعته قناة النهار، يوم الثلاثاء لأبو هشيمة وأجراه معه زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع'، وأبو هشيمة، يمتلك فيها وفي النهار حصة من الاسهم الحاكمة، وقد أعادت الجريدة في نفس اليوم - الخميس - نشر الحديث - ومن حكم أبو هشيمة السياسية قوله: 'الايجابي في الاستفتاء أن الصوت المصري أصبح له قيمة بغض النظر عن نعم أو لا، والرئيس دعا لمبادرة للتوافق والحوار حول نقاط الاختلاف حول الدستور ووعد بعرضها على مجلس الشعب الذي أثق انه سيكون وطنياً، الإعلام المصري قوي ويمكنه التأثير إذا اتخذ المسلك الايجابي في مناقشة المشكلات وعدم إشعال الأوضاع، والطوابير التي شهدناها في الاستفتاء جديدة علينا، ونحن في سنة أولى ديمقراطية وكنا نتمنى مشاركة أكبر'.
وقال ايضا: 'طلاقي من الفنانة هيفاء وهبي تم بشكل راق، تزوجنا على سنة الله ورسوله لمدة ست سنوات وتم الطلاق في العلن وكل ما أشيع حول هذا الموضوع خاطيء تماما ولا اساس له من الصحة إلا ما نشرته هيفاء على حسابها الشخصي على الانترنت وأن السبب في الطلاق هو اختلاف وجهات النظر فقط، واحترمها، وسأظل احترمها طول العمر'.
ملابسات مهاجمة مقر الوفد ما زالت غامضة
وفي نفس اليوم - الخميس - تعرض جمال وشقيقه محمود الى هجوم عنيف في 'الوفد' في تحقيق على نصف صفحة أعده زميلنا محمد شعبان، ردا على قول جمال ومحمود والجريدة أن الهجوم الذي تعرض له مقر وصحيفة حزب الوفد مدبر من الوفد لإلصاق التهمة بحازم أبو إسماعيل وأنصاره ومما قال شعبان عنهما: 'ظهرت 'المصريون' في توقيت غامض بتمويل غير معلوم وتخصصت منذ اليوم الاول للهجوم على الثوار والحركات الثورية وتناسى الرجل أن موقعه الذي حمل نفس الاسم امتدح عصر مبارك وما كان يحدث فيه رغم انه فتح نافذة الموقع لجماعة الإخوان إلا أن نصيب الحزب الوطني كان كبيرا ايضا بالمقارنة بنفاق الحزب المنحل، والآن يعود 'سلطان' وأخوه على جثث شهداء الثورة ليمتطيا جواد الصحيفة المستقلة ولكنهما سقطا من فوق بعد العدد الأول الذي أظهر انحيازه الفاضح للإسلاميين المتشددين الممولين ويعلن انه لا ينتمي على أي فصيل سياسي ويتقمص دور المناضل وهو في الحقيقة تطوع للدفاع عن الإخوان وممارساتهم وخصص مساحات لدعاة الفطر المتشدد ليهاجموا المعارضة لعله يتذوق من عسل السلطة ما يريد، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات كانت مواقف جمال سلطان متشددة فهو كان يدعو إلى الإسلام المتشدد وألف عدة كتب في السعودية في هذا الإطار ووجدت رواجاً هائلاً وهو ما وضعه في خانة المفكرين الإسلاميين وأحدثت علامة فارقة في تاريخ الرجل الذي عرف معنى الثورة من خلال كتب التشدد، ووجد لنفسه داعمين لفكره في السعودية وبعض دول الخليج، فشل هو وأخوه محمود سلطان في أن يحقق الانتشار الذي كان يريده من الجريدة رغم الدعم الإخواني لها، لماذا لم يجب جمال سلطان عن شائعات ترددت عن تلقيه تمويلا من دول خليجية كبرى وأن هناك أحد رجال الأعمال الإسلاميين اشترى الحصة الأكبر في جريدته وهو الذي يمولها الآن بل انه الذي سيمول قناة المصريين الفضائية التي ينوي سلطان إطلاقها قريباً'.
الغيطاني يناصر هيكل ضد عصام العريان
ايضاً، خاض زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني يوم الخميس معركة في 'الوطن' ضد صديقنا وعضو مكتب الارشاد الدكتور عصام العريان بسبب هجومه على استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، فقال عنه: 'يعطيني الانطباع أنه ارتضى لنفسه مكانة تشبه 'بتاع' الميكروباص لا يقود لكنه يجمع الأجرة ويعلق على المسار اتجنب الخوض في التشبيهات ولا أريد قط الانزلاق الى السباب الذي أصبح ظاهرة في النقاش بين من يفترض أنهم النخبة، السباب وسيلة العاجز وفي الأغلب يمتد الى صاحبه إذا كان مجحفاً أو متجاوزاً، أغرب ما سمعته من العريان معايرة الاستاذ بسنه هل من المعقول أن يصدر ذلك عن إنسان عاقل ومسلم في الوقت نفسه؟ هل أذنب الاستاذ في بلوغه التسعين؟ هل آتي مخالفة للنواميس الطبيعية لأنه احتفظ بلياقته الذهنية والفكرية؟ هل أذنب أم أن هذا ما قدره الله له؟ لكن يبدو أن القيادي في الجماعة له رؤية أخرى أياً ما كانت فلا يمكن في افضل الأحوال إلا اعتبارها سقطة أخلاقية وإنسانية من الأفضل ان يحاوره فيما قاله وأن يجادله بالتي هي أحسن، إنه السباب الأعجب والأغرب والجدير بالتأمل في التكوين الذي أفرز مثل هذا المستوى الغريب الذي لا يمكن ان يصدر عن إنسان عاقل فما البال بوصف انه قيادي في جماعة تتخذ من الإسلام غطاء؟'.
المهم، انه يوم السبت ذكر زميلنا جمال سلطان ان أحمد أبو هشيمة اتصل به وأوضح له موقفه، وقال جمال: 'ربنا يوفقك يا أستاذ أحمد وحقك علينا'.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق