تعرض السلطات الجزائرية لضغوط متصاعدة من الولايات المتحدة الامريكية
وفرنسا من اجل ان تلعب دورا قياديا في القوات الافريقية التي ستتولى غزو
دولة مالي على حدودها الجنوبية للقضاء على الجماعات الاسلامية المتحالفة مع
الطوارق التي سيطرت على اقليم ازواد واقامت دولة طبقت الشريعة الاسلامية
فيها.
رفض الجزائر ومقاومتها لهذه الضغوط جاء قرارا حكيما، لان التدخل العسكري المدعوم امريكيا سيؤدي الى خدمة جماعات التشدد الاسلامي علاوة على ان نتائجه غير مضمونة على الاطلاق.
علمتنا تجارب التدخل العسكري الامريكي في بلداننا الاسلامية انه ربما ينجح في حل المشكلة الاساسية التي جاء من اجلها، ولكنه يخلق مشاكل اخرى اكثر خطورة، وما حدث في العراق، ويحدث حاليا في افغانستان، وبدرجة اقل في الصومال هو الدليل الابرز الذي يؤكد هذه الحقيقة.
بالامس اعلنت الجزائر عن اتخاذ اجراءات مشددة على حدودها الجنوبية مع مالي استعدادا لمواجهة اي تبعات يمكن ان تترتب على التدخل العسكري الاقليمي ضد الجماعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر على شمال مالي منذ اكثر من سبعة اشهر، وقال متحدث باسم الحكومة 'ان الجزائر ستستبق اي تطورات ممكنة على مستوى منطقة الساحل، وستتخذ بالتالي، وبشكل سيادي، الاجراءات الملائمة، لضمان الدفاع عن مصالحها، وتوفير الحماية القصوى لحدودها'.
دول غرب افريقيا بزعامة النيجر قررت تشكيل قوة من 3300 جندي للتدخل لانهاء التمرد في اقليم ازواد، بدعم من الولايات المتحدة اثناء اجتماع عقد من اجل هذا الهدف في مدينة ابوجا النيجرية يوم الاحد الماضي.
هذه القوة، ومهما بلغت درجة تسليحها، لن تتمكن بسهولة من القضاء على الوضع في شمال مالي واعادة الهدوء الى المنطقة، واذا نجحت في مهمتها هذه، فان هذا النجاح سيكون مؤقتا، وسيؤدي التدخل، بغض النظر عن نجاحه او فشله، الى زعزعة استقرار دول الساحل جميعا.
الجماعات الاسلامية المتشددة في شمال افريقيا ودول الساحل تتمتع بنفوذ قوي، وتجمع بين اهم قوتين في المنطقة في تحالف واحد، وهو قبائل الطوارق البربرية والجماعات الاسلامية التي تتبنى عقيدة مشابهة لعقيدة تنظيم 'القاعدة' ونحن نتحدث هنا عن جماعة انصار الشريعة وبدرجة اقل انصار الدين الاسلامي وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وفرعه في منطقة الساحل.
السيد عمار بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية كان محقا عندما وصف التدخل العسكري في شمال مالي بالخطأ الكارثي، وطرح مبدأ الحوار كمخرج من هذه الازمة.
الجزائر اكثر دولة في المنطقة خبرة في حرب العصابات، واستخدام الحلول العسكرية لمواجهة الجماعات الاسلامية، فقد عانت من حرب اهلية استمرت ما يقرب من عشر سنوات خسر الشعب الجزائري خلالها ما يقرب من 200 الف انسان، وما زالت بعض ذيول هذا الصراع مستمرة حتى الآن، ولذلك فان السيد بلاني يعرف ما يقول جيدا.
الخوف ان تتعرض الجزائر الى انتقام امريكي اوروبي بسبب رفضها التجاوب مع جهود السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية التي زارت عاصمتها من اجل ان تكون القوات الجزائرية رأس حربة في التدخل العسكري في شمال مالي. وايا كان هذا الانتقام الامريكي اذا ما حدث، فانه سيكون اقل تكلفة بكثير من نتائج اي تورط في مالي.
امريكا ارسلت طائرات حلف الناتو لاطاحة النظام في ليبيا، وحققت فعلا هذا الهدف بمساعدة اوروبية وعربية، ولكنها حولت ليبيا الى دولة فاشلة وفتحتها على مصراعيها امام الجماعات الجهادية، و'القاعدة 'على وجه الخصوص، ومكنت هذه الجماعات من الحصول على اسلحة حديثة متطورة لم تحلم بها منذ تأسيسها.
الا يذكرنا هذا التدخل العسكري الامريكي في ليبيا ونتائجه بالغزو الامريكي للعراق؟
لا نستغرب ان يكون التدخل المقبل في شمال مالي لا يقل خطورة عن هذين التدخلين في ليبيا والعراق وقبلهما افغانستان
رفض الجزائر ومقاومتها لهذه الضغوط جاء قرارا حكيما، لان التدخل العسكري المدعوم امريكيا سيؤدي الى خدمة جماعات التشدد الاسلامي علاوة على ان نتائجه غير مضمونة على الاطلاق.
علمتنا تجارب التدخل العسكري الامريكي في بلداننا الاسلامية انه ربما ينجح في حل المشكلة الاساسية التي جاء من اجلها، ولكنه يخلق مشاكل اخرى اكثر خطورة، وما حدث في العراق، ويحدث حاليا في افغانستان، وبدرجة اقل في الصومال هو الدليل الابرز الذي يؤكد هذه الحقيقة.
بالامس اعلنت الجزائر عن اتخاذ اجراءات مشددة على حدودها الجنوبية مع مالي استعدادا لمواجهة اي تبعات يمكن ان تترتب على التدخل العسكري الاقليمي ضد الجماعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر على شمال مالي منذ اكثر من سبعة اشهر، وقال متحدث باسم الحكومة 'ان الجزائر ستستبق اي تطورات ممكنة على مستوى منطقة الساحل، وستتخذ بالتالي، وبشكل سيادي، الاجراءات الملائمة، لضمان الدفاع عن مصالحها، وتوفير الحماية القصوى لحدودها'.
دول غرب افريقيا بزعامة النيجر قررت تشكيل قوة من 3300 جندي للتدخل لانهاء التمرد في اقليم ازواد، بدعم من الولايات المتحدة اثناء اجتماع عقد من اجل هذا الهدف في مدينة ابوجا النيجرية يوم الاحد الماضي.
هذه القوة، ومهما بلغت درجة تسليحها، لن تتمكن بسهولة من القضاء على الوضع في شمال مالي واعادة الهدوء الى المنطقة، واذا نجحت في مهمتها هذه، فان هذا النجاح سيكون مؤقتا، وسيؤدي التدخل، بغض النظر عن نجاحه او فشله، الى زعزعة استقرار دول الساحل جميعا.
الجماعات الاسلامية المتشددة في شمال افريقيا ودول الساحل تتمتع بنفوذ قوي، وتجمع بين اهم قوتين في المنطقة في تحالف واحد، وهو قبائل الطوارق البربرية والجماعات الاسلامية التي تتبنى عقيدة مشابهة لعقيدة تنظيم 'القاعدة' ونحن نتحدث هنا عن جماعة انصار الشريعة وبدرجة اقل انصار الدين الاسلامي وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وفرعه في منطقة الساحل.
السيد عمار بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية كان محقا عندما وصف التدخل العسكري في شمال مالي بالخطأ الكارثي، وطرح مبدأ الحوار كمخرج من هذه الازمة.
الجزائر اكثر دولة في المنطقة خبرة في حرب العصابات، واستخدام الحلول العسكرية لمواجهة الجماعات الاسلامية، فقد عانت من حرب اهلية استمرت ما يقرب من عشر سنوات خسر الشعب الجزائري خلالها ما يقرب من 200 الف انسان، وما زالت بعض ذيول هذا الصراع مستمرة حتى الآن، ولذلك فان السيد بلاني يعرف ما يقول جيدا.
الخوف ان تتعرض الجزائر الى انتقام امريكي اوروبي بسبب رفضها التجاوب مع جهود السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية التي زارت عاصمتها من اجل ان تكون القوات الجزائرية رأس حربة في التدخل العسكري في شمال مالي. وايا كان هذا الانتقام الامريكي اذا ما حدث، فانه سيكون اقل تكلفة بكثير من نتائج اي تورط في مالي.
امريكا ارسلت طائرات حلف الناتو لاطاحة النظام في ليبيا، وحققت فعلا هذا الهدف بمساعدة اوروبية وعربية، ولكنها حولت ليبيا الى دولة فاشلة وفتحتها على مصراعيها امام الجماعات الجهادية، و'القاعدة 'على وجه الخصوص، ومكنت هذه الجماعات من الحصول على اسلحة حديثة متطورة لم تحلم بها منذ تأسيسها.
الا يذكرنا هذا التدخل العسكري الامريكي في ليبيا ونتائجه بالغزو الامريكي للعراق؟
لا نستغرب ان يكون التدخل المقبل في شمال مالي لا يقل خطورة عن هذين التدخلين في ليبيا والعراق وقبلهما افغانستان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق