الاثنين، 11 فبراير 2013

صبحكم الله بالأمن والإيمان, ورضى الرحمن, وأجاركم من نزغات الشيطان.أسرار الانقلاب الفاشل في تونس


صبحكم الله بالأمن والإيمان, ورضى الرحمن, وأجاركم من نزغات الشيطان 

أسرار الانقلاب الفاشل في تونس
يشمل النقل المباشر اليوم كلّ الأحداث الخطيرة التي يمكن أن تغيّر مصير الشعوب. وكما شاهدنا على شاشاتنا تفاصيل الحرب على العراق وعلى غزّة ...، نقلت لنا الفضائيّات المقتدرة على الهواء أطوار الثورات السلميّة من تونس إلى البحرين ومازالت تقذفنا بحوادث الثورة الدمويّة في سوريا كما فعلت مع أختها في ليبيا.
والجديد في هذا النوع من المواكبة الإعلاميّة الآنيّة يأتي من تونس وهي تعيش على وقع المؤامرات الانقلابيّة في انسجام عجيب مع مؤامرات من جنسها تعمل على إدخال مصر في الفوضى.
لقد كانت أكثر الانقلابات العسكريّة والسياسيّة تحاك في الخفاء وتُـنفّذ بغتة، أمّا اليوم فالانقلابات تجري أمامنا وفق خطط مكشوفة. والمفاجأة أنّ هذا النوع يحقّق رغم علنـيّـته بعض المكاسب ولعلّه يقترب في تونس من النجاح النهائيّ في حالة الإطاحة بشرعيّة الصندوق وتقديم الحكم للانتهازيّين الذين يتحيّنون الفرص للانقضاض على السلطة بمشروعيّة مزيّفة تسمّى التوافقيّة... وبعد الاغتيال، اخترعوا 'شرعيّة الدم' متسلّحين بالصندوق الذي نقل بلعيد إلى مثواه الأخير. صندوق أو نعش سارت خلفه حشود كبيرة تمّ استثمارها في مختلف الحوارات التي أقيمت على هامش الجنازة وكأنّها بيعة شعبيّة للمعارضة التي تنادي بانتهاء شرعيّة صناديق الانتخاب. وهم بذلك دعاة فراغ بخطّة فاشلة رغم الدعم الأجنبيّ الذي ساندها.
وبعيدا عن العواطف الحزينة والمشاعر الغاضبة التي رافقت الساعات الأولى من حدث الاغتيال والتي أخمدت صوت العقل وأزاحت العقلاء من المشهد الإعلاميّ، يتوجّب على النخبة السياسيّة الاعتراف بفشلها فشلا ذريعا في التعامل مع ذلك المصاب بالمستوى المطلوب من التعقّل والحكمة. فقد وقعت مرّة أخرى في فخّ حب الظهور والبروز للاستفادة من جريمة سياسيّة سرعان ما وُظّفت لتحقيق المكاسب الحزبيّة ودم الفقيد لم يجفّ بعد. كنت أتمنّى شخصيّا أن يعتذر كلّ السياسيّين عن الذهاب إلى ساحات الوغى والغوغاء التي دأبت قنواتنا التونسيّة على فتحها. كان عليهم أن ينتظروا يوما أو يومين احتراما لتلك الروح التي أزهقت بيد غادرة لا تحبّ الخير لهذا الوطن، فيكتفوا بتصريحات مقتضبة وينأوا بأنفسهم عن التراشق بالتهم وتصفية الحسابات كما حدث على التونسيّة ونسمة وحنبعل والوطنيّة، بالإضافة إلى فرانس 24. ولكنّ ما حدث في تلك القنوات كان على الأرجح حلقة مخطّطا لها تابعة للحلقات التي سبقتها والتي ستعقبها في مسار المؤامرة التي تستهدف ثورة الشعب التونسيّ المسالم. والخطّة قيد التنفيذ على الهواء مباشرة في شكل صراع بين فرقاء تجمعهم أحزاب تتنافر حينا وتجتمع حينا آخر في جبهات وتحالفات، وتنقسم اليوم إلى قوى ديمقراطيّة تقدّميّة، وأخرى رجعيّة ظلاميّة حسب المعايير الفرنسيّة التي دخلت على الخطّ بعد مقدّمات ذكرناها منذ شهر في هذه الزاوية تحت عنوان: حرب في مالي وتونس على القائمة.

تونس المستعمرة

بعد أن شوّه برنامج 'المبعوث الخاص' على فضائيّة فرانس2، (قبل شهر) صورة تونس بمغالطات لا حصر لها، في بادرة استباقيّة أو تمهيديّة أو توليديّة للجريمة التي وقعت، كشفت عمليّة اغتيال بلعيد الموقف الفرنسيّ المعادي لثورة الشعب التونسيّ بشطب تونس من قائمة بلدان الربيع العربي، وكأنّ فرنسا حارسة لذلك الربيع او راعية له أو عاملة على إنجاحه، وهي التي ساندت بن علي إلى آخر رمق في نظامه. وفي سياق زلّة اللسان التي وقعت فيها قارئة الأخبار على فرانس 24 فوصفت تونس بالمستعمرة، تحدّث وزير الداخليّة الفرنسي إيمانيال فالس عن تونس وكأنّها مقاطعة تابعة لبلاده، فقال:'إنّها لم تعد مثالا للربيع العربيّ' وألحقها بقرار منه بالبلدان الظلاميّة التي تهدّد القيم الديمقراطيّة في تونس وفي حوض المتوسّط، وتجعل باريس في حالة انشغال وقلق. والأخطر من كلّ ذلك أنّه طمأن الصحفيّ من (إذاعة أوروبا الأولى) بأنّ 'فرنسا ستساعد القوى الديمقراطيّة' حتّى تعيد البلاد إلى الجادّة الصحيحة وتنقذ مسارها من الأخطار التي تهدّد استقرارها، فتونس سقطت في قبضة 'القوى الرجعيّة التي تشكّل خطرا على مكاسب النساء وتجبرهنّ على التحجّب' على حدّ قول هذا الوزير المتحامل، حمّال الحطب.
الصحفيّ الذي حاور الوزير حوّل تونس إلى بلد يعيش وضعا مشابها لمالي أو سوريا وتساءل عن مصير اللاجئين التونسيين الذين سيفرّون من الحرب أو الظلام أو الحجاب أو الخطر الداهم الذي قد يكون ديمقراطيّة وتحرّرا من كلّ أشكال الهيمنة السابقة التي كانت فرنسا حارسة لها، فقال الوزير مطمئنا للصحفيّ وللتونسيّين: 'فرنسا كانت ومازالت، أرض غوث وحماية'. كلام خطير كهذا، لم يغضب، وسائل إعلامنا الوطنيّة، فمرّ دون ضجيج يذكر، وأهملت ردّ وزير الخارجيّة الذي شاهدناه على الجزيرة فقط. وبنفس الإهمال، تجاهلت 'القوى الديمقراطية' ذلك التدخّل بصمت مطبق والسكوت من علامات الرضا. وكلّ ذلك يكشف مدى التنسيق بين فرنسا راعية الديمقراطية و'معارضتنا الوطنيّة التقدميّة الحداثيّة' التي تصلح دون غيرها لحكمنا وتطمع في الوصول إلى ذلك بواسطة النعوش الانتخابيّة والعروش الأجنبيّة.

الجمعة، 1 فبراير 2013

( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة 186


( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة 186

صورة ال سعود


قضية الأحواز


لن تموت قضية الأحواز بإذن الله طالما كان فيها هؤلاء الشباب الذين يضحون بحياتهم ثمنًا لبقاء قضيتهم حية، ويتعرضون للبطش الإيراني دون انتظار جزاء دنيوي، وغاية أملهم رضا الله سبحانه.
فلم يُبغض الإيرانيون أحدًا بغضهم للأحواز؛ لأنهم يجمعون الصفتين اللتين يبغضونهما ويبغضون أصحابهما، فالأحواز من حيث العرق والنسب واللسان ينتمون للعربية التي لا تزال إيران الفارسية تحاربها بكل ما أوتيت من قوة، وهم في نفس الوقت مسلمون سُنِّيُّون، وهم أبغض لـ"الشيعة" الإيرانيين من اليهود والنصارى.
ومن أجل تينك الصفتين بذلت السلطات الإيرانية الغاشمة قصارى جهدها لإفناء وإذلال وتركيع المسلمين السنة في عرب الأحواز، منذ أن اعتلت سدة الحكم فيها تلك الطغمة الآثمة من الشيعة الاثني عشرية.
ولذلك كثرت المقاومة الأحوازية لسلوكيات العصابة الهمجية الشيعية، التي دأبت منذ احتلال عربستان على:
- مَنْع تدريس اللغة العربية، ومصادرة الكتب العربية.
- وفَرْض التعليم باللغة الفارسية.
- فَرْض اللغة الفارسية على المحاكم الأحوازية، ومنع اللغة العربية فيها.
- فَرْض الحُكم العسكريّ الفارسيّ.
- حرمان الشعب الأحوازي من أبسط الحقوق السياسية، كحق الانتخاب والترشيح وممارسة نشاطاتهم أو تقرير مصيرهم باعتبارهم دولة محتلة مغتصَبة من ما يقارب المائة عام.
- الاستيلاء على الأراضي الزراعية المملوكة للعرب وتحويلها لملاّك فارسيين، وتحويل مجرى الأنهار التي تصب في عربستان لمسارات لتصل للجانب الفارسي.
- محاولة تغيير التركيبة الديموغرافية في عربستان بإقامة مستعمرات فارسية، حيث يتم دفع فارسيين إليها ليزيد عددهم مع محاولة دائمة لتقليل عدد العرب بالقتل المتعمد، والإهمال الطبي والجراحي.
- فرض حملات "تفريس" متعمدة ومستمرة بتغيير واستبدال كل الأسماء العربية بأسماء فارسية، بل ومنع استخدام أسماء عربية للمواليد الجدد وفرض أسماء فارسية عليهم.
- معاملتهم معاملة سيئة جدًّا بفرض الضرائب الشديدة والمرهقة مع الملاحقة الأمنية الدائمة، مع مزيدٍ من عمليات سجن واعتقال وقتل وإعدام مستمر لا ينقطع.
- منع الأحواز العرب من التحدث باللغة العربية.
- المنع من التسمي بأسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- تجريم رسم علم الدولة الأحوازية، ومن يرسمه يُحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 أعوام.
- حظر ارتداء الشال العربي؛ لدلالته على العروبة وتسجن من يلبسه 6 أشهر.
ولهذا كان لا بد وأن يثور الأحوازيون كما ثاروا دومًا، وستظل الثورة مشتعلة متقدة فيهم، ولن تخبو بإذن الله حتى يعيشوا كرامًا في وطنهم، أو يلقوا ربهم شهداء في سبيله.
وفي ميدان التحرير في مصر الذي صار رمزًا للثورة والثوار في كل مكان وصار مأوى للمستضعفين، قام أحد الشباب الثائر من عرب الأحواز بإيقاد شعلة البدء في الثورة على النظام الطاغي الإيراني، فأعلن حمد العامري -وهو بحسب ما أعلن عن نفسه أنه ممثل دولة الأحواز العربية بمصر- انطلاق الثورة الأحوازية من ميدان التحرير (الشهداء) وذلك في يوم الأربعاء 22 أغسطس، معلنًا انطلاق الثورة الأحوازية بالداخل؛ ليطلب من القوى الثورية والسياسية المصرية والعربية وكل أحرار العالم أن يتقدموا بدعمهم المادي والمعنوي -بحسب ما يستطيعون- لثورة الأحواز العرب؛ حتى يرزقهم الله بالتحرير من الاحتلال الإيراني.
وفي أول أيام الثورة والتي بدأت منذ أول أيام عيد الفطر المبارك، هاجمت المقاومة الأحوازية مركزًا أمنيًّا تابعًا للاحتلال الإيراني في عاصمة الأحواز المحتلة.
ونتج عن ذلك الهجوم وقوع جرحى من جنود الاحتلال الفارسي، واضطرت شرطة مدينة الأحواز لإعلان حالة الطوارئ، وجهزت جنودها بدروع مضادة للرصاص.
ولم يفت في عضد هؤلاء المجاهدين قيام الحكومة الفارسية بالاعتقالات الدائمة والتي تتزايد روتينيًّا قبيل الأعياد الإسلامية كإجراء انتقامي وإذلالي من العرب الأحواز، فقد قامت السلطات الإيرانية بمزيد من الاعتقالات العشوائية سبقت يوم عيد الفطر المبارك، واستمرت خلال شهر رمضان المبارك الذي اغتالت فيه عددًا كبيرًا من المواطنين الأحوازيين، وأصدرت أحكام إعدام ظالمة ضد أعداد كبيرة أخرى.
وعلى الرغم من مشكلات سببتها إيران بمشروعها التوسعي وتدخلت لنصرة الأقلية الشيعية العلوية في سوريا على أهل السنة، فهل سيحاول العرب والمسلمون أن يساندوا تلك الثورة الإسلامية العربية السنية على الظلم الشيعي؟ أم سيتوارون خجلاً ورغبة في السلامة؟!!
وهل سيستثمرون الفرصة أم سيتركون إخوانهم نهبًا للشيعة الفرس وحدهم مرة أخرى؟

الهند.جريمة هنا وأخرى هناك بحق المسلمين

أصبح من غير المألوف أن يمضي يوم دون أن نسمع فيه عن جريمة هنا وأخرى هناك بحق المسلمين، فما من يوم يمر إلا ودماء زكية تُسفك، وأعراض تنتهك، تحت سمع وبصر العالم، ذلك العالم الأصم الأبكم عن مآسي المسلمين دون غيرهم.
يموت المئات بل والألوف من المسلمين ولا مغيث لهم ولا منافح ومدافع عنهم، وفي المقابل تقوم الدنيا ولا تقعد لأجل تمثال هُدم أو حيوان أهين، أو رواية فجّة مُنعت! وتعلو طنطنات من لا خلاق لهم وزمزماتهم مطالبين بحقوق (الأقليات من غير المسلمين) -زعمًا- تاركين أبناء المسلمين ضحية سهلة لجماعات الإرهاب وكيانات البغي.
وصرنا نحن المسلمين نتحول من مأساة إلى مأساة أخرى، ونخرج من حرب إلى التي تليها، وبتنا نتلظى بين مطارق الباطل وسنادين البغي والنفاق، وصار العالم بمختلف عرقياته ولغاته ودوله موحدًا علينا، وقد تداعى علينا كما تداعى الأكلة على قصعتها.
فبعد مأساة بورما وما حصل للمسلمين هناك، من قتلٍ وانتهاك للأعراض وتشريد، تجددت الأحداث بنفس الطريقة في ولاية آسام الهندية، حيث هاجم مسلحون من قبائل بودو البوذية بالولاية السكان المسلمين اعتقادًا منهم بأنهم وراء جريمة قتل لأربعة شبان بوذيين، وكأن مأساة بورما تعاد مرة أخرى، حيث أشيع في أحداث بورما أنها كانت نتيجة لاعتقاد السكان البوذيين أن مسلمًا اعتدى على فتاة بوذية، وهو مسلسل مكرر في غالب الاعتداءات، وكأنها أعمال مدبرة لتبرير ما يعقبها من عمليات قتل وتهجير واعتداء على الأقليات المسلمة.
فقد ارتكبت ميليشيات بوذية في ولاية آسام الهندية الحدودية القريبة من بورما - مجزرة بحق المسلمين في آسام، راح ضحيتها العشرات وأصيب 400 بحسب إحصائيات أولية، فيما نزح أكثر من 50 ألف مسلم إلى مناطق هندية داخلية بعد حرق 500 قرية، كما واجهتهم قوات الشرطة بقمع أمني غير مسبوق، وفتحت النار على الاحتجاجات، وأسفرت المواجهات عن نزوح أكثر من 50 ألف شخص إلى معسكرات الإغاثة هربًا من المواجهات.
وذكرت قناة "سي إن إن إي بي إم" الإخبارية الهندية الثلاثاء الماضي أن أعمال العنف العرقي تصاعدت في منطقة "كوكراجهار" بولاية "آسام" الواقعة في شمال شرق البلاد، حيث انتشرت في المناطق المجاورة مثل شيرانج، وتحولت إلى احتجاجات قطعت خلالها خطوط السكك الحديدية.
يذكر أن أحداث العنف التي تشهدها آسام نتيجة تجاوزات البوذيين والهندوس هذه الأيام ليست الأولى من نوعها، وإنما هي أحداث متكررة، تتكرر من حين لآخر، وقد كان أعنفها أحداث آسام عام 1984م، والتي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين، فنسأل الله ألاّ تتكرر وأن يتم تجاوز الأزمة الحالية والسيطرة على الوضع، وحماية إخواننا المسلمين هناك من بطش البوذيين والهندوس.
ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في حدوده مع الصين وميانمار وبنجلاديش وبوتان أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية، ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947م، ويسود شعور بمعاداة الوافدين خصوصًا المسلمين منهم بين أبناء القبائل التي تسكن ولاية آسام، وهي قبائل يدين أغلبية أبنائها بالديانة الهندوسية، وبعضهم تحول إلى المسيحية خلال القرون الثلاثة الماضية.
ويمثل المسلمون في آسام Assam نسبة 30.9% من إجمالي عدد سكان الولاية، حيث تعتبر ثاني الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير، ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة.
وتقع ولاية آسّام في الجزء الشمالي الشرقي من الهند، إلى الشمال الشرقي من دولة بنجلاديش، ويحدها من الشمال والشمال الغربي دولة بوتان، والمقاطعة الاتحادية أروناشال براديش، ومن الشرق ولايتا ناجَلاند ومانيبور اللتان تفصلانها عن أراضي دولة ميانمار (بورما)، ومن الجنوب المقاطعة الاتحادية ميزورام وولاية تريبورا الهندية اللتان تفصلانها عن بنجلاديش، وإلى الغرب منها تقع أراضي دولة بنجلاديش، وولايتا ميغالايا والبنغال الغربية، وتتصل هذه الولاية في أقصى الشمال الغربي منها ببقية أراضي الهند ببرزخ ضيق يمر بأراضي ولاية البنغال الغربية يقع بين أراضي دولتي بوتان وبنجلاديش.



هل استهدف سلاح الجو الاسرائيلي معهد الابحاث ام قافلة عسكرية كانت متوجهة للبنان؟

هل استهدف سلاح الجو الاسرائيلي معهد الابحاث ام قافلة عسكرية كانت متوجهة للبنان؟ معظم التعليقات الصحافية قالت ان اسرائيل نفذت ما هددت به منذ ايام وهو التحرك حالة وجدت ان هناك اسلحة تنقل الى حزب الله، وانها لن تتسامح مع وصول اسلحة متقدمة او غير تقليدية اليه.
وفي الوقت الذي اعلن فيه النظام السوري عن وقوع الهجوم وانه استهدف مركز البحوث والدراسات العلمية بجمرايا- بالقلمون قرب الحدود مع لبنان.
قال مسؤولون امريكيون ان هجوم يوم الاربعاء استهدف تدمير اسلحة كانت ستنقل لحزب الله اللبناني. وقال المسؤولون الذين تحدثوا الى صحيفة 'نيويورك تايمز' ان اسرائيل اخبرت الحكومة الامريكية بنيتها التحرك العسكري، حيث سافر الجنرال افيف كوتشافي، رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لواشنطن واجتمع مع قادة البنتاغون.

لن يرد

وتظهر الضربة تصميما اسرائيليا على منع حزب الله من الاستفادة من الفوضى التي تعيشها سورية، فقد قررت اسرائيل الهجوم وهي تعرف ان النظام السوري المتداعي والذي يواجه حربا مستعرة لن يكون قادرا على الرد، فهو لم يرد على الهجوم السابق، قبل خمسة اعوام عندما ضربت اسرائيل منشأة نووية عام 2007، لا تزال اسرائيل ترفض تأكيدها، وكان النظام في حينه في اوج قوته، وفي هذه الحالة رفضت اسرائيل تأكيد الحادث الاخير، ولكنه جاء بعد سلسلة من التهديدات التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية انها ستتحرك حالة تم نقل ترسانة السلاح الكيماوي السوري من اماكنها، وان اسرائيل مستعدة للتدخل العسكري حالة تأكدت من ان هذه الاسلحة في طريقها لحزب الله. وكانت اسرائيل قد نشرت نظامها الصاروخي ـ القبة الحديدية في الشمال قرب حيفا والتي وصلت اليها صواريخ حزب الله في عام 2006. ومع ان سورية واسرائيل في حالة حرب الا انهما عاشتا نوعا من السلام او الهدوء الحذر.
وفي الوقت الذي راقبت فيه اسرائيل ما يجري في سورية منذ عام 2011 وحاولت البقاء على الحياد خشية ان يؤدي تدخلها لاشعال حرب بينها وبين حزب الله وايران، الا انها تحركت عندما شعرت ان الحرب تقترب منها، حيث قصفت وحدة مدفعية سورية وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بعد ان وصلت بعض القذائف السورية الى داخل الحدود الاسرائيلية.
وفي الوضع الحالي يرى المحللون ان اسرائيل ضربت وهي تعرف ان النظام السوري لن يكون قادرا على الرد او سيمتنع عن الرد، وذلك بحسب ما نقله موقع انترنت عن داني ياتوم، مدير الاستخبارات الاسرائيلية السابق - الموساد - ان الوضع قابل للتدهور لكن تقييمه يقول ان ردا انتقاميا لن يحدث لانه لا سورية او حزب الله مهتمان بالانتقام، لان نظام بشار الاسد يعيش ازمة، فيما يقوم حزب الله بتقديم المساعدة اليه ويحاول في الوقت نفسه مواصلة الحصول على الاسلحة ونقلها عبر سورية ولهذا فليس من مصلحتهما توسيع دائرة الحرب.

تداعيات اقليمية


وينظر الى الهجوم الذي عبرت الحكومة الروسية عن قلقها من حدوثه باعتبار انه جاء بدون استفزاز سوري، ان الحرب الاهلية قابلة للتوسع وجر جيران سورية الى دوامتها. فمن جهة اعلنت ايران عن تحذيرها من التدخل الخارجي في سورية وتقوم بدعم النظام السوري بالمستشارين وعناصر من لواء القدس في الحرس الثوري الايراني، وتنقل اليه الاسلحة مستخدمة المجال الجوي العراقي كما كشفت تقارير صحافية امريكية. ومن جهة اخرى يلعب حزب الله دورا مهما في الساحة السياسية اللبنانية.
ويقدم الدعم اللوجيستي للنظام السوري، ومن جهة اخرى يعتمد على سورية في التسليح ومعبر لمرور الاسلحة القادمة من ايران. ويعتقد ان الحزب يقوم بنقل الاسلحة التي يخزنها في سورية تحضيرا لسيناريو يسقط فيه الاسد ويأتي بعده نظام معاد للحزب. ويعتقد ان الشاحنات التي ضربت كانت محملة بأنظمة صواريخ مضادة للطائرات (اس اي -17) وهي انظمة متقدمة لا تريد اسرائيل لحزب الله الحصول عليها.
ونقلت 'نيويورك تايمز' عن ماثيو ليفيت، المسؤول الامني السابق والباحث في معهد واشنطن لابحاث الشرق الادنى قوله ان حصول حزب الله على هذه الصواريخ يعتبر امرا خطيرا. مشيرا الى ان اسرائيل بامكانها الان التحليق فوق الاجواء اللبنانية بحرية وستكون قادرة على القيام بعمليات جمع معلومات استخباراتية من الجو، ومراقبة تحرك الاسلحة بين سورية ولبنان.

غموض


وعلى الرغم من الحديث عن نقل اسلحة متقدمة لحزب الله الا ان بعض المراقبين يشكون في قيام النظام باعطاء حليفه اللبناني هذه الاسلحة المتقدمة والاستراتيجية في هذا الوقت الحرج. وما يقوله المعلقون الاسرائيليون هو ان حزب الله يقوم بنقل اسلحته من مخازنه السورية وان اسرائيل تراقب قوافل تنقل الاسلحة من سورية الى لبنان. ففي ظل الوضع المتأرجح للرئيس الاسد توصلت قيادة حزب الله في لبنان انه لا يمكن بقاء اسلحتها في سورية ويجب نقلها للاراضي اللبنانية.
ونقلت صحيفة'التايمز' البريطانية عن مسؤول امني اسرائيلي قوله ان مجرد وقوع صواريخ 'اس اي ـ 17' في يد حزب الله سيغير قواعد اللعبة وسيجعل من نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي عرضة للخطر وعليه فاسرائيل لن تتسامح مع هذا التطور.

المركز

ويعتبر مركز الدراسات والبحوث العلمية الذي قال بيان الحكومة السورية ان الطائرات الاسرائيلية قد دمرته بابحاث الصواريخ والاسلحة الكيماوية، كما انه مرتبط باللجنة السورية العليا للطاقة الذرية والتي يعتقد المسؤولون الامريكيون انها لعبت دورا في انشاء مفاعل نووي على نهر الفرات في دير الزور قبل خمسة اعوام.
وقد ورد اسم المركز في تقرير لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش عام 2005 حول من ضمن من اعتبرتهم الادارة المروجين والناشرين لاسلحة الدمار الشامل وقد جمل التقرير عنوان 'منع امتلاك اسلحة الدمار الشامل والعاملين على نشرها وتشجيعها'.
وقامت ادارة بوش بعد هذا التقرير بعامين الى تجميد اموال عدد من المؤسسات التابعة له، باعتباره مؤسسة تقوم بتطوير اسلحة غير تقليدية وصواريخ لاطلاقها. ومن هنا فاعلان النظام عن تدمير المركز في الوقت الذي ضربت فيه اسرائيل قافلة عسكرية على الحدود مع لبنان يثير الشكوك، فبحسب انتوني كوردسمان الباحث في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن انه يجب اخذ الرواية السورية بنوع من الشك، فالنظام اما يحاول التغطية على وقوع المركز في يد المقاتلين او انه دمر بطريقة ما. ولكن ديفيد اغناطيوس في تعليقه في صحيفة 'واشنطن بوست' اشار الى تدمير المركز، وقال في مقاله ان اسرائيل رسمت فيه علامة بتدخلها في سورية وانها تركت جيشها يتحدث نيابة عنها، ونقل عن معارضين تحدثوا اليه ونقلوا روايات شهود عيان وفيديو للهجوم الذي حدث في الساعة الثانية صباحا من يوم الاربعاء حسب التوقيت المحلي. وقال ان رواية المعارض متطابقة مع رواية النظام في هذا السياق.
واشار اغناطيوس ان المركز يقع تحت اشراف ماهر الاسد، شقيق الاسد، مشيرا وحسب المعارضة ايضا الى ان مسؤولين مرتبطين بالمركز قاموا قبل فترة بنقل 100 كيلوغرام من المواد الكيماوية الى مكان مجهول. ومن هنا يشكك كوردسمان في امكانية قيام اسرائيل بضرب مبنى تعرف انه يحتوي على مواد كيماوية.
وقال حسب ما نقلت عنه 'واشنطن بوست' انه لو حدث هذا فسورية ستقوم بتوزيع اماكن تخزين ما تملكه من اسلحة كيماوية على اماكن متعددة مما يجعل من الصعوبة بمكان على اسرائيل معرفتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي قوله انه لا توجد ادلة تشير الى ان ما استهدفته اسرائيل كان يحمل اسلحة كيماوية، وان السلاح الكيماوي السوري في اماكن آمنة. ولكنها اشارت الى مخاوف اسرائيل من نقل اسلحة متقدمة لحزب الله، حيث نقلت عن غيورا ايلاند، مسؤول مجلس الامني القومي السابق ان الصواريخ المتقدمة ليست اقل خطرا من الاسلحة الكيماوية ولانها متوزعة في اكثر من مكان، ولا يسيطر النظام السوري عليها بشكل كامل فمن السهل وقوعها في يد حزب الله.

المعارضة

وايا كان الحال فالهجوم على المركز او القافلة سيضع المعارضة السورية في وضع محرج، حسب صحيفة 'فايننشال تايمز' لانها لا تريد اي المعارضة ان تظهر بمظهر من يقف الى جانب اسرائيل، وهذا سيعقد موقفها في داخل سورية وخارجها ولدى المعارضة ما يكفيها من مشاكل خاصة في ظل تصريحات مسؤول الائتلاف الوطني السوري الجديد، معاذ الخطيب الذي عبر عن استعداده للجلوس مع النظام السوري لحقن دماء السوريين. واشترط شرطين ليس منهما المطالبة برحيل الاسد، وهما الافراج عن 160 الف معتقل وتجديد جوازات السوريين المنتهية صلاحياتها ممن لا يستطيعون العودة لبلادهم وان ارادوا ذلك. وعلى الرغم من تصحيح الخطيب وجهة نظره الا ان المواقف المعارضة والشاجبة له تؤكد الطبيعة المتشرذمة للمعارضة السورية منذ ان بدأت اول مرة كمحاولة سلمية لتغيير النظام وانتهت الان تطالب الدول الغربية بتغيير النظام بالقوة اما بالتدخل المباشر او تسليح فصائلها المسلحة.
ويشكك معلقون نقلت عنهم 'نيويورك تايمز' في تقبل الحكومة السورية العرض لان الاسد لا يريد الظهور بمظهر الشخص الضعيف حالة استجاب لمطالب الخطيب. وبحسب جوشوا لانديز، فهذه اشارة لاستعداد المعارضة للتفاوض مع الاسدـ لكن من الصعب الاعتقاد ببدء حوار حقيقي مع النظام. وما نراه الان هو ان لغة الحوار قد بدأت بالظهور.
وجاءت تصريحات الخطيب في ضوء تطورات دولية وهو اجتماع برعاية الامم المتحدة في الكويت للتصدي لازمة اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومجزرة حلب التي انكر النظام ضلوعه فيها، ولم يعرف بعد عدد الضحايا. وفي ضوء هذا اكد مسؤول في الائتلاف لصحيفة 'ديلي تلغراف' ان الخطيب كان يتحدث بصفته الشخصية لكنه اضاف ان الائتلاف سيجتمع في الايام المقبلة ويناقش ما طرحه رئيس الائتلاف.
وتضيف الصحيفة ان ما يفسر هذه التصريحات هو الشعور بالقلق من استمرار نزيف الدم السوري، والاحباط من الدول الداعمة، الخليجية منها من حالة الجمود التي وصلت اليها الازمة، وكذا تصاعد التأثير الجهادي على الانتفاضة
.

هل استهدف سلاح الجو الاسرائيلي معهد الابحاث ام قافلة عسكرية كانت متوجهة للبنان؟

هل استهدف سلاح الجو الاسرائيلي معهد الابحاث ام قافلة عسكرية كانت متوجهة للبنان؟ معظم التعليقات الصحافية قالت ان اسرائيل نفذت ما هددت به منذ ايام وهو التحرك حالة وجدت ان هناك اسلحة تنقل الى حزب الله، وانها لن تتسامح مع وصول اسلحة متقدمة او غير تقليدية اليه.
وفي الوقت الذي اعلن فيه النظام السوري عن وقوع الهجوم وانه استهدف مركز البحوث والدراسات العلمية بجمرايا- بالقلمون قرب الحدود مع لبنان.
قال مسؤولون امريكيون ان هجوم يوم الاربعاء استهدف تدمير اسلحة كانت ستنقل لحزب الله اللبناني. وقال المسؤولون الذين تحدثوا الى صحيفة 'نيويورك تايمز' ان اسرائيل اخبرت الحكومة الامريكية بنيتها التحرك العسكري، حيث سافر الجنرال افيف كوتشافي، رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لواشنطن واجتمع مع قادة البنتاغون.

لن يرد

وتظهر الضربة تصميما اسرائيليا على منع حزب الله من الاستفادة من الفوضى التي تعيشها سورية، فقد قررت اسرائيل الهجوم وهي تعرف ان النظام السوري المتداعي والذي يواجه حربا مستعرة لن يكون قادرا على الرد، فهو لم يرد على الهجوم السابق، قبل خمسة اعوام عندما ضربت اسرائيل منشأة نووية عام 2007، لا تزال اسرائيل ترفض تأكيدها، وكان النظام في حينه في اوج قوته، وفي هذه الحالة رفضت اسرائيل تأكيد الحادث الاخير، ولكنه جاء بعد سلسلة من التهديدات التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية انها ستتحرك حالة تم نقل ترسانة السلاح الكيماوي السوري من اماكنها، وان اسرائيل مستعدة للتدخل العسكري حالة تأكدت من ان هذه الاسلحة في طريقها لحزب الله. وكانت اسرائيل قد نشرت نظامها الصاروخي ـ القبة الحديدية في الشمال قرب حيفا والتي وصلت اليها صواريخ حزب الله في عام 2006. ومع ان سورية واسرائيل في حالة حرب الا انهما عاشتا نوعا من السلام او الهدوء الحذر.
وفي الوقت الذي راقبت فيه اسرائيل ما يجري في سورية منذ عام 2011 وحاولت البقاء على الحياد خشية ان يؤدي تدخلها لاشعال حرب بينها وبين حزب الله وايران، الا انها تحركت عندما شعرت ان الحرب تقترب منها، حيث قصفت وحدة مدفعية سورية وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بعد ان وصلت بعض القذائف السورية الى داخل الحدود الاسرائيلية.
وفي الوضع الحالي يرى المحللون ان اسرائيل ضربت وهي تعرف ان النظام السوري لن يكون قادرا على الرد او سيمتنع عن الرد، وذلك بحسب ما نقله موقع انترنت عن داني ياتوم، مدير الاستخبارات الاسرائيلية السابق - الموساد - ان الوضع قابل للتدهور لكن تقييمه يقول ان ردا انتقاميا لن يحدث لانه لا سورية او حزب الله مهتمان بالانتقام، لان نظام بشار الاسد يعيش ازمة، فيما يقوم حزب الله بتقديم المساعدة اليه ويحاول في الوقت نفسه مواصلة الحصول على الاسلحة ونقلها عبر سورية ولهذا فليس من مصلحتهما توسيع دائرة الحرب.

تداعيات اقليمية


وينظر الى الهجوم الذي عبرت الحكومة الروسية عن قلقها من حدوثه باعتبار انه جاء بدون استفزاز سوري، ان الحرب الاهلية قابلة للتوسع وجر جيران سورية الى دوامتها. فمن جهة اعلنت ايران عن تحذيرها من التدخل الخارجي في سورية وتقوم بدعم النظام السوري بالمستشارين وعناصر من لواء القدس في الحرس الثوري الايراني، وتنقل اليه الاسلحة مستخدمة المجال الجوي العراقي كما كشفت تقارير صحافية امريكية. ومن جهة اخرى يلعب حزب الله دورا مهما في الساحة السياسية اللبنانية.
ويقدم الدعم اللوجيستي للنظام السوري، ومن جهة اخرى يعتمد على سورية في التسليح ومعبر لمرور الاسلحة القادمة من ايران. ويعتقد ان الحزب يقوم بنقل الاسلحة التي يخزنها في سورية تحضيرا لسيناريو يسقط فيه الاسد ويأتي بعده نظام معاد للحزب. ويعتقد ان الشاحنات التي ضربت كانت محملة بأنظمة صواريخ مضادة للطائرات (اس اي -17) وهي انظمة متقدمة لا تريد اسرائيل لحزب الله الحصول عليها.
ونقلت 'نيويورك تايمز' عن ماثيو ليفيت، المسؤول الامني السابق والباحث في معهد واشنطن لابحاث الشرق الادنى قوله ان حصول حزب الله على هذه الصواريخ يعتبر امرا خطيرا. مشيرا الى ان اسرائيل بامكانها الان التحليق فوق الاجواء اللبنانية بحرية وستكون قادرة على القيام بعمليات جمع معلومات استخباراتية من الجو، ومراقبة تحرك الاسلحة بين سورية ولبنان.

غموض


وعلى الرغم من الحديث عن نقل اسلحة متقدمة لحزب الله الا ان بعض المراقبين يشكون في قيام النظام باعطاء حليفه اللبناني هذه الاسلحة المتقدمة والاستراتيجية في هذا الوقت الحرج. وما يقوله المعلقون الاسرائيليون هو ان حزب الله يقوم بنقل اسلحته من مخازنه السورية وان اسرائيل تراقب قوافل تنقل الاسلحة من سورية الى لبنان. ففي ظل الوضع المتأرجح للرئيس الاسد توصلت قيادة حزب الله في لبنان انه لا يمكن بقاء اسلحتها في سورية ويجب نقلها للاراضي اللبنانية.
ونقلت صحيفة'التايمز' البريطانية عن مسؤول امني اسرائيلي قوله ان مجرد وقوع صواريخ 'اس اي ـ 17' في يد حزب الله سيغير قواعد اللعبة وسيجعل من نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي عرضة للخطر وعليه فاسرائيل لن تتسامح مع هذا التطور.

المركز

ويعتبر مركز الدراسات والبحوث العلمية الذي قال بيان الحكومة السورية ان الطائرات الاسرائيلية قد دمرته بابحاث الصواريخ والاسلحة الكيماوية، كما انه مرتبط باللجنة السورية العليا للطاقة الذرية والتي يعتقد المسؤولون الامريكيون انها لعبت دورا في انشاء مفاعل نووي على نهر الفرات في دير الزور قبل خمسة اعوام.
وقد ورد اسم المركز في تقرير لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش عام 2005 حول من ضمن من اعتبرتهم الادارة المروجين والناشرين لاسلحة الدمار الشامل وقد جمل التقرير عنوان 'منع امتلاك اسلحة الدمار الشامل والعاملين على نشرها وتشجيعها'.
وقامت ادارة بوش بعد هذا التقرير بعامين الى تجميد اموال عدد من المؤسسات التابعة له، باعتباره مؤسسة تقوم بتطوير اسلحة غير تقليدية وصواريخ لاطلاقها. ومن هنا فاعلان النظام عن تدمير المركز في الوقت الذي ضربت فيه اسرائيل قافلة عسكرية على الحدود مع لبنان يثير الشكوك، فبحسب انتوني كوردسمان الباحث في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن انه يجب اخذ الرواية السورية بنوع من الشك، فالنظام اما يحاول التغطية على وقوع المركز في يد المقاتلين او انه دمر بطريقة ما. ولكن ديفيد اغناطيوس في تعليقه في صحيفة 'واشنطن بوست' اشار الى تدمير المركز، وقال في مقاله ان اسرائيل رسمت فيه علامة بتدخلها في سورية وانها تركت جيشها يتحدث نيابة عنها، ونقل عن معارضين تحدثوا اليه ونقلوا روايات شهود عيان وفيديو للهجوم الذي حدث في الساعة الثانية صباحا من يوم الاربعاء حسب التوقيت المحلي. وقال ان رواية المعارض متطابقة مع رواية النظام في هذا السياق.
واشار اغناطيوس ان المركز يقع تحت اشراف ماهر الاسد، شقيق الاسد، مشيرا وحسب المعارضة ايضا الى ان مسؤولين مرتبطين بالمركز قاموا قبل فترة بنقل 100 كيلوغرام من المواد الكيماوية الى مكان مجهول. ومن هنا يشكك كوردسمان في امكانية قيام اسرائيل بضرب مبنى تعرف انه يحتوي على مواد كيماوية.
وقال حسب ما نقلت عنه 'واشنطن بوست' انه لو حدث هذا فسورية ستقوم بتوزيع اماكن تخزين ما تملكه من اسلحة كيماوية على اماكن متعددة مما يجعل من الصعوبة بمكان على اسرائيل معرفتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي قوله انه لا توجد ادلة تشير الى ان ما استهدفته اسرائيل كان يحمل اسلحة كيماوية، وان السلاح الكيماوي السوري في اماكن آمنة. ولكنها اشارت الى مخاوف اسرائيل من نقل اسلحة متقدمة لحزب الله، حيث نقلت عن غيورا ايلاند، مسؤول مجلس الامني القومي السابق ان الصواريخ المتقدمة ليست اقل خطرا من الاسلحة الكيماوية ولانها متوزعة في اكثر من مكان، ولا يسيطر النظام السوري عليها بشكل كامل فمن السهل وقوعها في يد حزب الله.

المعارضة

وايا كان الحال فالهجوم على المركز او القافلة سيضع المعارضة السورية في وضع محرج، حسب صحيفة 'فايننشال تايمز' لانها لا تريد اي المعارضة ان تظهر بمظهر من يقف الى جانب اسرائيل، وهذا سيعقد موقفها في داخل سورية وخارجها ولدى المعارضة ما يكفيها من مشاكل خاصة في ظل تصريحات مسؤول الائتلاف الوطني السوري الجديد، معاذ الخطيب الذي عبر عن استعداده للجلوس مع النظام السوري لحقن دماء السوريين. واشترط شرطين ليس منهما المطالبة برحيل الاسد، وهما الافراج عن 160 الف معتقل وتجديد جوازات السوريين المنتهية صلاحياتها ممن لا يستطيعون العودة لبلادهم وان ارادوا ذلك. وعلى الرغم من تصحيح الخطيب وجهة نظره الا ان المواقف المعارضة والشاجبة له تؤكد الطبيعة المتشرذمة للمعارضة السورية منذ ان بدأت اول مرة كمحاولة سلمية لتغيير النظام وانتهت الان تطالب الدول الغربية بتغيير النظام بالقوة اما بالتدخل المباشر او تسليح فصائلها المسلحة.
ويشكك معلقون نقلت عنهم 'نيويورك تايمز' في تقبل الحكومة السورية العرض لان الاسد لا يريد الظهور بمظهر الشخص الضعيف حالة استجاب لمطالب الخطيب. وبحسب جوشوا لانديز، فهذه اشارة لاستعداد المعارضة للتفاوض مع الاسدـ لكن من الصعب الاعتقاد ببدء حوار حقيقي مع النظام. وما نراه الان هو ان لغة الحوار قد بدأت بالظهور.
وجاءت تصريحات الخطيب في ضوء تطورات دولية وهو اجتماع برعاية الامم المتحدة في الكويت للتصدي لازمة اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومجزرة حلب التي انكر النظام ضلوعه فيها، ولم يعرف بعد عدد الضحايا. وفي ضوء هذا اكد مسؤول في الائتلاف لصحيفة 'ديلي تلغراف' ان الخطيب كان يتحدث بصفته الشخصية لكنه اضاف ان الائتلاف سيجتمع في الايام المقبلة ويناقش ما طرحه رئيس الائتلاف.
وتضيف الصحيفة ان ما يفسر هذه التصريحات هو الشعور بالقلق من استمرار نزيف الدم السوري، والاحباط من الدول الداعمة، الخليجية منها من حالة الجمود التي وصلت اليها الازمة، وكذا تصاعد التأثير الجهادي على الانتفاضة
.