مرسي: «لا توجد مشكلة بيننا وبين أشقائنا السودانيين حول الحدود»
أثارت تصريحات أطلقها أحد مستشاري الرئيس السوداني عن تعهد الرئيس
المصري بإعادة مثلث حلايب إلى السودانيين غضبا شديدا في مصر، يضاف إلى غضب
بسبب تصريحات قيادات إخوانية اعتبرت مهينة للجيش والقضاء.
أبرز
الردود وأقواها كان على لسان المرشح السارق الفاسد أ. ش،
الذي هاجم في بيان صحفي الوعود المنسوبة إلى
مرسي بشأن مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد المصري، واعتبرها تنازلا غير مقبول
على الاطلاق عن السيادة المصرية على أراض مصرية.
وكان
موسى محمد أحمد، مستشار الرئيس السوداني عمر البشير قال في تصريحات صحفية
عقب لقاء قصير له مع مرسي إنه ناقش مع الرئيس المصري ملف النزاع على منطقة
حلايب وأن مرسي “وعد بتذليل كل العقبات وإزالة الاحتقان الذي كان موجودًا”،
ما اعتبر استعدادا للتنازل عن الأراضي المصرية التي مثلت مثار نزاع مع
السودان.
وقبيل
مغادرته الخرطوم، عقد الرئيس محمد مرسي مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع
«البشير»، تطرقا فيه إلى مسألة حلايب.
وقال
مرسي: «لا توجد مشكلة بيننا وبين أشقائنا السودانيين حول الحدود»، وأوضح:
«الحدود بيننا لا تمثل عائقًا أبدًا في التواصل والتكامل والاستثمار،
والعوائق القديمة ستنتهي بمرور الوقت»، في إشارة إلى عودة مثلث حلايب إلى
ما قبل عام 1995، أي تحت حكم السودان.
ولم
يقنع النفي الذي صدر عن متحدثين باسم الرئاسة المصرية الفريق شفيق، فأكد
“هذا الموقف يؤكد مجددا أن جماعة الإخوان ليس لديها أي واعز وطني، ومستعدة
لأن تفعل أي شيء من أجل المال أو من أجل تحقيق حلمها في الإمارة الدينية”.
وأصدرت
وزارة الخارجية المصرية أمس بيانا أكدت فيه أن ثوابت الموقف المصري تجاه
قضية حلايب وشلاتين لم تتغير، في إشارة إلى ما ورد عن تعهدات من مرسي بخصوص
التفويت في حلايب، وهو ما سبق أن نفاه كذلك المتحدث باسم الرئاسة إيهاب
فهمي.
وكان
المرشد السابق للاخوان مهدي عاكف قد أطلق تصريحات سابقة قال فيها إنه ليس
لديه مانع في أن يأخذ السودان حلايب، ما زاد من مخاوف المصريين بعد وعود
مرسي.
ولم
يقف الغضب على الإخوان عند الحديث عن الاستعداد للتفويت في مثلث حلايب، بل
امتد إلى المؤسسة العسكرية التي استنكرت تصريحات لقيادي إخواني وصف فيها
قائد الجيش بالفار، في إشارة إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.
فقد
أثار محيي الدين الزايط، عضو مجلس شورى الإخوان، ضجة حين ألقى قصيدة في
اجتماع إخواني تساءل فيها عن قيمة “جيش إن كان يقوده الفار”.
ووصف
بخيت الإخوان بأنهم «جماعة مشبوهة»، وأنهم يريدون هدم جيش مصر،
وتكثفت
التصريحات التي تطلقها قيادات لائكية ضد الاحوان المؤثرة في البلاد مثل
الجيش والقضاء وشيخ الأزهر، ما جعل القوى المعارضة تتهم الإخوان بأنهم على
استعداد لهدم كل شيء من أجل مصلحتهم الخاصة كتنظيم دولي لا يؤمن بالدول
ومصالحها.
وبدل
الاعتذار عن تصريح قياداتها التي تثير المخاوف، أصدرت الجماعة بيانا عزت
فيه هذه المخاوف إلى مؤامرة بعض الأطراف المعادية للثورة (فلول) التي تريد
الوقيعة بين الإخوان ومختلف المؤسسات الوطنية والدينية.
وتعيش
مصر حالة من الاحتجاج المتواصل على سياسات الإخوان الذين تكاثرت أخطاؤهم
وتصريحات المتناقضة والمستفزة للشارع المصري.
ويقول
المراقبون إن الاحتجاجات لا تقف عند حد المعارضة السياسية بل توسعت لتشمل
الفئات المهمشة التي كانت وراء صعود الإخوان إلى الرئاسة نتيجة انخداعهم
بشعار “الإسلام هو الحل” ومشاريع “النهضة” التي كانت مجرد شعارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق