ظهرت الحركة البروتستانتية في
القرن السادس عشر على يد مارتن لوثر في
ألمانيا، وجمع صاحبها حوله العديد من الرافضين لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية
. وحاولت
الكنيسة البابوية دفع لوثر إلى التراجع عن محاربة الكاثوليكية . لكنها فشلت
وراح مذهبه
ينتشر في ألمانيا ثم إلى بلدان أوروبا الغربية . ورافق هذا المذهب طلائع
الغزاة الجدد
لأمريكا .حتى استقر الأمر له وأصبح مذهباً كبيراً في أعداد معتنقيه وكثرة
ما فرخ من
كنائس إنجيلية اختلفت في تفاصيل العقيدة والتشريع . إضافة لذلك ، فقد
كانت الحركة البروتستانتية الخطوة الحاسمة في تدمير الكاثوليكية الرافضة
لعنصرية اليهود
آنذاك . وهذا من المخطط اليهودي الصهيوني الذي يريد تدمير المسيحية
,ومازالت آثار البروتسانتية
تفعل فعلها في الأوساط السياسية الأمريكية وغيرها ، حيث ان البروتستانتية
أفرزت المحافظين
الجدد الذين يتحالفون مع الصهيونية وإسرائيل ويعادون العرب والمسلمين . قد
يندهش القارئ
حين أتقدم بهذه المقدمة التي ليس لها علاقة من بعيد أو من قريب ببحثنا .
الوهابية
نشأة مشبوهة ؟
ظهرت الحركة الوهابية كحركة
تقريبا خلال أوائل القرن الثامن عشر واشتهر
صاحبها بعد الخمسين من عمره ، ولعل جميع الدراسات الاستشراقية تصف حركة ابن
عبد الوهاب
بالحركة الهدامية لما كان يظهر عليها من محاربة الناس ، وتناسى الناس
الكثير من الوجه
الآخر لهذه الحركة،كما حدث تماماً مع البروتستانتية .
وللحقيقة
يطرح السؤال نفسه ، هل من تشابه بين الحركة البروتستانتية والحركة
الوهابية ؟
هل هناك تشابه بين مارتن لوثر
ومحمد بن عبد الوهاب ؟ وهل هناك تشابه في
النتائج جراء ظهور هاتين الحركتين في الغرب الكاثوليكي والشرق الإسلامي ؟
إذا أردنا التحقيق الدقيق فيما
أتت به الحركتان نجد أنهما حركتان تخريبيتان
على المدى المنظور آنذاك وعلى المدى الاستراتيجي ، أي في وقتنا الحاضر .
ما
مدى التشابه الحقيقي بين الحركتين ؟
* البروتستانتية رفضت الكثير
من تعاليم العقيدة النصرانية بغض النظر عن
موقفنا العقائدي الديني تجاهها . فالبروتستانتية لا تقر البابوية. الرئاسة
العامة في
شؤون الدين ولذلك ليس لكنائسهم رئيس عام كما هو الشأن في الكنائس الأخرى .
* تنكر البروتستانتية إنكاراً
باتاً جميع ما تقيمه الكنائس .
* تبرئ البروتستانتية اليهود
من دم المسيح ، بل تعتبر كما قال لوثر اليهودية
هي السيدة وكلنا حسب قوله عبيد على موائد اليهود .
والوهابية لا تقر إلا بالمذهب
الخاص بها فتتهم ما عداها من أصحاب المذاهب
الإسلامية بمخالفتهم للشرع .
لا تعترف الوهابية بمرجعية
دينية اليوم إلا بمرجعية أصحاب المذهب الوهابي
. وهم آل الشيخ حفدة ابن عبد الوهاب . يتوارثون زعامة المذهب ويتلمذون
الأتباع والدعاة
على أيديهم وحسب رؤيتهم ومنهجهم .
موقف الحركة الوهابية من
الكيان الإسرائيلي هو عبيد على موائد اليهود
.
أقوى التحالفات بين السلطة
السياسية السعودية الوهابية هي مع الولايات
المتحدة الأميركية تماماً كما هو التحالف بين الكيان الإسرائيلي والمحافظين
البروتستانتيين
الجدد في أميركا . وإذا نظرنا نظرة معاصرة للحركة البروتستانتية والحركة
الوهابية
. نجد تشابهاً كبيراً في أسلوب الدعوة ، في تكفير الخصوم ، في الانقسامات
الداخلية
داخل كل حركة من الحركتين .
على أية حال ، فإن العالم
الغربي في أوروبا اليوم ، وفي الولايات المتحدة
يعاني من تسلط دعاة البروتستانتية المتحالفة مع الصهيونية حتى العظم .
ويعاني العالم
العربي والإسلامي من الحركة الوهابية ما يعاني بسبب أساليبها الدعوية التي
تزرع الفتن
بين المسلمين ، وتبعدهم عن الصراع الحقيقي مع المحتلين الصهاينة لفلسطين
ومسجدها الأقصى
المبارك . وهذا يستنتج بتحالفهم مع الصهيونية حتى العظم أيضا. لقد أثاروا
في المجتمعات
العربية كثيراً من الإشكالات، وباتوا يناقشون في الشكليات على حساب
الأساسيات من الأمور
. وغالوا في الدين حتى أهدر الوقت في نقاش حول طول الثوب وقصره ، وحول حجم
اللحية وطولها
وكثافتها . وحول زيارة القبور وجوازها أو عدمه , وما من نقاش يثيرونه إلا
وفيه تكفير
وإخراج من دائرة الإسلام .
ولعل الأخطر من ذلك كله ، أنهم
بفكرهم المضلل دفعوا الشباب المسلم لمحاربة
الشيوعية و الإلحاد في أفغانستان وبأوامر من أميركا ، ثم ما لبثوا أن
انقلبوا على هؤلاء
الشباب وراحوا يعتقلونهم مما أدى إلى انبعاث جيل من الشباب المتشددين لا
يؤمنون إلا
بالعنف ويرفضون أي نوع من أنواع الحوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق