الأحد، 24 مارس 2013

الأسد الكلب السفاح الطاغية .المجاهدين يتعهدون بالفضاء عليه مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي


  بشار النعجة  الجمعة بتطهير سورية من 'قوى الظلام والفكر التكفيري' التي اتهمها باغتيال أحد كبار رجال الدين السنة الذي كان مؤيدا له في مواجهة المعارضة والمحتجين في الانتفاضة المستمرة منذ نحو عامين، فيما ادان مجلس الأمن الدولي الجمعة 'بأشد العبارات' الهجوم الدموي على مسجد في العاصمة السورية دمشق .
وأعرب المجلس عن 'تعاطفه الشديد وخالص تعازيه لاسر ضحايا هذا الهجوم الشائن ولشعب سورية وتمنى الشفاء العاجل''للمصابين'.
جاء ذلك في برقية تعزية في مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي لقي حتفه مع عشرات المصلين في انفجار في مسجد في دمشق الخميس.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن عدد قتلى الانفجار بلغ 42 قتيلا لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب العنف في سورية قال إن 52 شخصا قتلوا وإن العدد النهائي قد يرتفع على الأرجح إلى أكثر من 60 شخصا.
وأصاب القتل الجماعي داخل مسجد سوريين كثيرين بالصدمة رغم أنهم اعتادوا على إراقة الدماء اليومية في صراع أودى بحياة 70 ألف شخص وشرد مئات الآلاف ودمر أحياء بأكملها في مدن سورية قديمة.
وأعلنت سورية السبت يوم حداد حيث من المتوقع أن تقام مراسم تشييع جثمان البوطي الذي كان يلقي خطبه دائما في الجامع الأموي.
وقال الأسد في برقية العزاء 'فوعدا من الشعب السوري وأنا منه أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى.'
وتابع قائلا 'سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم.'
ووقع التفجير في حي المزرعة بوسط دمشق الذي قتل فيه أيضا أكثر من 60 شخصا في انفجار سيارة ملغومة قبل نحو شهر في علامة أخرى على أن الحرب الأهلية السورية اخترقت قلب العاصمة.
وقصفت المدفعية السورية من مواقعها على الأطراف الشمالية لدمشق الجمعة بلدتي داريا والمعضمية في جنوب شرق العاصمة والخاضعتين لسيطرة المعارضة وقال أحد سكان العاصمة إن رائحة البارود لا تزال عالقة في الأجواء في وسط العاصمة.
وقال زعيم المعارضة معاذ الخطيب وهو نفسه خطيب سابق بالجامع الأموي إن قتل البوطي 'جريمة بكل المقاييس'.
وأضاف الخطيب في بيان 'ديننا وأخلاقنا لا تسمح أبدا بأن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل.'
وقال 'نختلف مع الدكتور البوطي رحمه الله في أمور كثيرة سابقا ولاحقا ولكننا نعرف مكانته في العلم وسابقته في الدعوة إلى الله وحرصه على هداية العباد ونعرف ما زرعه من الخير في مجتمع كان محروما من أبسط حقوق الناس الشرعية والإنسانية.
واضاف 'لا نكاد نتفق معه في رأي سياسي ونرى وقوفه مع الحكام اجتهادا غير صحيح ولكننا ننظر إلى قتله على أنه جريمة تفتح أبوابا من الشر لا يعلمها إلى الله.'
وأغضب البوطي كثيرا من المقاتلين السنة الذين يشكلون أغلبية المعارضة المسلحة بتأييده للرئيس العلوي.
وأذاع التلفزيون السوري ما قال إنها آخر خطبة للبوطي في الجامع الأموي قبل نحو أسبوع قال فيها إن سورية تتعرض لهجوم من الولايات المتحدة وأوروبا والقاعدة التي وصفها بأنها صنيعة غربية.
لكن الخطيب قال إن هناك علامات على أن البوطي كان يراجع تأييده للأسد.
وقال 'لدينا معلومات وشواهد تؤكد بداية انقلاب في تفكير الدكتور البوطي رحمه الله ونعتقد أن النظام قام بتصفيته خشية موقف شجاع منه قد يقلب الموازين كلها.'
وكثيرا ما سارع نشطاء سوريون بإلقاء اللوم على السلطات السورية في أعقاب تفجيرات كبيرة وقعت في دمشق والتي أعلنت جبهة النصرة المسؤولية عن كثير منها في وقت لاحق. وجبهة النصرة إحدى جماعة المعارضة التي أدرجتها واشنطن ضمن المنظمات الإرهابية.
ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالتين متطابقتين لرئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة قالت فيهما إن الحكومة السورية 'تتطلع مرة أخرى إلى مجلس الأمن مطالبة بإدانة هذه الجريمة الإرهابية النكراء وبطريقة ترسل رسالة واضحة لهؤلاء الإرهابيين ولمن يقدم الدعم اللوجستي والمادي ويوفر الغطاء السياسي لهم بأن المجتمع الدولي عازم على مكافحة الإرهاب ووضع حد له بغض النظر عن مبرراته ومكان وزمان حدوثه'.
وقالت الوزارة إن 'هذا العمل الإرهابي الذي يحمل بصمات تنظيم القاعدة وحلفائه يشير إلى الفكر الظلامي والتكفيري الذي يسعى هؤلاء إلى نشره بمختلف الوسائل في سوريا وفي العالم لتدمير القيم السمحة وقيم الاعتدال التي يقوم عليها الدين الإسلامي والتي كرس العلامة الشهيد حياته لنشرها وللتوعية بقيم المحبة والسلام والاعتدال بين طلاب علمه'.
وأكدت أن هذه الجريمة 'مثال آخر على جرائم الارهاب التكفيري المتطرف الذي يثبت مرة تلو الأخرى استهتاره وعدم احترامه لأماكن العبادة ولغيرها من المواقع الواجب احترامها من مدارس أو مشاف أو جامعات كما فعل في جرائم إرهابية سابقة'.
ومن جهته قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، إن اغتيال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، سيحبط ما اعتبرته المخططات الأمريكية - الإسرائيلية لإثارة الفتنة الطائفية بالمنطقة.
وأدانت الوزارة في بيان، بشدة اغتيال البوطي ووصفته بأنه 'جريمة لا إنسانية ومعادية للدين منفذوها قساة القلوب ومن أعداء الشعب السوري'، ووصفت البوطي بأنه 'كان من كبار الشخصيات المنادية بالتقريب بين المذاهب الإسلامية والمقاومة الإسلامية ضد الصهيونية'.
واعتبرت أن 'جهاد علماء من أمثال البوطي (...) واستشهاده سيحبطان المخطط المشؤوم الذي تتابعه أميركا والصهيونية المجرمة وعملائهما الإقليميين الذين يسعون من خلال تقديم الدعم بالمال والسلاح للجماعات الإرهابية المسلحة، إلى إثارة الفرقة وتأجيج الصراعات الطائفية وارتكاب المجازر ضد الأبرياء في سوريا'.
وأضاف البيان أن وزارة الخارجية الإيرانية 'وإذ تدعو علماء العالم الإسلامي والمراكز الدينية إلى إدانة هذه الجريمة الكبرى وسائر الممارسات اللاإنسانية بما فيها قيام الإرهابيين باستخدام السلاح الكيميائي، تطالب الجميع ببذل الاهتمام المسؤول من أجل وقف العنف وبدء الحوار الوطني لإنهاء الاشتباكات في سورية'.
كما دان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجمعة 'بأشد العبارات' التفجير الذي استهدف مسجدا في دمشق الخميس، وقال العربي في بيان ان 'هذه التفجيرات الاجرامية وخاصة الموجهة ضد بيوت الله ورواد هذه البيوت مدانة بأشد العبارات'، مطالبا 'بضرورة الاسراع في متابعة مقترف هذه الجريمة النكراء والتي تستهدف الأبرياء من الشعب السوري الشقيق'.
واعرب العربي عن 'تعازيه الحارة للشعب السوري بفقدان العلامة الشيخ البوطي والضحايا الذين سقطوا معه'، سائلا الله 'ان ينقذ سوريا وأهلها من الازمة الطاحنة التي تمر بها منذ اكثر من عامين، حتى تتحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة'.
كما أدانت روسيا الجمعة التفجير الذي استهدف مسجد الإيمان في العاصمة السورية دمشق والذي أدى إلى مقتل رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي و48 شخصاً ووصفته بـ'الإرهابي'.
ونقلت وكالة 'إنترفاكس' الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ألكسندير لوكاشيفيتش قوله 'ندين بشدة الجريمة الشنيعة الإرهابية الأخيرة. نقدم تعازينا لكلّ المسلمين، والقيادة والشعب في سورية، وإلى كل الذين قتل أقاربهم أو أصدقاؤهم. ونتمنى لكل الجرحى الشفاء العاجل'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق