الخميس، 10 مايو 2012

الجزائر: «البوعزيزي جيجل» يرفع المنتحرين حرقاً الى تسعة.نعمان عبد الله الشطيبي

الجزائر: «البوعزيزي جيجل» يرفع المنتحرين حرقاً الى تسعة


حمزة رشاق الذي أشعل النيران بجسده احتجاجاً
ارتفاع عدد المنتحرين حرقاً احتجاجاً على وضعهم المعيشي السيئ ينذر بإشعال ثورة في البلاد كما سبق أن فعل البوعزيزي التونسي، ولا سيما أن أسباب الانفجار موجودة خصوصاً في جيجل
نعمان عبد الله الشطيبي
الجزائر | التهبت مدينة جيجل الهادئة الواقعة على الساحل الشرقي للجزائر بعدما أشعل الشاب حمزة رشاق النار في جسده احتجاجاً على هدم الشرطة محلاً فوضوياً كان يقيم فيه تجارة صغيرة تقتات منها عائلته. وأُعلنت أول من أمس وفاة الشاب متأثراً بحروق عميقة بعدما عجز الأطباء عن انقاذ حياته. وتُذكر الحادثة باندلاع شرارة الثورة في تونس في كانون الأول من العام 2010، حين أحرق محمد البوعزيزي نفسه تعبيراً عن غضبه من مصادرة عربة كان يبيع عليها الخضار في منطقة سيدي بوزيد قرب العاصمة تونس، ليصبح بعدها أيقونة الثورة التونسية التي انتقلت شرارتها الى العالم العربي.
وقد شهدت مدينة جيجل صدامات عنيفة سقط فيها عدد من الجرحى بين المتظاهرين والشرطة. وهاجم الغاضبون مؤسسات رسمية عديدة، بينها مقرّ الولاية ومقار الشرطة ومؤسسات إدارية خدماتية عديدة أضرموا في بعضها النار، كما أقاموا المتاريس في الشوارع، وأحرقوا العجلات المطاطية وحطموا سيارات الشرطة وألواح إشهار الحملة الانتخابية، وهتفوا بشعارات معادية للنظام. وأسفرت المواجهات أيضاً عن اعتقال عدد من الشباب، وتوقف تام للنشاط السياسي بالمدينة.
ويرفع الشاب حمزة رشاق عدد المنتحرين حرقاً في الجزائر الى تسعة خلال أقل من عام ونصف العام، بينما تم إنقاذ 18 آخرين قاموا بالعمل نفسه. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل عن أحداث جيجل، وما يمكن أن ينجر عنها خصوصاً مع ارتفاع نسبة العزوف عن المشاركة في انتخابات العاشر من أيار البرلمانية.
وسارعت السلطات المحلية الى لقاء الغاضبين، كما تدخل العقلاء للملمة الوضع، لكن الغضب لا يزال يرشح المدينة لمزيد من التوتر. وجيجل التي أسسها الفينيقيون في القرن العاشر قبل الميلاد، هي واحدة من أهم المدن الجزائرية المرشحة للانفجار في أي وقت بفعل التهميش وضعف الهياكل وقلة الاستثمار رغم مواردها الطبيعية وجمالها الخلاب الذي يمكن أن يحولها الى منطقة غنية لو أقيمت فيها المشاريع
السياحية.
ويضطر معظم المنحدرين من الولاية الى التنقل للعمل في ولايات جزائرية أخرى أكثر نمواً أو للإقامة بالخارج. وكانت هذه الولاية من أشد مناطق التوتر خلال عقد التسعينيات وفيها تأسس «الجيش الإسلامي للانقاذ»، الجناح المسلح لجبهة «الإنقاذ» المحظورة، ومنها ينحدر قائده مدني مزراق، الذي تسبب في قتل الآلاف قبل أن يستفيد من عفو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ويصبح اليوم من أغنى سكان الولاية، بحيث يملك مصانع ومحال تجارية ووسائل نقل، ويسعى الى تأسيس حزب سياسي يجمع فيه بقايا جبهة الانقاذ.
في غضون ذلك، يتواصل عزوف الناس عن المشاركة في الحملة الانتخابية في أسبوعها الثالث، بحيث ألغيت مئات المهرجانات الخطابية للاحزاب والمرشحين بسبب غياب الجمهور، وتحولت التجمعات السياسية التي عقدت الى ساحات للشتائم المتبادلة والتهم، التي بلغت حد التخوين. كما أُصيبت الأحزاب الاسلامية المتحالفة في اطار «تكتل الجزائر الخضراء» بنكسة كبرى بعد اضطرارها هي الأخرى الى إلغاء مهرجانات لقلة الحضور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق