رحلَ المكانُ عن المكانِ مسافرًا/ تُحلّق خلفه طيورٌ .../
كأنها غربانٌ بعماماتٍ سودٍ/ تجرُّ خلفها عباءةَ حنيني الموشَّحةِ بالسواد/ رحل
المكانُ عن الصباحِ الندي/ تاركاً عصفورة الوادي تناجي عشها .../ تسأله :/
أين هم ؟/ أين ذهبوا؟/ هنا كانوا/ هنا حلموا/ هنا رسموا/ أملاً جديداً للغدِ
رسموا ملامحَ تاريخٍ سطروه بريشةٍ ..../ ولونٍ أحمر
.... وبندقية/ هنا شيدوا/ قصراً .... ونافذة أملٍ .... وحراساً للتاريخ.
لماذا تركتهم يرحلون؟!/ صاحَت حجارةُ الوادي/ تقفز
من مكانها/ تتلمس صدى حقيقةٍ سكنت معانيها/ بعذوبة ألم مزركشٍ ينساب/ كما
"سيمفونية" القهر الأزلي/ تعزفها أناملُ الوجعِ المعتق/ بقوارير هزيمة
بلهاء/ زُجَّت في جوف التاريخ عنوة/ تنسابُ حروفها في بلاغةِ المعاني/ تتلوى
مرارةً وانتظاراً طال .. واستطال./ ستون عامٍ ونيف/ وعتبة بيتنا تحن
لرملِ أقدامنا حين عودتنا/ معلنين عيدَ ميلادِ الأرض/ تتراقصُ فيه النجومُ
والكواكبُ/ والأجرامُ كلها تتراكضُ كي تعيدَ/ حفلَ الكونِ من جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق