الأربعاء، 16 مايو 2012

رحلَ المكانُ


رحلَ المكانُ عن المكانِ مسافرًا/ تُحلّق خلفه طيورٌ .../ كأنها غربانٌ بعماماتٍ سودٍ/ تجرُّ خلفها عباءةَ حنيني الموشَّحةِ بالسواد/ رحل المكانُ عن الصباحِ  الندي/ تاركاً عصفورة الوادي تناجي عشها .../ تسأله :/ أين هم ؟/ أين ذهبوا؟/ هنا كانوا/ هنا حلموا/ هنا رسموا/ أملاً جديداً للغدِ
رسموا ملامحَ تاريخٍ سطروه بريشةٍ  ..../ ولونٍ أحمر .... وبندقية/ هنا شيدوا/ قصراً .... ونافذة أملٍ .... وحراساً للتاريخ.
لماذا تركتهم يرحلون؟!/ صاحَت  حجارةُ الوادي/ تقفز من مكانها/ تتلمس صدى حقيقةٍ  سكنت معانيها/ بعذوبة ألم مزركشٍ ينساب/ كما "سيمفونية" القهر الأزلي/ تعزفها أناملُ الوجعِ المعتق/ بقوارير هزيمة بلهاء/ زُجَّت في جوف التاريخ عنوة/ تنسابُ حروفها في بلاغةِ المعاني/ تتلوى مرارةً وانتظاراً  طال .. واستطال./ ستون عامٍ  ونيف/ وعتبة بيتنا تحن لرملِ أقدامنا حين عودتنا/ معلنين عيدَ ميلادِ الأرض/ تتراقصُ فيه النجومُ والكواكبُ/ والأجرامُ  كلها تتراكضُ كي تعيدَ/ حفلَ الكونِ من جديد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق