الاثنين، 14 مايو 2012

منى.نعمان عبد الله الشطيبي


منى، حيث ترمى الجمرات، وتهمل العبرات، ذوات الليالي المقمرات، بطحاء بين جـبلين، مهدمة الجوانب، فيها مجتمع الحجيج، والمحصب منها موضع الجمرات، على مدرجة السوق الأعظم، حيث ينصب كل سنة أيام الموسم، يجـتمـع فيـه الخليطان من شـام ويمن، وينزل الركـوب به في منازلهم من شرف الوادي، إلى حـيث تنحر البدنات تحت العقبة الأولى، حيث تنصب سقايات الحـاج، وكـانت في قـديم الإسـلام موسم لـقـاء الأحباب ومكان موعد كل مفارق. وثلاث ليال منى معروفة موصوفة، قد أكثر منها الشعراء، وترنم بها المـتيمـون، ولمنى بيوت هي كـالقرية، منهـا ما هو مسكون ومنها ما هو يرنم بضائـع الحارم أيام الموسم، تكرى بأجرة طائلة وبها آبار متخـذة لخزن ماء الأسنيـة، تباع على الحجـيج، وهو ماء ثقيل وبئ لما يحـمل من أوساخ الذبائح وبقايا الأضاحي ودماء القرابين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق