الأربعاء، 16 مايو 2012

تعريف الإحسان

تعريف الإحسان
الإحسان ، ركن واحد ، وهو " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
[ 46 ] الإحسان في اللغة : إتقان الشيء وإتمامه ، مأخوذ من الحسن ، وهو الجمال ، ضد القبح ، وهو ينقسم إلى أقسام :
أولا : إحسان بين العبد وبين ربه ، وهذا هو المقصود .
ثانيا : إحسان بين العبد وبين الناس .
ثالثا : إحسان الصنعة وإتقانها ، إذا صنع الإنسان شيئا أو عمل عملا فإنه يجب عليه أن يتقنه ويتمه .
النوع الأول : وهو الإحسان بين العبد وربه ، بينه الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري تفسير القرآن (4499) ، صحيح مسلم الإيمان (10) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991) ، سنن أبي داود السنة (4698) ، سنن ابن ماجه الفتن (4044) ، مسند أحمد (2/426). لما سأله جبريل بحضرة الصحابة كما يأتي ، فقال : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
فالإحسان بين العبد وبين ربه هو إتقانه العمل الذي كلفه الله به ، بأن يأتي به صحيحا خالصا لوجه الله عز وجل ، عمل الإحسان بين العبد وربه ما توفر فيه الإخلاص لله عز وجل ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين ، واحدة أعلى من الأخرى .
الأولي : أن تعبد الله كأنك تراه ، بأن يبلغ بك اليقين والإيمان بالله كأنك تشاهد الله عيانا ، ليس عندك تردد أو أي شك ، بل كأن الله أمامك سبحانه وتعالى تراه عيانا ، فمن بلغ هذه المرتبة فقد بلغ غاية الإحسان ، تعبد الله كأنك تراه من كمال اليقين وكمال الإخلاص ، كأنك ترى الله عيانا ، والله جل وعلا لا يرى في الدنيا ، وإنما يرى في الآخرة ، ولكن تراه بقلبك حتى كأنك تراه بعينيك ، ولذلك يجازى أهل الإحسان بالآخرة بأن يروه سبحانه وتعالى ، لما عبدوه وكأنهم يرونه في الدنيا جازاهم الله بأن أفسح لهم المجال بأن يروه بأبصارهم في دار النعيم .
قال تعالى : سورة يونس الآية 26 لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [ يونس : 26 ] ، الزيادة هي النظر لوجه الله ، السبب أنهم أحسنوا في الدنيا ، فأعطاهم الله الحسنى ، وهي الجنة ، وزادهم رؤية الله عز وجل ، تعبد الله كأنك تراه على المشاهدة ، والمحبة والشوق إلى لقائه سبحانه وتعالى ، تتلذذ بطاعته ، وتطمئن إلى طاعته سبحانه وتعالى ، تشتاق إليها ، هذه طريقة المحسنين .
المرتبة الثانية : إذا لم تبلغ هذه المرتبة العظيمة فإنك تعبده على طريقة المراقبة ، بأن تعلم أن الله يراك ، ويعلم حالك ، ويعلم ما في نفسك ، فلا يليق بك أن تعصيه ، وأن تخالف أمره ، وهو يراك ويطلع عليك ، وهذه حالة جيدة ، ولكنها أقل من الأولى ، وما دمت أنك تعلم أنه يراك فإنك تحسن عبادته وتتقنها ؛ لأنك تعلم أن الله يراك ، ولله المثل الأعلى لو كنت أمام مخلوق له منزلة وأمرك بأمر ، وأنت تنفذ هذا الأمر أمامه وينظر إليك ، هل يليق بك أن يقع منك إخلال بهذا الفعل ؟
الحاصل : أن الإحسان على مرتبتين :
مرتبة المشاهدة القلبية : وهي أن تعبد الله كأنك تراه من شدة اليقين والإيمان ، كأنك ترى الله عز وجل عيانا .
والمرتبة الثانية : وهي أقل منها ، أن تعبد الله وأنت تعلم أنه يراك ويطلع عليك ، فلا تعصيه ولا تخالف أمره سبحانه وتعالى .
هذه مرتبة الإحسان ، وهي أعلى مراتب الدين ، من بلغها فإنه بلغ أعلى مراتب الدين ، وقبلها مرتبة الإيمان ، وقبلها مرتبة الإسلام .
فالدين دوائر :
الدائرة الأولى : الإسلام ، وهي واسعة حتى إنه يدخل فيها المنافق ، ويقال له مسلم ويعامل معاملة المسلمين ؛ لأنه استسلم في الظاهر ، فهو داخل في دائرة الإسلام ، ويدخل فيها ضعيف الإيمان الذي ليس معه من الإيمان إلا مثقال حبة خردل .
الدائرة الثانية : وهي أضيق من الأولى وأخص ، دائرة الإيمان ، وهذه لا يدخل فيها المنافق النفاق الاعتقادي أبدا ، وإنما يدخل فيها أهل الإيمان ، وهم على قسمين : إيمان كامل ، وإيمان ناقص ، فيدخل فيها مؤمن فاسق ، أو مؤمن تقي .
الدائرة الثالثة : وهي أضيق من الثانية ، دائرة الإحسان ، وهي كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يدخل فيها إلا أهل الإيمان الكامل .
منقول 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق