الاثنين، 14 مايو 2012

عودة الفتاة الشيعية المتحوّلة الى مسيحية الى ذويها بعد تهديد والدها بحرب اهلية دفاعاً عن كرامة الطائفة الشيعية



بيروت - 'القدس العربي' من سعد الياس: سلّم راعي أبرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران سمعان عطا الله، الفتاة الشيعية بنين قطايا (24 عاماً) والتي اصبحت مسيحية بعدما اصبحت بعهدته الى ذويها خلال لقاء عقد في مكتب الوكيل الشرعي في 'حزب الله' الشيخ محمد يزبك في بعلبك، في حضور النائب حسين الموسوي، رئيس فرع مخابرات الجيش في البقاع العميد عبد السلام سمحات، القاضي كمال المقداد، رئيس فرع مخابرات الجيش في دير الاحمر الرائد ملحم حدشيتي، رئيس جهاز تحري بعلبك الرائد فادي الحلاني، رئيس جهاز استقصاء بعلبك الرائد علي عبود ووفد من بلدة نبحا وفاعليات.
وكانت قطايا غادرت منزلها الوالدي قبل عشرة أيام، وأعقب اختفاءها خطف الاب الياس مارون غاريوس الذي أطلق بعد خمس ساعات وسلم الى يزبك. وخلال تسليم الفتاة، تحدث عطاالله، فأعرب عن سعادته 'بحل هذه المشكلة التي لم نكن نتوقعها، فالآنسة بنين قطايا تركت أهلها، وحقهم أن يبحثوا عنها، وكان علينا ان نتساعد لنعرف ماذا تريد. ويدي ممدودة الى سماحة الشيخ يزبك للتعاون في تطبيق رسالة لبنان، وهي رسالة العيش معاً في هذه المنطقة، انطلاقاً من السلام الداخلي الذي من دونه لا يستطيع احد ان يعيش سعيداً'.
وأضاف: 'كلانا، أنا والشيخ يزبك نعمل لخير المنطقة ولنشر المحبة والسلام بين الجميع، والدين لا يمكن لأحد أن يعطيه للآخر، ونحن ندرك أن الايمان نعمة تعطى من فوق، والرب هو الذي يعطي النعمة، ومهمتنا ان نتعاون على الخير. وعندما اتصلوا بي وقالوا إن بنين غابت عن عائلتها، اتصلت بسماحته والدولة والاجهزة الامنية، فنحن مسؤوليتنا اجتماعية انسانية، وهذا ما يمكن أن نوفره للمواطن، متكلين على الدولة في الناحية الامنية'.
وختم: 'الفتاة أكدت أنها لم تكن مخطوفة، وقالت لي انها تركت بيتها بملء إرادتها، بسيارة أجرة، وإن شاء الله تكون هذه الحادثة ترسيخاً لاحترام الاخر واحترام قناعاته وحريته، لنقول نحن نعيش بسلام وتعاون من أجل خير المواطن'.
بدوره، أشاد الشيخ يزبك 'بدور المطران عطاالله الاصلاحي، وقد حاول أن يحفظ من استجار به، هو وكل الذين معه من البطريركية، وعلى رأسهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي نجلّ ونحترم، وكل المعنيين بهذا الامر، والمسألة يجب ان تعالج بقلب مفتوح ورؤية صحيحة، وبالحفاظ على الدم. وكان التعهد لسيادته وعبره للبطريركية التي سعت مشكورة حتى وصلنا الى هذه النهاية السعيدة. وأنا مع السلطة التي تمثل كل لبنان، وهذه المسألة كانت موضع اهتمام فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكل المسؤولين'. وشدد على 'روح المحبة والانفتاح والسلام والوئام، رغم كل الحرمان الذي نعيشه، لكننا نعيش بحرية ووئام الى جانب بعضنا، ونتطلع الى أسرة واحدة متنوعة بمعتقداتها، ونريد أن نكون في خندق واحد في حل مشاكلنا'. وختم: 'الامانة ستحفظ إكراماً لسيادة المطران ولكل الذين سعوا معه، وهذا عهد منا ومن والد بنين ومن الجميع، وبتعاوننا سنمنع الفتنة ونحقق لشعبنا الامن والامان'.
وكان والد الفتاة المفقودة التي تحوّلت الى مسيحية الشيخ احمد قطايا إعتبر 'ان قصتها تتعلق بكرامة الطائفة الشيعية كلها'، مشيراً الى انه 'اذا كان البعض يحرّض ليخوفنا فالعشائر تحتج على ما تكلم به الرهبان'، متوعداً 'بالذهاب الى حرب اهلية في موضوع تعميد ابنته'، متهماً 'الرهبان بأنهم يمارسون انواعاً من الشعوذة على هذه الفتاة'.
واشار في حديث لقناة 'أل.بي.سي' الى ان الرهبان 'اصابوها بانفصام الشخصية'، معتبراً 'ان الرهبان خطفوا الفتاة خوفاً من العلاج'، مطالباً 'الطائفة الشيعية ان تقف الى جانبنا'، ومشيراً الى 'ان ابنته وضعها غير طبيعي ومصابه بداء الصرع'، مؤكداً ان 'الذين شاركوا بخطفها مجموعة من الرهبان'، ولفت الى ان 'جميع العشائر معنا الى ان نعيدها حتى لو وصلنا الى حرب اهلية'، معتبراً انه 'من الضروري ان تعود وتعالج وتعلن اسلامها عندما نقطع علاقتها مع الرهبان الذين يقومون بالشعوذة عليها وعندها سيرى الناس انها غير طبيعية فهي مبرمجة ومصابة بالانفصام'. واكد 'ان الفتاة كان لها الحرية الكاملة بالتصرف وتتابع البرامج الدينية وتضع الكتب الدينية والصلبان'، متسائلاً 'من اين جاء التعذيب النفسي؟'، مشيراً الى ان 'الاب الياس غاريوس خطف لانه واحد من السحرة الذين اثّروا على ابنتي'، لافتاً الى انه 'لم يقل ان مجموعة لصوص خطفت ابنته بل عصابة من الرهبان'، واضاف ' ان ابنته كانت تهددنا بمجموعة من الرهبان انهم سيخطفونها'.
ولفت الى ان الفتاة 'كانت عند بيار مطر وتيرا عيد والياس غاريوس واشخاص آخرين ساعدوا في عملية خطفها'، وقال 'ابلغنا الاجهزة الامنية بعد مرور 30 دقيقة من عملية الخطف ولكن لم يتحرك احد'، لافتاً الى ان 'الاجهزة حاولت ان تحل الموضوع من الآخر وليس من جذوره'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق