الثلاثاء، 15 مايو 2012

اللباب في مشكلات الكتاب لأبي عبد الله الشطيبي

المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه

اللباب في مشكلات الكتاب لأبي عبد الله الشطيبي
دراسة وتحقيق من أول الكتاب إلى آخر سورة التوبة
رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه

إعداد : عبد الله بن عبد العزيز السبتي

إشراف فضيلة الدكتور : عبد العزيز بن ناصر السبر
الأستاذ المشارك في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض
1423/1424هـ





المقدمة


المقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله r تسليماً كثيراً .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران 3/102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً  = 1 } [سورة النساء 4/1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً  = 70  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً  = 71 } [سورة الأحزاب 33/70-71]
أمَّا بعد:
فإنَّ الله U قد أكرم هذه الأمَّة الوسط بكتاب {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سورة فصلت 41/42] ، وهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [سورة المائدة 5/16] ، والاشتغال به تلاوة وتدبُّراً وتعلُّماً وتعليماً، من أفضل القربات، وأثمر ما تُقَضَّى فيه الأوقات؛ ولذا فقد أكبَّ عليه أهل العلم تعلُّماً وتعليماً، وقدوتهم في ذلك رسول الله r ، حيث كان يبين لصحابته y ما تدعو الحاجة إلى بيانه؛ فكانوا وعاءً حفظ بيانَ رسول الله r لكتاب الله، مع اجتهاد منهم في الفهم والاستنباط وفي نشر هذا العلم، على تفاوت فيما بينهم y ، وقد أخذ عنهم هذا العلم علماء التابعين، الذين لم يدِّخروا وسعاً ولا طاقة في سبيل تحصيله، فبذلوا في سبيل ذلك أوقاتهم وأعمارهم، فحفظوا للأمَّة تراثها الفذَّ، ثمَّ نشروا ما عندهم لمن بعدهم ، وهكذا استمرَّ الحال بأهل العلم ، وكثيرٌّ منهم يشرُفُ بهذه المهمَّة ويستشرفُ لها، فدُوِّنَت كتب التفسير ما بين موسَّعٍ ومختصرٍ، ومهتمٍ بالرأي ومقتصرٍ على الأثر، وجامعٍ بين الأمرين وسالكٍ مسارب الطريقين ، واستفرغ أهل العلم جهودهم في تصنيف كتب التفسير وتهذيبها، وكان مِمَّن ساهم في هذا: الإمام أبو عبد الله محمد بن علي الشطيبـي، الشهير بـ"الحاج الشطيبـي" : ، فألَّف تفسيره المُسَمَّى: "اللباب في مشكلات الكتاب" ، واستفرغ فيه جهده وبذل فيه طاقته، فتقبله أهل تلك النواحي بقبول حسن ، وأقبلوا على دراسته وانتساخه، فانتشر في خزائن المكتبات في بلاد المغرب .
وقد رغبت أن يكون بحثي في تحقيق هذا الكتاب وذلك لما يلي :
·       كنت في أثناء بحثي عن موضوع لتسجيله لهذه المرحلة أبحث في عناوين الكتب المخطوطة؛ فلفت نظري عنوان هذا الكتاب.
·       وقد تصفحت الكتاب، واطلعت على مقدمته؛ فألفيتها قد حوت فنوناً شتى تدل على سعة اطِّلاع مؤلفها، وعلى مادَّته العلميَّة فلحظت كثرة نقله عن المتقدمين.
·       ذكر المترجمين للمؤلف : اشتهاره بكثرة رحلاته، مِمَّا يعطي مؤشِّراً على منزلته العلمية.
·       الرغبة في خدمة تراث علماء هذه الأمة المتقدمين، وتقريبه للناس .
·       رأيت كثرة مخطوطات الكتاب مِمَّا يعطي إشارة على أهميته وكثرة تداوله واهتمام أهل العلم به، فزاد ذلك من رغبتي في التعامل مع هذا الكتاب في مرحلة الدكتوراه.
·       الرغبة في الكشف عن الحالة العلمية في الغرب الإسلامي في تلك الفترة المقارنة لسقوط الأندلس.

وقد سرت في بحث هذا الموضوع وفق خطة مكونة من مقدمة وقسمين وخاتمة وفهارس.
فأمَّا المقدمة فقد تحدثت فيها عن أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطة بحثه، ومنهجي في تناوله.
والقسم الأول هو : الدراسة
وتتكون من فصلين:
الفصل  الأول: المؤلف عصره وحياته.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عصر المؤلف باختصار.
ويتكون من:
o     الحالة السياسة.
o     الحالة الاجتماعية.
o     الحالة العلمية.

المبحث الثاني: حياته الشخصية والعلمية وتشمل:
o     اسمه وكنيته.
o     نسبه.
o     ولادته.
o     وفاته.
o     مؤلفاته ونشاطه العلمي.
o     شيوخه وتلاميذه.


الفصل الثاني: دراسة الكتاب.
وتشمل:
o     اسم الكتاب.
o     ثبوت نسبة الكتاب للمؤلف.
o     نسخ الكتاب الخطية.
o     موضوع الكتاب.
o     منهج المؤلف في كتابه.
o     مصادره.
o     تقويم الكتاب.
o     المؤلفات في مشكل القرآن.


القسم الثاني: تحقيق الكتاب من أوله إلى نهاية سورة التوبة.

الخاتمة : وبينت فيها أهم نتائج البحث.
الفهارس : ختمت الرسالة بالفهارس التالية.
1- فهرس الآيات القرآنية.
8- فهرس الكتب التي ذكرها المؤلف.
2- فهرس القراءات التي ذكرها المؤلف.
9- فهرس أبيات الشعر.
3- فهرس الأحاديث.
10- فهرس المصادر.
4- فهرس الآثار.
11- فهرس الموضوعات
5- فهرس الأعلام.

6- فهرس الفرق والطوائف والقبائل.

7- فهرس الأماكن.


منهجي في تحقيق النَّصِّ :
·       قمت بنَسْخِ الكتاب متَّبِعاً قواعد الإملاء الحديثة وعلامات الترقيم.
·       اعتمدت في تحقيق النَّصِّ طريقة النَّصِّ المُختار وإثبات فروق النُّسخ في الحاشية.
·       فإن كانت الساقطة أو الزائدة كلمة واحدة: وضعت عندها رقم الحاشية وقلت: "ساقط من نسخة كذا، أو زيادة من نسخة كذا". دون ذكر الكلمة.
·       فإن كان في بعض النُّسَخ زيادة تخالف باقيها ولم أر لإثباته وجهاً نبهت على ذلك في الحاشية، فإن كانت الزيادة بعد الكلمة المُحَشَّاة قلت: "في نسخة (كذا) زيادة (كلمة كذا)". وأمَّا إذا كانت الزيادة قبلها فأَنُصُّ على ذلك وأقول: "في نسخة (كذا) قبلها (كذا)".
·       فإن كانتا كلمتين: ذكرتهما في الحاشية.
·       فإن كانت ثلاث أو أربع كلمات: فإنِّي أُثبتُها بين معقوفين وأقول في الحاشية: "زيادة من كذا، أو ساقط من كذا".
·       فإن كان ما بين المعقوفين كثيراً قلت : "ما بين المعقوفين زيادة من كذا، أو ساقط من كذا".
·       فإن كان ما بين المعقوفين كثيراً جداً وخشيت اللبس -لطول الكلام- : فإنِّي أضعه بين معقوفين مكررين.
·       فإن اقتضى السياق زيادة كلمة توضيحية ليست في النسخ، أو عند تصويبـي لكلمة من المصادر؛ فإنِّي  جعلتها بين معقوفين وأشرت في الحاشية إلى ذلك.
·       وكذلك إذا صوَّبت كلمةً من المصادر فإنِّي أجعلها بين معقوفين، وأشير إلى ما في النسخ في الحاشية.
·       لا أُشِير إلى الأخطاء الإملائية إلا إذا تغيَّر بها المعنى.
·       لم أُشِر -في الغالب- في فروق النُّسَخ إلى الاختلاف أو الإغفال في: عبارات الثناء والتنزيه لله U، أو عبارات الدُّعاء، كالصلاة على رسول الله r ، والترضي على الصحابة y ، والترحم على أهل العلم، وتكريم المدن.
·       كما أهملت الإشارة إلى الاختلافات اليسيرة في النقط، أو الخطأ الظاهر في الإعراب.
·       لا أُشير إلى ما قُدِّم في نسخة وأُخِّرَ في أُخْرَى إلا إذا كان له أثر في المعنى.
·       صوَّبت الخطأ في الآيات من غير إشارة إلى ذلك.
·       أشرت إلى أرقام اللوحات في النُّسَخ، ووضعتها بين معقوفين هكذا [ / ]، مع بيان رمز النسخة ورقم اللوحة.
·       أضع ألفاظ النُّسَخ في الحاشية بعد نقطتين هكذا (:) وبلا أقواس، إلا إذا كانت هناك حاجة.
·       اعتمدت على ثلاث نسخ في تحقيق النَّصِّ، وقد رمزت له بـ(م، د، س)، وعند اللبس في قراءة كلمة ما، وعدم وفاء النُّسَخِ الثلاث بمعرفة قراءة الكلمة على الوجه الصحيح؛ فإني أرجع إلى نُسَخٍ أخرى مساندة، وهي أربع نسخ ربَّما اكتفيت ببعضها عند بيانها للمراد، وقد رمزت لهذه النُّسَخِ المساندة بـ(ل، ب، ج، غ)، فيكون المجموع سبعَ نُسَخٍ.

منهجي في دراسة النَّص :
·       ذكرت رقم الآية المفسَّرة قبلها تيسيراً على القارئ .
·       عزوت الآيات المفسَّرة وغيرها إلى سورها مع بيان رقمها، وذلك بعد نهاية كل آية لئلا يُثقل الكتاب بكثرة الحواشي.
·       إذا استدل المؤلف بآية أو بعض آية وردت في أكثر من سورة، فإنِّي أعزوها إلى السورة الأولى، إلا إذا كان في كلام المؤلف ما يدل على إرادة سورة بعينها.
·       وثَّقت القراءات القرآنية من مصادرها المعتمدة، وبنيت المتواتر والشاذ منها، مع بيان ما يترتب عليها من المعنى إن أشار المؤلف : إلى ذلك.
·       خرَّجت الأحاديث النبوية من مصادرها الأصلية -ما استطعت إلى ذلك سبيلاً- وذكرت حكم الأئمة عليها.
·       إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما؛ فإنِّي أكتفي بذلك عند التخريج.
·       خرَّجت الآثار المروية عن الصحابة y والتابعين رحمهم الله.
·       لم أدَّخر جهداً في توثيق الأقوال والنقول التي صرَّح بذكرها المؤلف : من مصادرها الأصلية.
·       بحثت وتقصَّيت للوصول إلى الأقوال التي لم يصرِّح المؤلف بنسبتها إلى أصحابها وعزوتها إلى مصادرها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
·       عرَّفت بالأعلام، ولم أترجم للمشهورين جداً من الأعلام.
·       عرَّفت بالمصطلحات العلمية التي تحتاج إلى تعريف.
·       ضبطت ما يُشْكِلُ من الكلمات.
·       شرحت الألفاظ الغريبة وبينت معانيها.
·       عزوت الأبيات الشعرية إلى مصادرها، مع بيان قائلها، وضبط ما يُشْكل منها.
·       عرَّفت بالأماكن والفرق والقبائل التي تحتاج إلى تعريف.
·       علَّقت على المسائل التي تحتاج إلى تعليق، ورجَّحت مارأيته راجحاً من أقوالهم مع بيان سبب الترجيح -في الغالب-.
·       ذكرت بيانات المراجع في فهرس المراجع في آخر البحث.
·       ذكرت بعض المراجع ونسبتها إلى مؤلفيها طلباً للاختصار، واستغناء بشهرة الكتاب ومؤلفه، مثل :
·       تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن.
·       تفسير ابن أبي حاتم = تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله r والصحابة والتابعين.
·       تفسير الثعلبي = الكشف والبيان.
·       تفسير الماوردي = النكت والعيون.
·       تفسير البغوي = معالم التنزيل .
·       تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
·       تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
·       تفسير أبي حيان = البحر المحيط.
·       تفسير البيضاوي = أنوار التنزيل.
·       تفسير ابن كثير = تفسير القرآن العظيم.

وأمَّا بالنسبة للصعوبات التي واجهتني في البحث: فلا يخلو الباحث من صعوبات تواجهه أثناء بحثه، إلا أنَّ الأمر الذي شكَّل لي عقبة كؤود هو: اعتماد المؤلف : على النَّقل، مع عدم العزو إلى كتاب، وعدم تسمية المنقول عنه، ثُمَّ تصرُّفه بالمادة المنقولة، فلا ينقلها بألفاظها -في الغالب- ؛ مِمَّا يجعل الوصول إلى تلك الأقوال أمراً غاية في الصعوبة، خاصة وهو يعتمد على مصادر متنوعة، ومنها المصادر المخطوطة، أو قليلة التداول، أو المصادر الوسيطة.

وأخيراً فإنني أحمد الله U حمداً كثيراً على ما يسَّر وأعان، وأحمده على نِعَمِهِ التي لا يحصيها العدُّ، وأحمده أن وفقني للالتحاق بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعلى أن منَّ علي بدراسة علم التفسير، وجعلني أتعلق بركاب أهله، من خلال آثارِهم ومصنفاتِهم، وأحمده على أن وفقني لاختيار هذا الموضوع، وكم لله من نعمة.
كما أشكر فضيلة الدكتور الشيخ: عبد العزيز بن ناصر السبر المشرف على هذا البحث على ما وجدته منه من متابعةٍ وتوجيهٍ واهتمامٍ وتذليلٍ للمصاعب، فله منِّي جزيل الشكر.
كما أُقَدِّمُ أجزل الشكر لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مُمَثَّلةً بكلية أصول الدين بالرياض وقسم القرآن وعلومه فيها.
وأشكر كل من أعانني من طلبة العلم على حلِّ إشكال، أو إعارة كتاب، أو دلالة على مظانِّ مسألة، وأسأل الله أن يجزيهم من الثواب أجزله وأوفاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبه ربنا ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلَّم تسليماً كثيراً.
أمَّا بعد:
فإني بذلت جهدي في هذا البحث، ولا يسلم مثل هذا الجهد من النقص، وقد قال سبحانه {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [سورة النساء 4/82]، ورَحِمَ الله ابن رجب حيث قال في مقدمة أحد كتبه: ”فَلْيُمْعِنْ الناظر فيه النظر، وليوسع العذر إن اللبيب من عذر.. ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه“([1])، وصدق معمر : حيث قال: ”لو عورض الكتاب مائة مرة ما كاد يسلم من أن يكون فيه سقط أوخطأ“([2])، وقد أحسن من قال: ”إنِّي رأيت أنَّه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غُيِّر هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من عظيم العبر، وهو دليل استيلاء النقص على جملة البشر“.
وإنَّ من نعمة الله علي - ونِعَمُهُ كثيرة - أن وفقني لإتمام هذا البحث، والذي كانت من أهم نتائجه ما يأتي:

                                                                         1.            إبراز المنزلة العلمية لأبي عبد الله الشطيبـي : من خلال ترجمته.
2.            بيان أهمية كتاب الشطيبـي من خلال تلقي أهل بلده له بالقبول والاهتمام، بدليل كثرة مخطوطات الكتاب في تلك النواحي، إذ لا تكاد تخلو خزانة من خزائن الكتب المغربية المشهورة من نسخة أو أكثر من هذا الكتاب.
                                                                        3.            بيان مميزات كتاب اللباب في مشكلات الكتاب، وما يؤخذ عليه.
                                                                                                         4.            بيان مصادر الإمام الشطيبـي : في تفسيره.
  5.            بيان كثرة نقول المؤلف عن أهل العلم، من الصحابة y، والتابعين -رحمهم الله-، ومن بعدهم من أهل العلم.
                                                                                          6.            بيان التزامه -إجمالاً- بما ألزم به نفسه من الاختصار.
                                                                                                          7.            تبيين اهتمام المؤلف بتفسير القرآن بالقرآن.
                                                               8.            أنَّ للمؤلف اهتمامه بإيراد القراءات، وبخاصَّة إذا كان لها أثرٌ في المعنى.
                                                9.            توضيح مدى اعتماد المؤلف على الأحاديث النبوية، واستعمالها في تفسير القرآن.
                               10.            بيان اهتمام المؤلف : بنقل الأقوال عن الصحابة y والتابعين -رحمهم الله- في التفسير.
                                                                                   11.            أنَّ للمؤلف : اهتمام جلي بتفسير القرآن بلغة العرب.
                                                                                      12.            بيان اهتمام المؤلف الواضح بإيراد أسباب النُّـزول.
                                                                            13.            بيان تَقَصِّيْهِ لمبهمات القرآن والتعريف بها وتوسُّعه في ذلك.
                                                                                          14.            إبراز ما في كتاب اللباب من أبواب علوم القرآن.
                                                                                  15.            إبراز طريقة المؤلف : في الاختيار والترجيح في تفسيره.
                                                                         16.            أنَّ له اهتمام بذكر هدايات الآيات وإبراز شيءٍ من فوائدها.
                                                                       17.            أنَّ المؤلف : لم يفرِّق بين المتواتر والشاذ عند إيراده القراءات.
                         18.            بيان أنَّ المؤلف : لم يكن له منهج واضح في سياق القراءات، ولا في ذكر القراء وتسميتهم.
                                  19.            توضيح أنَّ المؤلف : لم يعتمد على المصادر الأصلية من كتب القراءات عند سياقه لها.
                                                          20.            تبيين وهم المؤلف : في ذكر بعض القراءات، أو من قرأ بها من القراء.
21.            أنَّ المؤلف لم يكن عارفاً بالصنعة الحديثية، فلا يُعْتَدُّ بحكمه على الأحاديث، ولا يوثق بما أورده من الأحاديث حتى يُتَأَكَّدَ من نسبتها للرسول r أولاً، ثُمَّ ينظر في ألفاظها والحكم عليها صحة وضعفاً.
                                                               22.            بيان كثرة الأحاديث الموضوعة والضعيفة ومجهولة المصدر في كتابه.
                                                                                   23.            بيان تلفيق المؤلف وخلطه بين متون الأحاديث النبوية.
      24.            بيان أنَّ المؤلف : أورد في كتابه كثيراً من الإسرائيليات في تفسير الآيات، من غير تمحيصٍ ولا تَعَقُّبٍ لها.
                                                                                                                          25.            تأثر تفسير المؤلف : بتصوُّفِه.
                       26.            أنَّ المؤلف : ربما استطرد فيما لا علاقة له بالآية أو التفسير، وبخاصة فيما له علاقة بالتصوف.
                                                                         27.            بيان منهج المؤلف : في إيراد القصص من غير نقد ولا تعليق.
                                                                                                     28.            بيان إيراد المؤلف للتفسير الإشاري بنوعيه.
                                                    29.            بيان تأويل المؤلف : لبعض آيات الصفات، ومخالفة منهج السلف في ذلك.
30.            بيان كثرة أوهام المؤلف فيما ينقله عن أهل العلم، وتصرُّفُه عند نقل أقوالهم بما يُغَيِّرُ معنى تلك الأقوال أحياناً.
                        31.            بيان اعتماد المؤلف على مصادر وسيطة في نقل الأقوال، وعزوه إلى المصدر الأصلي مباشرة.
                                                                 32.            بيان عدم رجوع المؤلف : لبعض أمهات التفسير كتفسير الطبري.

وفي الختام أسأل الله أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يغفر لوالديَّ ويرحمهما ووالديهما وجميع المسلمين، والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلّم تسليماً كثيراً.



([1]) القواعد لابن رجب 3.
([2]) جامع بيان العلم وفضله 1/78.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق