الأربعاء، 16 مايو 2012

خروجًا على (وليّ الأمر)


أتساءل بعد هذه الخطب، إذا سلّمنا وقلنا أن ثورة تونس كانت خروجًا على (وليّ الأمر) زين الهاربين الذي منع النساء حتى من ارتداء الحجاب، وضيّق على الرجال حتى في صلاتهم، وصنع دولةً بوليسيّة تنكّل بالمواطنين وتسومهم سوء العذاب، وإذا كانت ثورة مصر خروجًا على (وليّ الأمر) الذي جوّع أهل مصر وقيّد حرياتهم، وتطاول ليساهم في تجويع أهل غزّة أيضًا، ثمّ كان على عهده قيام دولة أمنيّة تقف للمواطن المصري بالمرصاد، نشرت فيه الفقر والرشوة والمحسوبيات، هذا غير الحوادث الكارثية التي كان يحدث واحد منها على الأقل كل عام بسبب الإهمال وسرقة المال العام، من غرق باخرة إلى انحراف قطار إلى انهيار المقطّم وكذلك بنايات على رؤوس أصحابها! وإذا كانت ثورة ليبيا خروجًا على (وليّ الأمر) الـجرذ القذافي، الذي ألّه نفسه فصنع له كتابًا أسودًا هو مرجع الأمّة الليبية، فيه من التخابيص والغباء ما يضحك ويبكي في آن، والذي أخذ بأيدي كثير من الليبيين من حياة ما فوق الأرض إلى ما تحتها! وإذا كانت ثورة اليمن خروجًا على (وليّ الأمر) الذي دمّر اليمن وعاث فيها فسادًا حتى إنك لتحسب اليمن في عالمٍ آخر لا يمتّ لعالمنا بصلة، ونشر الفقر بين أبناء اليمن السعيد فصار حزينًا، وحوّل قهوته المحبوبة السمراء إلى سوداء كما هي حياة اليمنيين بمرارتها، إذا كان كلّ هذا خروجًا على أولياء الأمور المسلمين المؤمنين القانتين لله التائبين العابدين الفاعلين لأوامره المجتنبين نواهيه الآخذين على يد من يخالف الكتاب والسنة والضاربين بيد من حديد على الخارجين عن حدود الله! فهل الأمر هذا ينطبق على وليّ الأمر السوريّ النصيري العلويّ المتّخذ نفسه ربّ الأرباب ومسبب الأسباب، آخذ الحكم من يد ربّ العباد، وما أخذ من يد رب العباد بالقوّة لن يعود إليه إلا بالقوّة؟؟؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق