الخميس، 10 مايو 2012

نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ يصف خطاب بوتفليقة بخطاب المحاولة الأخيرة لإنقاذ إصلاحاته الفاشلة

نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ يصف خطاب بوتفليقة بخطاب المحاولة الأخيرة لإنقاذ إصلاحاته الفاشلة

أضيف في 09 ماي 2012
س ـ ه إ 1 : لاشك أنكم تابعتم الحملة الانتخابية التي انتهت يوم 06 مايو 2012م وعرفتم ما دار فيها عن كثب فما تقيمكم لها ؟
ج ـ ع ح ـ 1: الحمد لله و الصلاة و السلام على المصطفى و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
الحملة الانتخابية التي تسألون عنها و عن أجوائها يمكن أن نسميها بحملة تضليلية أشبه بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا وهي بشهادة الموافق و المخالف من أفشل الحملات في البلاد و قد سادها من التزوير و التضليل و الكذب و الدجل و الفساد المالي و الأخلاقي و شراء الذمم ما جعل الشعب الجزائري في معظمه ينأى عنها بجانبه و يصد عنها صدودًا مما يدل على فقدان الشعب للثقة في الأحزاب القديمة و الحديثة فضلا عن النظام السياسي الذي فقد مبررات وجوده.

س ـ ه إـ 2 : ما تعليقكم على خطاب رئيس الجمهورية اليوم في ولاية سطيف ؟
ج ـ ع ح ـ 2 : خطاب رئيس الجمهورية يدل دلالة قاطعة على أن الحملة الانتخابية لم تنتهي بعد و أن الرئيس ألقى مرة أخرى بثقله للنفخ في بوق الحملة ليعطيها نفسا جديدا بعد أن عزفت عنها الجماهير الشعبية في سائر ولايات القطر و الأدهى من ذلك و ذاك أنه تم حشد الناس من مختلف القطاعات و من الولايات المجاورة و هدر المال العام في إيجاد هالة كاذبة لتعطي الانطباع الزائف للشعب الجزائري في الداخل و تضليل الرأي العام الخارجي باحتفالات و تجمعات مستأجرة ؟
س ـ ه إـ 3 : كيف تفسرون تركيز الرئيس على ضرورة المشاركة بنفس الطريقة التي دعا إليها في أرزيو ؟
ج ـ ع ح ـ 3 : ما كان للرئيس أن يستغل حدث 8 ماي 1945م التاريخي للدعوة للمشاركة بطريقة فجة و مكشوفة للعام و الخاص ففي أرزيو شبه انتخابات 10 ماي 2012م بثورة نوفمبر و ها هو يشبهها في سطيف بمظاهرات 8 ماي 1945م و هو تشبيه يحط من قيمة الحدثين العظيمين.
س ـ ه إـ 4 : ما هي أهم الملاحظات التي لفتت انتباهكم في خطابه ؟
ج ـ ع ح ـ 4 : لقد حول "رئيس الجمهورية" بخطابه الانتخابات التشريعية العادية إلى استفتاء على شخصه و سياسته و على بقاء النظام أو رحيله بدليل أنه لم يكتفي بإرسال رسالة تقرأ عنه كما جرت عادته منذ أن أصيب بمرضه في 2006 مما يدل على أن التشريعيات تهمه هو بنفسه أكثر من أن تهم الشعب أو الأحزاب المشاركة حديثها و قديمها هذه الملاحظة الأولى.
أما الملاحظة الثانية فإصراره على تجاهل جذور الأزمة في البلاد حيث وسم دعاة المقاطعة بدعاة الفتنة و أصر على عدم الاعتراف للمقاطعين بحقهم السياسي بطرق سياسية سلمية.
والملاحظة الثالثة تتمثل في التهديد بالتدخل الخارجي و تعريض البلاد إلى ما لا تحمد عقباه في حالة عدم المشاركة بشكل حاشد مما يعرض مصداقية البلاد للخطر و الحاصل أن أسلوبه في سطيف لا يختلف عن أسلوبه في أرزيو فهو يتردد بين الترغيب و الترهيب و استغلال الأحداث التاريخية في مواعيد انتخابية ونحن نقول إن الشعب الجزائري أعظم من أن تحويه قاعة أرزيو أو قاعة سطيف و لو فسح لدعاة المقاطعة المجال الإعلامي و الميداني لرأى عجبا عجابا كما أن الشعب الجزائري أكبر من قاعة مستأجرة يحشد إليها الناس حشدا طمعا و كرها و سكان مدينة سطيف لازالوا يذكرون إلى يومنا هذا غياب مؤسسات الدولة عندما ضربتهم الثلوج في تلك النكبة الكبرى.

س ـ ه إـ 5 : يدعي أنصار "رئيس الجمهورية" أنه قام بإنجازات كبرى كالمصالحة و مسح الديون و تحقيق فائض مالي كبير و شق الطرقات إلخ من إنجازات كما يدعون فما قولكم في ذلك ؟
ج ـ ع ح ـ 5 : الذي تابع خطابه في سطيف اليوم يدرك أن سياسة المن على الشعب مازالت مسيطرة على عقلية النظام الفاسد ذلك أن الأنظمة الراشدة مهما قدمت لشعوبها من ضروريات الحياة الكريمة ترى أنها مقصرة وترى أن ذلك من صلب مهامها الواجبة التأدية دون منٍّ أو تفضل أو ما يقال بشأن المصالحة فهي كذبة كبرى فهل من المصالحة إعطاء الحصانة للجلاد و إدانة الضحية و سلبها حقوقها السياسية و المدنية و الاجتماعية و هل من المصالحة معاقبة من اختارهم الشعب مرتين بمنعهم من حقوقهم السياسية و المدنية كما تنص المادة 26 من قانون السلم المصالحة و هل من المصالحة منع حق التقاضي و التظلم لمن أهدرت حقوقه كما تنص المادة 45 من نفس القانون و هل من المصالحة عقوبة من يريد كشف الحقيقة كما تنص المادة 46 منه أما فيما يخص مسح الديون و الفائض المالي الذي يقدر أزيد من 200 مليار دولار فذلك ليس براجع لعبقرية الرئيس و لا لأن الاقتصاد الجزائري اقتصاد قوي منتج غير مستهلك و إنما يرجع ذلك إلى فضل الله تعالى ثم إلى ارتفاع أسعار البترول و كلنا يعرف أن ارتفاع أسعار البترول بشكل سهمي إلى غزو العراق و أفغانستان و إلى المقاومة الأفغانية و العراقية اللتين أرغمتا أمريكا و حلف الناتو على خسائر جمّة ، و الحاصل أن المسألة مسألة ظرف و ليست مسألة عبقرية سياسية و هب أننا نسلم بتلك الإنجازات المادية فهل تساوي شيئا إذا دِيست كرامة الشعب الجزائري و قمعت حرياته و تعرض للإهانة و التعذيب و الخطف و التشريد في الأوطان إن كرامة الشعوب عند العقلاء من الساسة و أهل الرشد منهم لا تقارن بالإنجازات المادية مهما عظمت و ارتفعت .

س ـ ه إـ 6 : صرح وزير الشؤون الدينية للإذاعة الجزائرية يوم نهاية الحملة الانتخابية 6 ماي 2012 أن الانتخابات واجب شرعي و المقاطعون لها متخاذلون و منافقون فما ردكم على ذلك ؟
ج ـ ع ح ـ 6 : كلامه هذا لا يستحق الرد لا من الناحية الشرعية و لا من الناحية السياسية و لا من الناحية الدستورية القانونية و الشرح يطول في ذلك لاسيما وليس لنا وقت للتفصيل غير أن الشعب الجزائري سمع فتواه و يعرف الرجل و الذي يضغط على أكثر من 22 ألف إمام لدعوة الناس للمشاركة و يكفي أن الناس استقبلوا ذلك بالاستهجان و الاحتقار.

س ـ ه إـ 7 : لقد دعا اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان إلى المشاركة الجماعية لإجهاض دعاة المقاطعة بتاريخ 7 ماي 2012 فما تعليقكم ؟
ج ـ ع ح ـ 7 : هذا التصريح يدل على أن الحملة مازالت متواصلة و إن أخذت أشكالا أخرى فوزير الشؤون الدينية يصف المقاطعين بالمنافقين و قسنطيني الذي يزعم أنه يدافع عن حقوق الإنسان يصف المقاطعين بالمرضى الذين لا يريدون شرب الدواء و كأن المشاركة دواء و المقاطعة داء فهل يعقل أن يصدر من رجل يحمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان مثل هذا التصريح نترك الجواب للشعب و العقلاء فما كل ساقط من القول وتافه من اللفظ يرد عنه.

س ـ ه إـ 8 : صرح الوزير الأول أحمد أويحيى تصريحات تحمل اتهامات للجبهة الإسلامية للإنقاذ و قادتها و على رأسهم الشيخ عباسي مدني و بصفة شخصية فما قولكم في ذلك ؟
ج ـ ع ح ـ 8 : لقد صرحت مرارا و تكرارا أن الرجل مجرد بوق ينفخ فيه و قد شهد على نفسه بأنه رجل المهمات القذرة و هو يخلط بين صفته كرئيس حزب و وزير أول و يستغل صفته الثانية لجمع الحشود و ملئ القاعات وتوزيع الاتهامات الباطلة فالشيخ مدني حفظه الله أرفع من أن يرد على ترهاته لماضيه الثوري الناصع و لإنجازاته العلمية و للأجيال التي تخرجت على يده و هي تحتل مناصب مرموقة في قطاعات شتى فضلا عن جهده الدعوي و السياسي و الإعلامي ثم أن الشيخ قد برأته الأمم المتحدة في حكم صادر سنة 2007 و أمرت الحكومة بالتعويض له ماديا و معنويا فالحكم منشور و مشهور ، أما تهجمه على الجبهة الإسلامية للإنقاذ و قادتها فيكفي أن نقول له و لأمثاله في الداخل و الخارج أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ هي الوحيدة التي أسقطت النظام الفاسد عن طريق صناديق الاقتراع و أحدثت ثورة صناديق غير أن الانقلابيين الدمويين قمعوا اختيار الشعب بسياسة الحديد و النار فهم دعاة العنف و أهله و العجيب أن "رئيس الدولة" اليوم صرح في سطيف أن لا تحاور مع دعاة العنف و لسنا ندري يقصد بذلك الجنرالات الذين جاءوا به و نصبوه رئيسا على البلاد أم للجبهة الإسلامية للإنقاذ التي دفعها إرهاب الدولة الوحشي إلى الدفاع عن نفسها ؟!
س ـ ه إـ 9 : ما هي الانتقادات التي توجهونها للأحزاب المشاركة في الموعد الانتخابي للعاشر من ماي 2012م ؟
ج ـ ع ح ـ 9 : ليس من عادت الجبهة الإسلامية للإنقاذ معارضة المعارضة مهما كانت توجهاتها السياسية القديمة منها و الحديثة ولكن تلتزم بمشروعها الذي اختيرت على أساسه مرتين في 90 و 91 و حظي بتزكية الشعب غير أنها ترى أن المشاركين في الموعد الانتخابي بعضهم أخطأ الاجتهاد السياسي و بعضهم من صنائع السلطة و ممن تربى في أحضانها و لا يستطيع الاستغناء عنها و بعضهم استؤجروا لتأدية مهام قذرة و الحاصل هم أحرار فيما اختاروا و الشعب الجزائري بحسه و فطرته و وعيه يعرف المفسد من المصلح و له حاسة تكشف الصالح من الطالح و مهما كانت النتائج فإن الانتخابات في ظل هذا النظام الفاسد الماكر المراوغ لن تعود على هذه الأحزاب بأي فائدة تخدم مصالح الشعب الكبرى لا في دينه و لا في دنياه و الأيام حبلى يلدن كل عجيبة .
س ـ ه إـ 10 : هل هناك طرق يسلكها النظام لحمل الشعب على المشاركة ؟
ج ـ ع ح ـ 10 : سبق و أن قلنا أن الحملة الانتخابية ما زالت قائمة و لكن بوسائل أخرى تارة باستصدار فتوى غير صحيحة شرعا أو مكذوبة أو منتحلة عن شيوخ أهل العلم وتارة باستغلال الرياضة و الرياضيين أو الفن و الفنانين أو الأحداث التاريخية و المجاهدين و استغلال المال العام لشراء الذمم و عقد المهرجانات الفنية للدعوة للمشاركة و من الوسائل التي تُستغل التلفزيون و الإذاعة الرسمي حيث أصبحت التلفزة مغتصبة من طرف عصابة توجهها نحو المشاركة مما يخرجها عن المهنية و الموضوعية و جعلها في خدمة النظام القائم لا في خدمة الشعب الجزائري و تلك مهمة قذرة يعرفها العام و الخاص و استغلال أكثر من 500 زاوية للدعوة إلى المشاركة و اتهام دعاة المقاطعة السياسية بكل الاتهامات الزائفة و الباطلة و ثمت وسائل أخرى تساهم في تضليل الرأي العام .
س ـ ه إـ 11 : يتهم البعض دعاة المقاطعة بأنهم أعداء الوطن و التدخل الخارجي و جر البلاد إلى الفوضى و الدماء و الدموع فما ردكم ؟
ج ـ ع ح ـ 11 : إن الأنظمة الاستبدادية الفاقدة للشرعية لا تحسن إلا الاتهامات لممارسة الإرهاب الإعلامي و الفكري و النفسي على الشعوب التي تريد استرجاع حقوقها فمثل هذه الأنظمة تريد من الشعوب أن تضحي بحقوقها و كرامتها و حريتها لبقاء عصابة استولت على السلطة بطرق غير مشروعة فهي تريد الاستقرار لنفسها لا استقرار العباد و البلاد و شتان بين استقرار قائم على العدل و المساواة و الكرامة و استقرار قائم على الخنوع و الخضوع و الاستسلام للعصابة الحاكمة و نحن نطرح السؤال دعاة المشاركة سلطة و أحزابا و أبواقا و أذنابا يريدون من الشعب الجزائري أن يضحي بحقوقه و حرياته مقابل استقرار وهمي فلماذا لا تضحي العصابة الحاكمة بتسليم السلطة عبر مرحلة انتقالية إلى جيل آخر ؟!
س ـ ه إـ 12 : كثرة المبادرات السياسية في الآونة الأخيرة فما رأيكم فيها ؟
ج ـ ع ح ـ 12 : كل مبادرة تهدف إلى تغيير النظام تغييرا حقيقيا بعيدا عن صراع الأجنحة لا تلقى منا إلا المساندة و التأييد مع احتفاظ الجبهة الإسلامية استقلاليتها المعهودة عنها.
س ـ ه إـ 13 : ما تعليقكم على فوز فرانسوا هولاند على ساركوزي ؟
ج ـ ع ح ـ 13 : هذا شأن فرنسي لا دخل لنا فيه ونحن لا ننخدع بالخطابات الانتخابية مهما كانت معتدلة إنما العبرة بالأفعال و الممارسات الميدانية التي ستكشفها الأيام والأشهر و السنوات القادمة.
والله ولي التوفيق

الهيئة الإعلامية

الجبهة الإسلامية للإنقاذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق