الجمعة، 11 مايو 2012

مالكم كيف تحكمون ؟ بقلم : المداني مداني





مالكم كيف تحكمون ؟ بقلم : المداني مداني

كلما انتقدنا مسؤولا ما سواء عن فعل أرتكبه أو عن سوء تسيير ما …., انهال علينا كل أنواع – الشياتة – أكرمكم الله بوابل من الانتقادات المضادة والغاضبة دفاعا عن ولي أمرهم كما يحلوا لهم تسميته…!! , بل ويقرنون قيمة هؤلاء المنتقدين من المسؤولين بقيمة بعض الرموز الوطنية مثل الثورة وشهدائها الأبرار …!! إلى أن تطور الأمر وأصبح انتقادهم من المحظورات الشرعية حين أخذوا باستعمال بعض المقاييس الشرعية للحكم على حال البلاد والعباد , ويا ليتها صلحت تلكم المقاييس …!!

لقد تعودنا أن نسمع وراء كل انتقاد نوجهه إلى مسؤول ما من الأحاديث والآيات التي يتحجج بها البعض منهم لكي يعطي لنفسه ذرائع متعددة ومختلفة للدفاع عن هدا المسؤول وغيره وحمايته من الانتقادات المستمرة له جراء فساده أو فشله في تسيير شؤون الرعية من الناس …..

كيفما كنتم يولى عليكم …أو… كما تكونوا يولى عليكم – هده المقولة التي يرى البعض منها حكمة كبيرة ..! والآخرون ينسبونها للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم…! , كثيرا ما يستعملها المنبهرين من بني جنسنا بملكوت وجبروت السلطة ومن يعتليها للدفاع عنهم وعن مكتسباتهم لا لشيء سوى لأنه يخاف من أمر ما يقدره ربما هدا المسؤول أو غيره عليه, دون أن يعلم أن هده الرواية قد ضعفها غير واحد من آهل العلم مثل ابن حجر العسقلاني و الذهبي وغيرهم , إضافة إلى الشيخ الألباني الذي جمع طرق هذا الحديث المزعوم في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/490 وحكم عليه بالضعف. ثم قال : الواقع يكذبه ، و التاريخ حدثنا عن تولي حكام أخيار بعد حكام أشرار و الشعب هو هو دون أن يتغير …..

…وأحيانا تتطور بعض الشيء مثل هده العقول لتستند إلى الآية الكريمة التي تقول : إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ – دون أن تكون لهم بصائر يدركون بها أول الآية حين يقول جل جلاله : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ – …لتغيب فطنة أفئدتهم فيعمهون عن البحث في أسباب تنزيل هده الآية المباركة حتى يستوعبوا الحكمة من قول الله وقرآنه الكريم.. , وإلا فآخر هده الآية , هو من المسلمات عند أهل الإسلام ولا يختلف اثنان في تأويل قوله :- وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ-…..

إذن في أي بنك من بنوك السلطة نصرف ما لدينا من الروايات الصحيحة والمتواترة والآيات التي تدعوا إلى رفض الظلم والهوان , من الحاكم كان أو من المحكوم …؟؟!! يقول الله عز وجل : {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148

أليست آية مثل هده تعد كافية وشافية خير لنا من أن ننسب كلاما ما إلى أكرم خلق الله دفاعا عن الحاكم , فنكون أكثر ظلما من الحاكم نفسه ؟؟! – فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الأنعام144- فنكون أظلم على أنفسنا من الحاكم نفسه …. أم أنكم هنا سوف تبحثون في التفاسير وتنقلون لنا أسباب النزول حتى لا يكون سادتكم عرضة لرفضنا وسوء قولنا ….!!

أم أن الحكمة في رأيكم أنتم هي ما قاله أحد الزعماء العرب لرئيس استخباراته يوما: أنا أخشى رئيس البيت الأبيض أكثر من الله ؟؟!! حينها وفقط أحكموا على أنفسكم بأنكم أنتم الغافلون …..

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179

ولتعلموا وليعلم سلطانكم أن ما نقوله ليس أكثر من كلمة حق عنده و هو مصر على جوره





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق