الأحد، 13 مايو 2012

الشباب الجزائري يرفض الانتخابات: كلهم فاسدون ولا يفكرون سوى بحشو جيوبهم بالمال!



الشباب الجزائري يرفض الانتخابات: كلهم فاسدون ولا يفكرون سوى بحشو جيوبهم بالمال!


"ليس هؤلاء (الجشعون) الذين سيوفرون للمواطن العمل والسكن وحدا ادنى من العدالة الاجتماعية" هكذا تحدث حسان، الشاب العاطل عن العمل في معرض اشارته الى المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة الخميس في الجزائر.
ويقول هذا الشاب البالغ من العمر ثلاثين سنة لكن بملامح فتى وهو من مدينة عنابة الساحلية بالشرق الجزائري "ان رؤساء الاحزاب الذين يتوسلون اصواتنا اليوم لن نراهم بعد الانتخابات".
ويؤكد حسان الذي يصف نفسه على انه "مقصي من النظام" انه "لن يدلي بصوته في الانتخابات".
ويقطن عنابة 700 الف نسمة نصفهم لا يتعدى ثلاثين سنة، وتنتشر فيها البطالة بنسبة 15%، بحسب مصادر محلية.
وفي بلد يقطنه 37 مليون نسمة 75% منهم شباب ما دون 35 سنة، تبلغ نسبة البطالة في الجزائر 10 بالمئة بين الفئات القادرة على العمل لكنها تصل الى 21 بالمئة بين الشباب، بحسب صندوق النقد الدولي.
وتميزت الانتخابات التشريعية لسنة 2007 بنسبة امتناع عن التصويت قياسية بلغت 64%.
ويعبر الشباب عن تذمرهم من انتشار "الفساد" و"المحسوبية".
ويقول عبد الرؤوف الطالب في كلية الاقتصاد بعنابة "كلهم فاسدون ولا يفكرون سوى في الصفقات وحشو جيوبهم بالمال".
ويوضح احمد "ليسوا اول ولا اخر من يتوارى عن الانظار بعد الحصول على تذكرة السفر الى الجزائر العاصمة للاعمال"، في اشارة الى بعض النواب من رجال الاعمال الذين يبحثون عن الحصانة البرلمانية.
وعبر سفيان عن انزعاجه من نوعية المرشحين المختارين للانتخابات وامد انه لن يصوت. وقال "في عنابة نجد (على القوائم الانتخابية) عناصر عصابات واصحاب حانات واميين تماما".
وظهرت فضائح اقتصادية كثيرة في الجزائر تحدثت عنها الصحف وحتى الرسميين كما هو الحال بالنسبة لشركة النفط العمومية سوناطراك، لكن ذلك "لا يبدو انه دفع الى معالجة المشكلة من جذورها" كما يوضح رضوان وهو جامعي.
وصنفت المنظمة غير الحكومية "شفافية دولية" الجزائر في المرتبة 112 من بين 183 دولة بحسب انتشار الفساد من الاقل الى الاكثر فسادا.
ويبدو ان عمليات التوعية عبر الاذاعة والتلفزيون التي تركز على الشباب وتدعوهم للتصويت بما فيه مصلحة البلاد، لم تلق اصداء واسعة.
حتى انه تم انشاء حزب الشباب الذي يرئسه طبيب في الثانية والاربعين من العمر في 19 اذار/مارس الماضي الى جانب 20 تنظيما اخر في اطار الاصلاحات التي اطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الموجود في السلطة منذ 1999، لتجنب انتقال عدوى ثورات "الربيع العربي" التي اطاحت بانظمة مجاورة.
وقال علي الطالب الجامعي "ليس لدينا شيء نامل به من هذه الانتخابات. ليس لدينا سوى الوعود بغد افضل".
من جهتها تقول استاذة علم الاجتماع فاطمة اوصديق ان "الامر الاكثر ماساوية هو ان هذه الوعود لم يتم الالتزام بها رغم ان الدولة ثرية. هنا يكمن التناقض".
وبلغ احتياطي العملات الصعبة في الجزائر الغنية بالمحروقات 182,22 مليار دولار في نهاية 2011.
وقالت اوصديق ان "الشباب ليس لديهم اي (امل) حياة، ينخرط المواطن في دعم الدولة حين يعتقد انها عادلة".
وفي الشرق الجزائري الاقرب الى القارة الاوروبية، يخاطر عدة اشخاص من الراغبين في الهجرة غير الشرعية سنويا بحياتهم على متن مراكب.
ويقول حميد في حي شعبي في عنابة "لا شيء يجعلنا نبقى في البلاد، وبالتالي لماذا نصوت؟".
ويكرر هؤلاء الشبان الذين ياتون من اوساط مختلفة من الحائزين اجازات جامعية او الاميين او العاطلين عن العمل او العاملين، "العيش ليس مجرد الاستمرار على قيد الحياة". وهم موحدون في الاقتناع بان الحل هو "المغادرة الى عالم افضل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق