الخميس، 10 مايو 2012

مطالبة بمحاكمة عمر سليمان وخيرت الشاطر بتهمة إخفاء معلومات سرية.. وعاصفة حول تصريحات القرضاوي

مطالبة بمحاكمة عمر سليمان وخيرت الشاطر بتهمة إخفاء معلومات سرية.. وعاصفة حول تصريحات القرضاوي

2012-05-10


القاهرة - 'القدس العربي' مسلسل الحيرة والاضطراب لا يزال سائداً، وعكسته صحف الأمس فلم تمر إلا أربع وعشرين ساعة على تصريح الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي، بأنه لا استقالة للحكومة، ولا حكومة تسيير أعمال ولا تعديل وزاري، إلا وتم الإعلان عن التعديل لحل الأزمة مع مجلس الشعب بخروج أربعة وزراء وتعيين آخرين بدلا منهم وهم وزراء الثقافة ومجلسي الشعب والشورى والقوى العاملة والتعليم العالي، أي أن الاتفاق الذي سبق الإعلان عنه بين المجلس العسكري والإخوان وغيرهم تم الأخذ به، وكان التغيير الوزاري المحدود واحدا منها، ومقابل هذا التنازل من العسكري للإخوان، فقد وجه المجلس العسكري تحذيراً لهم من التطاول على القضاء والتدخل في شؤونه، وعلى المحكمة الدستورية العليا واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، التي أعلنت فعلا تعليق نشاطها منذ أيام احتجاجا على ما اعتبرته مساساً بها من أعضاء مجلس الشعب من الإخوان وطالبت المجلس العسكري بالتدخل.
وهكذا تم إرضاء الجميع بتحقيق جزء من مطالب كل فريق، فلا الحكومة استقالت، ولا تحولت إلى تسيير أعمال، وتم التعديل في الوزراء الذين لم يكن لهم أي مصادمات مع الإخوان، وتدخل المجلس العسكري بإصدار تحذير من المساس بالقضاء ولجنة الانتخابات، فأنكرت اللجنة انها علقت نشاطها، وعادت إليه، وكأنها كانت في اجازة مرضية عارضة.
واشتعل الخلاف حول حكم محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بعدم حق اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في إحالة قانون مجلس الشعب بالعزل السياسي إلى المحكمة الدستورية العليا، وبالتالي السماح لأحمد شفيق بالاستمرار في معركة الرئاسة، لأن القضاء الإداري هو المختص لا اللجنة، لأنها مجرد لجنة إدارية، والمعروف أن رئيس لجنة الانتخابات هو المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية، كما أصدرت محكمة القضاء الإداري بمحافظة القليوبية حكماً ببطلان قرار لجنة الانتخابات الدعوة للانتخابات، لأن هذا من سلطة رئيس المجلس العسكري، بصفته الذي يقوم بأعمال رئيس الجمهورية.
واختلف رجال القانون حول مدى قانونية هذه الأحكام، البعض قال انها توقف الانتخابات، وآخرون نفوا، وفريق ثالث قال ان حكم المحكمة الإدارية العليا سيكون الفيصل، بينما أكد العسكري ان الانتخابات ستتم في موعدها، وأن تصويت المصريين في الخارج سيبدأ اليوم - الجمعة - وتواصلت تصريحات ومؤتمرات المرشحين وظهورهم في برامج التوك شو، والكل استعد للمناظرة مساء الخميس بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح، وأعلن الإخوان وحزب النور وقوى الثورة رفض المشاركة في المليونية التي دعا إليها اليوم - الجمعة - صديقنا الشيخ حازم أبو إسماعيل في ميدان التحرير، وقد اكتشفت أن زميلنا وصديقنا الرسام الكبير جمعة فرحات قام بتقليد خيرت الشاطر، بالتنصت على المكالمات الهاتفية عندما اعلن انه تم رصد اتصالات بين المجلس العسكري ولجنة الانتخابات الرئاسية، جمعة تنصت على مكالمة هاتفية بين حازم والرئيس الفرنسي السابق ساركوزي الذي خسر الانتخابات وقال له: - يا ساركوزي ياخويا، ازاي تستسلم كده بسهولة، اطلع أنت ورجالتك على ميدان العباسية بتاعكو واقلب الدنيا ع الراجل الداعر اللي نجح وعايش عيني عينك، مع واحدة من غير جواز.
وهكذا سيكون من حق حازم رفع دعوى ضد جمعة بتهمة التنصت بدون إذن نيابة.
وإلى شيء من أشياء عندنا:

محمد حسان يطالب الإخوان
والسلفيين بعدم إعلان خلافاتهم

ونبدأ بالملائكة وصراعاتهم التي انفجرت، وأثارت هلع الداعية السلفي الشيخ محمد حسان، فوجه النصيحة الغالية التالية لهم بقوله في 'عقيدتي' وهو يكاد يبكي: 'أخاطب الإسلاميين أن يسمعوا لبعضهم البعض فليختلفوا فيما بينهم، ولا حرج أبداً في الاختلاف في الرؤى والأطروحات والنقاشات والأخذ والرد لكن بعيدا عن ساحة مجلس الشعب في الغرف المغلقة، في المكاتب الخاصة، فإن خرج الجميع على اختلاف أطيافهم وأحزابهم وجماعاتهم، خرجوا إلى ساحة مجلس الشعب فلا يجوز البتة أن ترى الأمة خلافاً أو تطاولا، ولا يجوز أبداً لإخواننا أن يخرجوا الخلاف وهو أمر فطري، أنا لا أقول أبدا بإلغائه فهذا مخالف لسنن الله الكونية، وقع الخلاف بين الصحابة وهم أشرف الناس بعد الرسل والأنبياء، ووقع الخلاف بين الأنبياء وكلكم يعلم الخلاف الواقع والحاصل بين نبيين كريمين، بين نبي الله داود ونبي الله سليمان، والخلاف واقع بين أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وأسمع مني، وقع الخلاف بين الملائكة وقد أخبرنا عن هذا الخلاف نبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى في القصة التي تعرفونها جميعا وهي قصة الرجل الذي قتل مائة نفس، قال نبينا فاختلفت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فالخلاف أمر قدري، لا حرج أن يختلف إخواننا أياً كانت أحزابهم وانتماءاتهم لكن الحرج أن يظهر الخلاف في العلن وأن تفتن الأمة بهذا الخلاف، وأطمع من إخواننا الإسلاميين في حزبي الحرية والعدالة والنور أن يسمعوا لليبراليين والعلمانيين فهؤلاء جميعاً محل دعوتنا، بل وأطمع أن يسمع الجميع في المجلس على اختلاف أطيافه للآخر، للنصارى'.
وأنا لا أعرف حقيقة الدور الذي يريد أن يرسمه لنفسه، وسط هذه الخلافات بين الأحزاب والقوى الدينية، الناصح لها والمهدي لخلافاتها، دون أن يتورط للوقوف في أي جانب حتى لو كان على صواب، أم يريد أن يبتعد عن جميع المتقاتلين، ولا أعرف معنى قوله ان العلمانيين والليبراليين محل دعوتهم؟ هل يعتبرهم من العصاة أو الكفرة الذين يحتاجون للهداية؟ أما مطالبته الإسلاميين أن يتناقشوا في غرف مغلقة ولا يظهروا خلافاتهم للعلن، فإنه بذلك يضعهم في مكانة أعلى من النبيين داود وسليمان وخلافهما معلن، وأعلى من الملائكة والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي أعلن عن خلافهم؟

خلافات حول تأويل تصريحات القرضاوي

أما الإخوان فقد واصلوا الترحيب باتهامات القرضاوي لمهاجميهم بأنهم من الفجار والفاسدين ومن قوم لوط، أي شاذون جنسياً، وسارع زميلنا في 'الحرية والعدالة' عبدالحكيم بحيري بالرد على الذين رفضوا كلام القرضاوي بالقول يوم الثلاثاء: 'تصنيف العلامة القرضاوي واضح وضوح الشمس ولم يضع كل المعادين للإخوان في سلة واحدة بل ميزهم تبعاً لاختلاف دوافعهم، فقنوات الفلول على كثرتها وتنوعها عندما يكون همها الأول والوحيد هو تشويه الإخوان في أي تصرف فإنهم يوضعون في دائرة الصنف الأول الذين يريدون الحفاظ على مطامعهم ومصالحهم الشخصية التي اكتسبوها بالباطل في عهد المخلوع ويحاولون تشويه الإخوان لتعزيز فرص مرشحي الفلول سواء شفيق أو موسى في انتخابات الرئاسة.
وعندما يسعى غلاة الليبراليين لهدم الإخوان فهذا ليس نقداً بل منهجاً منظماً ينطلق من حرصهم على ملذاتهم وشهواتهم المحرمة من الخمر والميسر والنساء تحت لافتة الحرية التي يتسترون بها تبريرا لأفعالهم الشنيعة التي تناقض قيم المجتمع ومعتقداته. الغريب أن كثيرا من وسائل الإعلام التي ينتمي أغلبها لبعض هذه الأصناف لم يدركوا هذه المنهجية في كلام القرضاوي، ولا هذا التصنيف الواضح وراحوا يخلطون الأوراق عمدا ويأتون بردود أفعال سريعة على أن القرضاوي يتهم منتقدي الإخوان بأنهم مثل قوم لوط، أو أنهم معادون للإسلام ذاته مهملين عمدا منهجية القرضاوي في تصنيفه، من هؤلاء الذين آلمتني ردودهم السريعة رغم حبي لهم وتقديري لمواقفهم وجهادهم، الشيخ ناجح إبراهيم أحد قيادات الجماعة الإسلامية، الذي راح يؤكد أن هناك فرقاً بين الإسلام والحركة الإسلامية وأن الإسلام معصوم، أما الحركة، فلا، ويعلن رفضه لتصريحات الشيخ وكأن القرضاوي - علامة الأمة - لا يدرك هذه الفروق، وهو أمر أزعجني أن يصدر من شخصية بحجم الشيخ ناجح وأتوقع أنه رد على المحرر دون قراءة مقال الشيخ، ودون معرفة هذا التصنيف بهذه المنهجية'.
وهكذا بارك الله في زميلنا بحيري الذي تعلمنا منه أصول التصنيف وأسس المنهجية، ولا أعرف ان كان صديقنا ناجح تعلمها أم لا، خاصة أنه لم يقرأ المقال الذي نشرته 'الحرية والعدالة' للقرضاوي.

القرضاوي ازعج بعض العلمانيين والمنتفعين

أيضا في اليوم التالي - الأربعاء - قال صاحبنا الإخواني حمزة زوبع في نفسه الجريدة: 'أزعج القرضاوي بعض العلمانيين والمنتفعين من بقاء الوضع على ما هو عليه، وبعض من أثارها تفوق مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي في استطلاعات الرأي المحترمة، والاستقبال الشعبي المبهر الذي لم يلقه أي من مرشحي الرئاسة الآخرين، شهد القرضاوي الحملة المسمومة، ولم يتحمل قلبه ولا عقله وان اختلف مع الإخوان، وهو قيمة كبيرة من حقها أن تعبر عن رأيها وأن يستمع الناس لها بتقدير واحترام، لم يتحمل القرضاوي الهجوم المدبر والممنهج عبر أجهزة الإعلام، وأجهزة حكومية تقوم بين عشية وضحاها برش الحوائط في يوم وليلة بشعارات ضد الإخوان وتسب وتلعن بدون وازع من ضمير ولا خلق ولا قانون، كانوا يظنون أن القرضاوي سيتخلى عن الإخوان وعن الدعوة التي قضى فيها عقودا من العمر مجاهدا ومناضلا، وأن القرضاوي سيناصر ويشايع هؤلاء، لأن له رأياً مختلفاً عن رأي الإخوان في بعض الشؤون السياسية، خاب ظنهم وسمعوا من الشيخ العالم ما لا يسر نفوسهم ولا يريح قلوبهم المعلولة الكارهة للناس وللخير، ما كل هذه الكراهية'.

خطر دعم التطرف الديني

لا كراهية ولا حاجة، كما يظن زوبع إنما هي منهجية كما قال بحيري، وأطلعنا عليها يوم الأربعاء زميلنا في 'اليوم السابع' كريم عبدالسلام وعرفنا أصل الفتوى، قال: 'سمعت هذه الفتوى من قبل، ولكن على لسان الحاخام الإسرائيلي الأكبر عوفاديا يوسف الذي وصف أعداء إسرائيل من العرب مسلمين ومسيحيين بأنهم قردة وخنازير، الاختلاف بين عوفاديا والقرضاوي أن الأول زاد في فتواه بضرورة سحق العرب ما داموا قردة وخنازير فيما ترك الثاني الخيارات مفتوحة أمام شعب الله المختار الجديد جماعة الإخوان المظلومين لينكلوا ويقمعوا خصوصهم السياسيين كيف شاءوا بعد مرحلة التمكين التي يتطلعون إليها'.
وعوفاديا الذي يشير إليه هو حاخام اليهود السفارديم، أي الشرقيين، وكان منذ سنوات قد وصف العرب بأنهم عقارب وثعابين، لكن الأمر سرعان ما تحول إلى مسخرة عندما نشرت 'نهضة مصر' يوم الأربعاء تحقيقا لزميلنا السيد شكري جاء فيه: 'قال مكتب الدكتور يوسف القرضاوي ان ما نشره موقع إخوان أون لاين منسوبا للقرضاوي قد اقتطع من سياقه الزمني والموضوعي ليبدو وكأنه تصريح جديد، وان المادة المنشورة جزء من كتاب - الإخوان المسلمون، سبعون عاما في الدعوة والتربية والجهاد ـ الذي أصدره الشيخ العام 1999. وقال الشيخ عصام تليمة أحد تلاميذ القرضاوي ان استاذه لم يدل بأي تصريحات مؤخرا، ولم يكتب شيئاً على موقع الاتحاد وانه في زيارة لتونس حالياً مع وفد الاتحاد وان ما نسب إليه جزء من كتابه اقتطع من سياقه'.
وهذا اتهام واضح بالتدليس لموقع إخوان أون لاين، لكن يبقى السؤال، ألم يقل الشيخ ذلك أم لا؟ قاله وكتبه في كتابه.

اعلاميون تحولوا من التطبيل
لمبارك للتهليل للاخوان

وإلى المعارك والردود، ولدينا منها الكثير والمتنوع وهو يكاد يتركز على إخواننا الإسلاميين من إخوان وسلفيين، بسبب تزايد الشكوك في حقيقة نواياهم وما يخبئونه للناس من مصائب، كذلك هناك معارك أخرى عن أصحابنا الإعلاميين الذين غيروا مواقفهم بعد أن كانوا أيام الرئيس السابق مبارك - آسف قصدي المخلوع ـ من رجال نظامه ورجال رجال أعماله، تحولوا بقدرة قادراما إلى ثوار، أو منافقين للإخوان المسلمين ، وقال عنهم زميلنا وصديقنا والشاعر بجريدة 'روزاليوسف' محمد بغدادي - ناصري - يوم الاثنين: 'المشكلة هي ذلك الإعلام المتحول، أجد إعلاميين كباراً، اشتهروا بولائهم لنظام المخلوع واشتهروا بالدفاع عن نظام مبارك، وصاحبوا رجاله الفاسدين، وعقدوا معهم الصفقات، وجلسوا مع السفير الأمريكي على ضفات النيل يحتسون القهوة، ويطلقون النكات، ويتجاذبون أطراف الحديث حول ما يجب، وما لا يجب، وكانوا يناصبون العداء لجماعة الإخوان المسلمين عندما كانت تسمى 'الجماعة المحظورة'، والآن وبعد أن تمكنت الجماعة من السيطرة على مجلسي الشعب والشورى، وكانت في سبيلها للاستيلاء على الجمعية التأسيسية للدستور، وتلوح الآن باستيلائها على منصب الرئاسة الآن فقط تراجع إعلاميون كبار، ونجوم التوك شو في الفضائيات، أصحاب الرواتب المليونيرة، للأسف الشديد تحول كل هؤلاء الإعلاميين صوب قبلة الإخوان وطبقوا بكل سهولة واطمئنان المثل الشعبي القائل: 'اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي'!
هكذا تحولت القبلة، في اتجاه 'المال السياسي'.
فـأينما يوجد المال والسلطة، فولي وجهك شطره..
لقد تدفق 'المال السياسي' على مصر من كل صوب وحدب..
ولا عزاء للثوار، ولا عزاء للشعب المصري، وعاش الإعلاميون والإخوان في ثبات ونبات وخلفوا قصوراً وفيلات.. والإخوان والإعلاميون والملايين إيد واحدة، إيد واحدة'.

عندما يفقد الإعلام قيمه
وأخلاقه ومهنيته ومصداقيته

وكان زميلنا الإخواني عادل الأنصاري رئيس تحرير 'الحرية والعدالة' في انتظاره في نفس اليوم ليقول: 'عندما يفقد الإعلام قيمه وأخلاقه ويفقد مهنيته ومصداقيته ويفقد ضميره يمكنه أن يقلب الحقائق ويزين الفساد والاستبداد، وأن يتحول إلى طاغية يقلب الحقائق ويغير المعادلات، والأوزان النسبية للأحداث فيكبر الصغير، ويصغر الكبير، ويستطيع أن يغير مساحات الاهتمام فيبرز التافه ويخفي المهم، يتم تجاهل الزيارة التاريخية التي قام بها الوفد الشعبي والبرلماني بقيادة الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى، التي كانت سببا في إنهاء أزمة كادت تؤثر على علاقات تاريخية بين بلدين شقيقين، يلتزم الصمت إزاء التجاوزات التي حدثت في العباسية وتمثلت في عودة الممارسات القمعية التي اعتدناها مع النظام الذي ثار الشعب عليه من خلال عمليات اعتقال منظمة وممنهجة للإعلاميين والصحافيين، شهادات الزملاء الصحافيين جاءت صادمة، حيث أكدوا أنه تم استجوابهم على أعمالهم الصحافية والمهنية، بل تقييم سياسات مؤسساتهم التحريرية وتصنيفها بأنها غير وطنية، حتى إن أحد الزملاء يؤكد أنه ندم على إبراز هويته الصحافية، وكان أولى به أن ينكرها حتى لا يتعرض لمزيد من الإهانات.
يتم تجاهل اعتقال سيدات مصريات من قلب مسجد احتمين به، ظنا منهن أن أيدي كريمة ستمتد إليهن لتخرجهن معززات مكرمات الى دورهن وأهليهن، إلا أن أقلاماً إعلامية لم تكتف بتجاهل ما وقع لهن ولم تكتف بالتخاذل عن نصرتهن ولكنها ساهمت بجهد كبير للطعن في شرفهن وأعراضهن'.

حرب الملفات السرية بين الاخوان وسليمان

وعلى طريقة الشيء بالشيء يذكر، فقد انتظره أيضا في نفس اليوم في 'الشرق' زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل ليوجه إليه بوكس، وهو عنوان بابه اليومي، ويقول فيه: 'في خضم المعارك السياسية التي رافقت إعلان عمر سليمان وخيرت الشاطر عن رغبتهما في الترشح للانتخابات الرئاسية، هدد كل منهما الآخر بأن لديه ملفات سرية تفضحه سيتم فتحها في الوقت المناسب، الإخوان وعلى صدر صحيفتهم الرسمية أعلنوا أن لديهم ملفات تفضح تورط عمر سليمان في قتل المتظاهرين أيام مبارك وهو قال في أكثر من حوار له إن لديه ملفات تفضحهم أمام الرأي العام، وهاهي أيام طويلة قد مرت على استبعاد الاثنين من السباق الانتخابي، ولم نر ورقة واحدة من تلك الملفات المزعومة.
لا يمكن أبدا أن أسوي بين نائب المخلوع عمر سليمان وبين خيرت الشاطر برغم معارضتي الشديدة للإخوان وللشاطر، لكنني أرى أنه لو كان هناك لدى قادة المجلس العسكري أدنى احترام للقانون أو أدنى رغبة في الإصلاح لتم تقديم عمر سليمان وخيرت الشاطر الى النيابة بتهمة تضليل العدالة وإخفاء معلومات تمس مصلحة البلاد، ولو حتى لإجبارهما على فتح كل الملفات ومحاسبة كل المجرمين، لكن حكام بلادنا دائماً يتشطرون على الغلابة فقط ولذلك فحالنا كما لا يخفى عليك'.

لماذا يحارب الاعلام الاخوان؟

ونعود إلى 'الحرية والعدالة' يوم الأربعاء لنرى ونسمع لزميلنا وصديقنا العزيز الإخواني صلاح عبدالمقصود وهو يهاجم الإعلام المعادي له بقوله: 'فلول الإعلام وفضائيات، احنا آسفين ياريس، ومذيعوها الذين ذرفوا الدمع السخين ليلة خطاب مبارك قبل موقعة الجمل بيوم واحد، إضافة الى رجال أعمال النظام المخلوع، كل هؤلاء لا هم لهم إلا تشويه الإخوان والحيلولة دون نجاح مشروعهم، عشرات البرامج التليفزيونية، ومئات الأعمدة والمقالات الصحافية تشن حرباً لا هوادة فيها على الإخوان وحزب الحرية والعدالة ومرشحه في الانتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسي بهدف قطع الطريق على فوز الإخوان بهذا المنصب الذي يبتغون من ورائه امتلاك السلطة التنفيذية التي تعينهم على تنفيذ الوعود التي قطعوها للشعب. صحفيون وساسة، مذيعون ومحللون، لا هم لهم إلا الهجوم والسعي للتأثير على إرادة الناخبين وصرفهم عن مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية، قد يقول قائل ان هذه الصحف وتلك الفضائيات واسعة الانتشار ومؤثرة، لكن أقول أن الإخوان اكثر تأثيرا بعملهم وتواصلهم مع الناس، صحيح أن إعلام الإخوان، المرئي والمطبوع ضعيف، لكن إعلامهم الشخصي أو المباشر قوي جدا، فعليهم أن يبذلوا جهدهم في هذه الأيام ويواصلوا الليل والنهار في هذين الأسبوعين لإصلاح ما أفسده الإعلام الكاذب، وهم قادرون بإذن الله'.

أغلب مشايخ التيار السلفي
نتاج تجارة كتب التراث

وإلى معركة أخرى مختلفة إذ حاول زميلنا في 'الوفد' علاء عربي، مداعبة السلفيين كعادته، بأن قال عنهم يوم الاثنين: 'أعتقد والله أعلم أن بعض أو أغلب مشايخ وشيوخ التيار السلفي هم نتاج تجارة كتب التراث التي ازدهرت في نهاية وبداية الثمانينيات، وأظن والله أعلم أن بعض أو أغلب المشايخ الذين يحتلون الساحة الإعلامية والسياسية اليوم هم من كانوا يشاركون في تجارة تحقيق التراث الإسلامي، ما يقوي ظنوننا هذه أن أغلبهم حقق العديد من الكتب الإسلامية، وفي الغالب أن المرء يتطبع بوظيفته، فيقوم بارتداء شخصية تتناسب وما يعمل فيه، فليس من المقبول أن يصدر كتبا إسلامية وهو غير ملتح وبدون جلباب، أو يحفظ كلمتين من الكتب التي ينشرها، أو انه لا يمتلك ناصية الفتوى أو الدعوة إلى الله. في منتصف الثمانينيات انشغلت بقضية سرقة تحقيق كتب التراث، أخذت من الجهد والوقت والمال الكثير، فكنت أذهب لدار الكتب أقرأ المخطوط وأنسخه أو أصوره، وأجمع جميع الطبعات 'التحقيقات' التي صدرت للكتاب 'المخطوط' وأقارن بينها، وكتبت أيامها عن العديد من حالات السرقة لجهد الغير، فكيف يصدر كتاب عدة مرات لمحققين مختلفين؟ ما الذي أضافه لطبعته عن طبعة من سبقه؟، والمؤسف أن هذه التجارة التي قامت على سرقة مجهود الغير جعلتني أتتبع العشرات من الكتب في التاريخ والسنة والفقه والتفسير والأدب والشعر، كما دفعتني إلى توفير الأمهات في كتب التراث الإسلامي لكي أعود إليها للكشف والتحقق مما يدون في الهوامش، وأذكر أن بعض الكتب سرق تحقيقها ونشر أكثر من عشرين مرة، كل شخص يؤكد في مقدمة الكتاب أن من سبقوه وقعوا في أخطاء وتصحيف دفعته الى تحقيق الكتاب مرة أخرى أو أنه عثر على مخطوط جديد، وعندما تبحث عما قدمه تجد كلمة أو ثلاث كلمات كتعريفات في الهوامش كل ما قدمه، على سبيل المثال حسن أبو الأشبال الذي نادى للجهاد ضد المجلس العسكري، وطالب بسحل قادته وإعدامهم بالميدان، أبو الأشبال أصدر حوالى أربعة عشر كتاباً من كتب التراث منها كتاب 'جامع بيان العلم وفضله' للحافظ بن عبدالبر وهذا الكتاب صدر أول مرة عام 1920 من المكتبة المنيرية، وقامت إدارة المكتبة بتحقيقه وتصحيحه كما صدر في عدة تحقيقات فيما بعد منها طبعة للمكتبة العلمية ببيروت، وقد يأتي اليوم الذي نكتب فيه بتفصيل عن كتب بعض هؤلاء المشايخ'.

حروب التلويث من أجل المرشح

ولماذا الانتظار بينما كان الطبيب خالد منتصر على أحر من الجمر وقال يوم الثلاثاء في عموده - خارج النص ـ بجريدة 'الوطن'، عن أبو الأشبال هذا، الذي سمعه خالد في خطبة له قال فيها: 'حازم صلاح أبو إسماعيل سيصبح أول رئيس مصري منذ سنة واحد وعشرين هجرية، تسألوني، أمال عبدالناصر كان إيه؟ أقول لكم، أبو عبدالناصر كان يهودياً، كان يبيع جلودا قدام السيد البدوي'.
وقال خالد: صرخت، الله على الدقة التاريخية والألمعية الجغرافية، إلى هذه الدرجة وصل التدليس، إلى هذه الدرجة تشن حروب التلويث من أجل المرشح الذي أوصى به الرسول في المنام حسب إدعاءاتهم'.
وعلى كل حال، فقد قام علاء في اليوم التالي - الأربعاء - بتأديب أبو الأشبال هذا، عندما أخذ يسخر منه وهو يتراجع برعب عما قاله وطالب فيه بذبح أعضاء المجلس العسكري، وينفي كل ما قاله.

الدعوة الإسلامية لا تقبل
إلا من علماء ومشايخ الأزهر

وهكذا تكون الشجاعة والجهاد. زميلنا بجريدة عقيدتي الدينية موسى حال قال: 'باستقراء الواقع الحالي، وعلى الساحة المصرية يتأكد لنا أن موضة السلفيين والإخوان، وأي داعية من خارج عمامة الأزهر أصبحت موضة باطلة وسرعان ما يتخلى عنها الشعب المصري وفي الوقت القريب، كما يؤكد الواقع ونبض الشارع أن كلمة الدعوة الإسلامية أصبحت لا تقبل إلا من علماء ومشايخ الأزهر، وبذلك يؤكد الشعب ان كلمة الإسلام لا تقبل إلا من أهلها وهم رجال الأزهر الذين تربوا على الوسطية المذهبية والبعد بالإسلام عن أي صراع سياسي أو كراسي. يجب أن نعترف أن الشارع في حالة غليان من ممارسات السلفية والإخوان، لدرجة أن الأهالي في محافظة المنوفية اشتبكوا مع بعض عناصر السلفية ورفعوا الأحذية في وجه لحى السلفية فضلا عن غضبة أهالي العباسية على كل من يطلق لحيته لما شاهدوه من دماء على أيديهم.
الشعب راهن على نقاء وطهارة هذا الفصيل فإذا به يخيب آمالهم، فيسكنون في مساكن الذين ظلموا أنفسهم'.

أرفض ترشيح الدكتور محمد مرسي للرئاسة

والحقيقة التي نسيها صلاح أن القنوات التي يهاجمها تستضيف يومياً إخوان مسلمين وسلفيين، وهو لم يكن على علم بما ينتظره في نفس اليوم في الصفحة الثانية من 'المصريون' على يد زميلنا هاني سلامة الذي قال بعد أن بسمل وحوقل ليخفي ضحكة: 'أبدأ بعد حمد الله تعالى والغناء على خير خلقه بأن أقول اني كأحد المعتزين بتبنيه للمرجعية الإسلامية، فإني كفرد أرفض ترشيح الاستاذ الدكتور محمد مرسي للرئاسة، وقد آثرت الصمت حينا امتثالا لقول الإمام الشافعي، ان الوعظ في العلن فضيحة لكن هالني موقفان غير محمودين لأناس محسوبين على الإخوان، أولهما التشهير بأن الدكتور عبدالمنعم سيسلك طريق عبدالناصر إذا مكن له، والثاني من أخرج من الغياهب تاريخ الدكتور المرضي، فإن كان الأمر الأول، وهو يمثل قمة في التجني على الرجل والطعن في شرفه ونيته، فالثاني يمثل قمة في أشياء أخرى يعافني لساني عن النطق بها ولهذا لا أقدر إلا أقولها علانية، أنا أرفض المنطق الذي أدى إلى هذا الترشح والذي هو وراء سلوكيات كثيرة للجماعة في الوقت الحالي، ان ترشيح الدكتور مرسي كبديل عن المهندس الشاطر ورد إخواننا عليه بأن هذا لا يعيب لأن المهم المشروع وليس الأشخاص، فأقول ان قولهم يرد عليهم فإن كان المهم المشروع وليس الأشخاص لوجب الدفع بالدكتور مرسي فور الشك ان المهندس الشاطر قد يُطعن عليه، وليس أن يكون احتياطيا، يا إخواننا أنتم تتعاملون مع أرفع منصب في الدولة بمنطق انتخابات الطلبة، كيف تسوق لرجل أنت جعلته رقم اثنين'.

السلفيون وأفعالهم في العباسية

ونتحول إلى 'أخبار' الثلاثاء لنكون مع زميلتنا الجميلة والمحجبة ثريا درويش، وقولها عن السلفيين وأفعالهم في العباسية: 'خططوا ودبروا وتآمروا، وتوكلوا على المولى وأقسموا أن يجعلوها ليلة سوداء على كل المصريين وألا يغادروا الميدان أمام مقر وزارة الدفاع إلا بعد نيل المراد وإسقاط المؤسسة العسكرية والسطو على الحكم وامتلاك مفاتيح أبواب قلب الأمة العربية، أرادوها جمعة النهاية، فانقلب السحر على الساحر، وسقطت أقنعة الخديعة والمتاجرة باسم الدين أمام وطنية وجسارة خير أجناد الأرض وتلاحم أهالي العباسية الجدعان مع قواتهم المسلحة فأدخلوا الرعب في القلوب، وسقطت آخر ورقة توت، فتعرت عوراتهم وانكشف وجههم القبيح وهو في حد ذاته مكسب لهذا الشعب الذي أوشك أن يكفر بثورته ويلعن يوم تحريره من جلاديه، عقلي لا يستوعب سر هذا السعار والغل ضد المؤسسات العسكرية، ولا كيف نجحوا في شهور في إفساد علاقة تاريخية عميقة تربط بين الجيش والشعب وهو وأهلوهم في رباط ليوم الدين'.

التباكي على المتظاهرين السلميين

وقبل أن أنهي هذا التقرير لاستريح سمعت صوتاً على طريقة كلمات أغنية أم كلثوم.. سمعت صوتا هاتفا في السحر، وكان لصديقنا وضابط الجيش السابق وبطل معركة التصدي لبيع محلات عمر أفندي أثناء جبروت مبارك وابنه جمال ورجاله، يحيى حسين عبدالهادي، الذي كان يبكي حزنا يوم الأربعاء في الصفحة الحادية عشرة في 'اليوم السابع' وأحزنني معه وهو يقول: 'عقب غزوة أحد أخذت كل مجموعة تبكي شهيدها ما عدا حمزة، فوقف الرسول عليه الصلاة والسلام عند جثمان عمه، سيد الشهداء وقال حزينا 'كل يبكي على قتلاه، إلا حمزة، فلا بواكي له'. وما نقص ذلك من ثواب وقيمة وقامة حمزة في الأرض ولا في السماء، إذ يكفيه رثاء سيد الخلق له، ويوم الجمعة الأسود الماضي، مات مقاتل الصاعقة المصري سمير أنور الكيال بطلق ناري في البطن، وضن عليه اعلام التهييج بلقب شهيد، رغم السخاء المفرط في منح اللقب بعد الثورة لمن يستحق ومن لا يستحق، مات المواطن المصري سمير أنور ولم يترحم عليه أو يمشي في جنازته أي من مرشحي الرئاسة الذين ذهبوا للتضامن مع قاتليه، لأنه ببساطة هو والجيش الذي ينتمي إليه ليس لهم صوت في الانتخابات ولم تضع أي قناة من قنوات الخراب شارة الحداد على الشاشات كما فعلت مع غيره،
ولم تلعن قاتليه، بل تبارى الانطاع المتبجحون من الذين حرضوا على قتله، في التباكي على المتظاهرين السلميين الذين لم يستخدموا إلا الطوب والحجارة والعصي في الهجوم على الجيش، هكذا قال أحدهم بالنص، مات سمير وانضم الى طابور شهداء ومصابي القوات المسلحة الذين ضحوا من أجلنا ورحلوا في صمت أثناء الثورة وبعدها دون أن تسمح تقاليد المؤسسة الوطنية بالإعلان عنهم، وقد أحسن الجيش صنعاً بالإعلان الاستثنائي في حالة سمير، ويكسب الإسلاميون تارة فيهتف الليبراليون ضد العسكر، ويكسب الليبراليون تارة أخرى فيهتف الإسلاميون ضد العسكر، واللفظ نفسه غريب على مسامعك وثقافتنا، وتلصق بالجيش الوحيد في المنطقة الذي لم تتلوث يده بدماء شعبه نقائص لا دليل عليها ولا يقبلها منطق، فهو الذي يشعل الحرائق في المصانع والشركات ويسرق البنوك ويفتعل الأزمات التموينية، ويحرض جماهير المصري لتقتل جماهير الأهلي، إلى آخر هذه الاتهامات العبثية التي يعجز ابليس نفسه عن اتيانها جميعاً، لكنه الكذب والإلحاح عليه'.
وهكذا نذرف مع حسين دمعة على من سقطوا من أبنائنا من مدنيين وعسكريين، وسنذرف أنهاراًَ من الدموع على من سيسقطون في المرحلة السوداء القادمة، والله الموفق والمستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق